هجمت عليه.. تفاصيل تخلص سبعيني من ابنته في سوهاج
في قلب قرية صغيرة بمركز دار السلام جنوبي شرق محافظة سوهاج، حيث تمر الأيام بطيئة كأنها لا تنوي الرحيل، عاشت ميرفت، فتاة في السابعة والعشرين من عمرها، حياة هادئة من الخارج وصاخبة من الداخل.
كانت تعاني من مرض نفسي مزمن، يحول لحظات حياتها إلى معركة دائمة بين عقلها وروحها، رغم مرضها، ظلت ميرفت تحلم، لكن حلمها كان بسيطًا، مجرد حياة هادئة بجانب والدها عبود، الرجل السبعيني الذي أنهكته أعباء السنين.
في صباح يوم مشئوم، استيقظت القرية على مأساة سيحكيها الجميع لسنوات، اشتعلت نوبة من الهياج داخل ميرفت، كما يحدث معها أحيانًا، لكن هذه المرة، حملت سكينًا في يدها المرتعشة، غير مدركة لما تفعله، ربما كانت تبحث عن حماية، وربما كانت تحاول أن تعبر عن ألمها بطريقة لم تستطع الكلمات أن تصفها.
على الجانب الآخر، وقف والدها مرتبكًا، يرى في يد ابنته تهديدًا لم يستطع تحمله، كانت لحظة من الخوف والغضب واليأس اجتمعت كلها لتجرده من صوابه، حاول انتزاع السكين منها.
لحظات من الخوف أنهت كل شيء
وفي خضم ذلك الصراع، فقد السيطرة على نفسه، في لحظة طيش قاتلة، رفع السكين وطعنها، أصيبت ميرفت في رقبتها أولاً، ثم في بطنها، وسقطت على الأرض، تنظر إلى والدها بعينين مليئتين بالدهشة والخوف.
وكأنها تسأله لماذا اختار أن ينهي صراعها بهذه الطريقة، وكانت ترتدي ملابسها الكاملة، وكأنها مستعدة للرحيل، ولكن ليس بهذه الطريقة المأساوية.
صمت كل شيء بعد أن هدأ صراخها، وقف “عبود”، ينظر إلى ابنته التي فارقت الحياة على يد من كان يجب أن يكون ملاذها الأخير، لم يكن القتل فقط ما مزق قلبه، بل الإدراك المفاجئ أنه اختصر سنوات معاناتها في لحظة واحدة من العنف.
“السكـ..ـين”، الملطخة بالدماء، كانت شاهدة على مأساة لا يمكن محوها. القرية كلها تحدثت عن ميرفت، تلك الفتاة التي قتلتها الوحدة والخوف قبل أن تقتلها يد أبيها.