ذبحه كالشاه في بحيرة من الدم.. لماذا قتل محمد صديقه في الإسكندرية؟

أفاق "عم جمال"، صاحب الـ 61 عامًا من نومه صباحًا بمنزله بمنطقة الهانوفيل في الإسكندرية، وتوجه كعادته إلى غرفة نجله "محمد" للاطمئنان عليه، كانت المفاجأة، سريره مرتب وخالي، فتش كافة أرجاء البيت، لا أثر له، وهاتفه مغلق، حتى أن حذائه لم يكن خارج الباب.
ذبحه كالشاه في بحيرة من الدم.. لماذا قتل محمد صديقه في الإسكندرية؟
في غضون ذلك رن الهاتف في قسم شرطة العامرية أول، كان المتصل يدعى عبد الله فوزي، 31 سنة، عامل، وبلهجة يسودها التوتر والفزع بادر قائلًا:" ألووو.. أنا عايز أبلغ عن جثة موجودة على الطريق العام في عبد القادر.. شاب مذبوح وغرقان في دمه".
قبل شهور، طلب "محمد.ع" 31 عامًا، عامل، من صديقه "محمد جمال" مبلغ 5 آلاف جنيه على سبيل السلف، لمروره بضائقة مالية، لم يتردد الأخير والذي يعمل سائق على سيارة ملك والده، في الوقوف بجوار صديقه، وسلمه بالأموال.
مرت الأسابيع والشهور، وفي كل مرة يخلف المتهم وعده برد الأموال لصديقه، فينتظره الأخير على أمل أن يفي بوعده، دون أن يعلم أن المتهم عقد العزم وبيت النية على قتله وسرقة السيارة قيادته وكل ما بحوزته.
وفقًا لمعاون مباحث قسم شرطة العامرية أول، أخذ المتهم ينسج مخططه الآثم الذي اقتاده تفكيره الشيطاني إليه باستدراج المجني عليه إلى مكان مظلم بعيد عن أعين الرقباء بطريق عمومي.
وأعد لخطته الإجرامية سلاح أبيض "سكين"، وقفاز لإخفاء بصماته، حتى لا تتكشف جريمته، ضاربًا عرض بالصداقة وحرمة قتل النفس البشرية، ليؤكد مقولة أن الصديق الخائن هو أسوأ من العدو الصريح.
أكتمل كل شيء من أجل الجريمة، اتصل المتهم بصديقه وطلب منه مقابلته بإحدى المقاهي لتسوية النزاع المالي الدائر بينهما فاستجاب المجني عليه له وتقابلا بناحية أبو يوسف بحي العجمي.
دقائق قليلة مرت على جلوسهما على المقهي بوعد جديد على السداد، وطلب بعدها المتهم من صديقه توصيله بسيارته إلى مكان سكنه بمنطقة مساكن عبد القادر بحي العامرية أول، دون أن يعلم ما ينتظره.
وفي الطريق، أمر المتهم من المجني عليه أثناء سيرهما التوقف بالسيارة جانبًا، لقضاء حاجته، فترجل منها وارتدى قفاز في يديه وأخرج سكين كان أخفاه في طيات ملابسه حتى لا يعلم المجني عليه نيته.
ونادي المتهم المجني عليه فتوجه الأخير له وجلس على مقربة منه واختلس المتهم النظر إليه وما أن تيقن من عدم إدراكه للمكيدة المدبرة له حتى انقض عليه وطعنه بسلاحه طعنتين استقرتا بالجانب الأيمن من الظهر.
لم يتراجع المتهم وأمسك برأس المجني عليه بعدما وقف خلفه بينما المجني عليه سقط من الطعنتين متكئًا على ركبتيه فنحر عنقه من أقصي يساره حتى أقصي يمينه كالشاه.
أحدثت دماء المجني عليه المراقة بحيرة من الدماء حوله، دون أن يهتز المتهم وما أن تأكد من وفاته، نزع القفاز وألقاه والسلاح الأبيض إلى جواره وسرق هاتفه المحمول وسيارته وهرب من مسرح الجريمة.
أخفي المتهم السيارة لدي المتهم الثاني "علي.ع.م" 26 سنة، سائق، مقيم بمنطقة أبو يوسف، والمحبوس على ذمة القضية، بعدما أخبره المتهم الأول أنها تحصل عليها من جريمة سرقة دون قتل، للتحفظ عليها لحين بيعها واقتسام ثمنها.
ألقي القبض على المتهمين الأول والثاني، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة العامرية أول، فيما قررت النيابة العامة إحالتهما إلى محكمة جنايات الإسكندرية وقيدت القضية برقم 27653 لسنة 2024 جنايات قسم شرطة العامرية أول.
لتقرر المحكمة إحالة أوراق المتهم الأول إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، بتهمة القتل العمد، مع استمرار حبس المتهم الثاني، وحددت دور الانعقاد المقبل للنطق بالحكم .
صدر القرار برئاسة المستشار السعيد شوقي الصالحي، رئيس المحكمة، وعضوية كل المستشار عبد الرحمن سيد حافظ، والمستشار كارم محمود رزق، والمستشار تامر محمد عتمان، وسكرتير المحكمة أحمد يوسف.