حوادث اليوم
الإثنين 24 فبراير 2025 07:40 مـ 26 شعبان 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

جثة متفحمة مكبلة القدمين.. حكاية مقتل سائق توك توك وحرق جثته لسرقته في كرداسة

المجني عليه
المجني عليه

شهدت منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، جريمة بشعة راح ضحيتها سائق توك توك على يد أصدقائه، "علاء"، شاب عشريني، لم يكن يملك من الدنيا سوى "توك توك" يجوب به الشوارع ليؤمن قوت يومه، كان يعرف بشهامته وطيبته، يساعد جيرانه بلا مقابل، يبتسم حتى في أصعب الظروف، لم يكن يدري أن أيادي الغدر تترصده، وأن نهاية طريقه ستكون على يد من ظنهم أصدقاءه.

حكاية مقتل سائق توك توك وحرق جثته لسرقته في كرداسة

في ذلك اليوم المشئوم، خرج علاء كعادته، لكنه لم يعد، انتظرت والدته طويلاً، نظرت إلى الهاتف مرارًا، ودعت في سرها أن يكون بخير، لكن القلق بدأ يتسلل إلى قلبها كأفعى خبيثة، مع كل دقيقة تمر، كانت دموعها تخونها، وذكرياتها معه تتوالى أمام عينيها كأنها تودعه قبل أن تتأكد من المصير.

على أطراف إحدى الأراضي الزراعية، اشتعلت النيران، كان الأهالي يظنون أنها مجرد مخلفات، لكن رائحة اللحم المحترق أيقظت الشكوك، هرع البعض إلى المكان، وحين اقتربوا، كانت الصدمة أكبر من أن تُحتمل جثة متفحمة، الأطراف مقيدة، الملامح غير واضحة، لكن أحدهم تعرف على علامة مميزة في الجسد المحترق أنه سائق التوك توك المتغيب منذ الصباح.

قاد المقدم محمد سعودي، رئيس مباحث كرداسة بمديرية أمن الجيزة، فريقه لكشف ملابسات الجريمة لم يكن الأمر صعبًا، فالخيط الأول كان اختفاء "التوك توك" الخاص بالمجني عليه تتبع مساره من خلال كاميرات المراقبة والتي قادت الشرطة إلى مفاجأة خلال ساعات قليلة، توصلت التحريات إلى الجناة، وكانوا أقرب الناس إليه، ثلاثة أشخاص كانوا يصنفون ضمن "أصدقائه" لكنهم كانوا يحملون في قلوبهم حقدًا دفينًا، لم يرَ المجني عليه سوى وجههم المزيف المبتسم، ولم يدرك أن الطعنات ستأتي من حيث لم يحتسب. حيث استدرجوه إلى مكان مهجور، تحججوا بحاجتهم إلى توصيله إلى مكان بعيد، لم يتردد ذلك الشاب، لكنهم كانوا يضمرون له نهاية مأساوية بمجرد وصولهم إلى المكان المعزول، انهالت عليه الضربات، لم يمهلوه لحظة ليستوعب ما يحدث، توسّل إليهم، ذكرهم بالعيش والملح، لكنهم لم يتركوا له حتى حق الدفاع عن نفسه، وحين خارت قواه وسقط جثة هامدة، صبّوا عليه البنزين، أشعلوا النار في جسده، سرقوا "التوك توك".

وتعود تفاصيل الواقعة الي تلقي رئيس مباحث كرداسة بمديرية أمن الجيزة إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بالعثور على جثة شاب مجهول الهوية داخل أرض زراعية بدائرة المركز، وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل البلاغ، وبالفحص تبين أن الجثة مكبلة القدمين ومتفحمة بالكامل.

وبتكثيف التحريات وفحص كاميرات المراقبة، تمكن فريق البحث من تحديد هوية المجني عليه، وتبين أنه شاب يبلغ من العمر 20 عامًا، يعمل سائق "توك توك"، كما توصلت التحريات إلى مرتكبي الجريمة، وهم ثلاثة أشخاص وهم "عبد الحميد" 23 سنة مبيض محارة، "سمير" 30 سنة، "إسلام .س" 19 سنة سائق توك توك، قاموا باستدراجه إلى مكان الواقعة والتعدي عليه، ثم تكبيله وإشعال النيران في جثته بهدف سرقة المركبة الخاصة به.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة تم ضبط المتهمين، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة بدافع السرقة، وأرشدوا عن مكان "التوكتوك" المسروق. وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وبالعرض على النيابة العامة والتى أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثمان المجنى عليه وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن، مع مراعاة استكمال تحريات المباحث حول الواقعة والاستماع إلى أقوال الشهود.

كما واجهت النيابة المتهمين بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقروا بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسهم ٤ أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسهم ١٥ يوما آخرين، واصطحب فريق من النيابة العامة بشمال الجيزة المتهمين إلى مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته، وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وجارٍ استكمال التحقيقات.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found