قبلة بريئة تحولت إلى مأساة.. طفل يفقد بصره بسبب فيروس الهربس القاتل!

في قصة مأساوية تهز القلوب، فقد طفل يبلغ من العمر عامين بصره في عينه اليسرى بسبب قبلة بريئة نقلت إليه فيروس الهربس البسيط (HSV)، وهو فيروس يبدو غير ضار للبالغين، لكنه يمكن أن يكون قاتلًا للأطفال الرضع ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
كيف بدأت المأساة؟
بدأت معاناة الطفل جوان في أغسطس من العام الماضي، عندما كان عمره 16 شهرًا، حيث لاحظ والداه التهابًا غريبًا في عينه. زارا الطبيب العام الذي وصف له مضادات حيوية، ظنًا منه أنها عدوى بسيطة، ثم أرسلهما إلى المنزل.
لكن الأم ميشيل سيمان، وهي من ناميبيا، لاحظت بعد يومين أن الالتهاب يزداد سوءًا، وكأن شيئًا ينمو داخل مقلة عين ابنها، كما أن الطفل لم يكن يشعر بأي ألم، حيث كان يلمس عينه دون أن يرمش، ما أثار قلق والدته بشكل كبير.
"كانت تجربة مؤلمة".. حينما كشف الفحص عن الكارثة!
بعد خضوع جوان للفحوصات، جاءت الصدمة: الطفل أصيب بعدوى الهربس البسيط في عينه، التي تحولت إلى قرحة باردة خطيرة تسببت في تدمير قرنية عينه اليسرى.
والمفاجأة أن والديه لم يكونا حاملين للفيروس، مما جعل الأطباء يستنتجون أن شخصًا مصابًا بقرحة نشطة قد نقل الفيروس للطفل عبر قبلة دون قصد.
وقالت الأم:
"على الأرجح، كان الشخص المصاب يعاني من قرحة برد، وقبّل طفلنا على عينه أو بالقرب منها، أو ربما لمس يده، ثم قام الطفل بفرك عينه بيده الملوثة".
فقدان البصر بالكامل.. ماذا حدث بعد ذلك؟
استغرق الأطباء أسابيع طويلة لمحاولة السيطرة على العدوى، لكن الضرر الذي أصاب عين جوان كان قد وقع بالفعل.
"لقد تسبب الفيروس في تلف شديد لقرنية العين، مما أدى إلى فقدان الطفل الإحساس بالعين بالكامل. لم يعد قادرًا على الرؤية، وأصبح أعمى تمامًا في تلك العين"، تقول الأم بأسى.
وبسبب عدم تلقي العين إشارات من الدماغ، توقفت وظائفها تدريجيًا، مما أدى إلى تبخر الجل الذي كان يحمي العين، وتسبّب في جفافها التام.
هل هناك أمل لاستعادة بصره؟
حاليًا، تعقد الأسرة آمالها على عملية جراحية معقدة، تتضمن نقل أعصاب من ساق الطفل إلى تجويف العين، في محاولة لإعادة الاتصال بين الدماغ ومقلة العين.
وفي حال نجاح العملية، قد يكون جوان مرشحًا لزراعة قرنية يمكن أن تعيد له بصره جزئيًا.
لكن الأم تقول بحزن:
"حتى الآن، لا نعلم ما إذا كان بالإمكان استعادة البصر أم لا. أولويتنا الآن هي إنقاذ العين نفسها ومنع المزيد من الالتهابات".
تحذير صارم لجميع الآباء والأمهات
بعد هذه التجربة القاسية، وجهت الأم تحذيرًا شديدًا لجميع الآباء والأمهات قائلة:
"أشعر أن من واجبي أن أحذر كل أم وأب: لا تسمحوا لأحد بتقبيل أطفالكم الرضع، حتى لو كان فردًا من العائلة".
وأضافت:
"كنت قد قرأت تحذيرات مشابهة من قبل، لكنني لم أعتقد أن الأمر يمكن أن يكون بهذه الخطورة. كنت مخطئة تمامًا، وهذا الفيروس البسيط دمر حياة طفلنا".
واختتمت بعبارة مؤلمة:
"الأمر لا يستحق المخاطرة.. قبلة واحدة يمكن أن تسرق نور عيون أطفالكم إلى الأبد".
ما هو فيروس الهربس البسيط؟ ولماذا يشكل خطرًا على الأطفال؟
فيروس الهربس البسيط (HSV) هو فيروس معدٍ ينتقل عن طريق التلامس المباشر، مثل التقبيل أو ملامسة الأسطح الملوثة.
قد لا يكون خطيرًا عند البالغين، لكنه مهدد لحياة الرضع والأطفال الصغار، لأن جهازهم المناعي لا يزال ضعيفًا.
يمكن أن يسبب التهابات في العين، وتقرحات جلدية، والتهابات في المخ (التهاب الدماغ الهربسي)، بل وحتى الوفاة في بعض الحالات.
كيف تحمي طفلك من عدوى الهربس؟
تجنب تقبيل الرضع والأطفال الصغار، خاصة إذا كنت مصابًا بقرحة برد أو أي أعراض فيروسية.
غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل ملامسة الطفل، خاصة بعد السعال أو العطس.
عدم مشاركة الأدوات الشخصية (مثل المناشف أو زجاجات الرضاعة) مع الطفل.
مراقبة أي أعراض غريبة على عيون الطفل مثل الاحمرار، التورم، أو ظهور تقرحات، والتوجه للطبيب فورًا في حال الشك.
قبلة واحدة قد تغير حياة طفلك إلى الأبد
ما حدث للطفل جوان ليس مجرد حالة فردية، بل تحذير خطير لجميع الأهالي. ففي لحظة عفوية، يمكن لفيروس بسيط أن يدمر مستقبل طفل بريء.