قصة ”محمد صلاح” المفبركة تشعل السوشيال ميديا.. والضحايا بالمئات في حملة تبرعات وهمية

في واحدة من أكثر القصص تأثيرًا على السوشيال ميديا خلال الأيام الماضية، تداول آلاف المستخدمين منشورات تروي مأساة شاب يُدعى "محمد صلاح"، قيل إنه يبلغ 17 عامًا من مدينة المنصورة، وتعرض للتعذيب على يد أعمامه بعد وفاة والديه بسبب خلافات على الميراث، ثم سافر إلى السعودية، وهناك، وفقًا للرواية، تعرض لمحاولة قتل داخل المستشفى، وانتهت القصة بوفاته وصدور "رائحة مسك" منه واستقبال "الملائكة" له!
القصة التي جذبت تعاطفًا كبيرًا من الجمهور، اتضح لاحقًا أنها كاملة الفبركة، حيث استُخدمت فيها صور مزيفة معدلة بالذكاء الاصطناعي، مع حسابات وهمية أُنشئت خصيصًا لترويج الأكذوبة وجمع تبرعات.
حسابات مفبركة.. وقصة بلا جذور
بالتحقيق في أصل القصة، تبين أن معظم الحسابات التي نشرت القصة أُنشئت حديثًا، ولا تحتوي على أي منشورات سابقة، ما يؤكد وجود تنظيم متكامل خلف نشر الرواية الكاذبة.
حتى الحسابات التي زُعم أنها تعود لعائلة "محمد صلاح" تبيّن أنها حسابات حديثة مزيفة:
-
حساب "الجد" أُنشئ في أكتوبر 2023.
-
حساب "الشقيقة" في يناير 2025.
-
حساب "العم المحامي" بلا أي نشاط مهني.
-
"بنت العم" لديها 5 منشورات فقط... كلها عن محمد.
أحمد صلاح يفجر المفاجأة: القصة كذب وصوري مسروقة
الصدمة الكبرى جاءت من الشاب أحمد صلاح، صاحب الصورة الحقيقية التي استُخدمت في القصة المفبركة، والذي خرج عن صمته وأعلن عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، أنه لا علاقة له بالقصة من قريب أو بعيد.
وقال أحمد:
"تفاجأت بأن صوري تُستخدم في قصة وهمية عن شاب اسمه محمد صلاح. لا أعرف من يقف وراء هذا التزوير، لكني سعيد أنني كشفت الحقيقة. ربنا يسامحهم."
وأشار إلى أن الصور التي تم استخدامها تعود له ولصديقه أحمد سعيد، مؤكدًا أنهما ضحية احتيال رقمي يستهدف استدرار عاطفة الجمهور لجمع تبرعات مشبوهة.
تحذير من النصب العاطفي الرقمي
القصة تفتح الباب مجددًا أمام خطر استخدام الذكاء الاصطناعي في التزوير، والتلاعب بالمشاعر لتحقيق أهداف مالية غير مشروعة. ويُطالب الخبراء بضرورة التحقق من أي قصة مؤثرة قبل التبرع أو النشر، لأن النصب الإلكتروني لم يعد مجرد رسائل احتيالية، بل قصص محبوكة بإتقان.
لم يكن موجودًا... لكنه سرق قلوب آلاف المتعاطفين وصوّر مأساة لم تقع
"محمد صلاح" لم يكن موجودًا... لكنه سرق قلوب آلاف المتعاطفين وصوّر مأساة لم تقع، والهدف كان المال وليس الحقيقة.
فهل نُراجع ما نشارك؟ وهل نحمي أنفسنا من النصب العاطفي القادم من خلف الشاشات؟