فيش وتشبيه| مهدى عبدالحليم يكتب .. شهداؤنا «أبرارٌ – أحياءٌ – أبطالٌ»
بقلم - مهدى محمد عبدالحليم
رئيس جمعية الإعلاميين العرب
شهداؤنا أبرارٌ، يقدمون أرواحهم فداء للوطن، شهداؤنا أحياءٌ عند ربهم يرزقون من الخيرات فى جنات ونعيم، شهداؤنا أبطالٌ يضربون المثل العليا فى الوطنية والانتماء، وقبل أن يقدموا أرواحهم فداء للوطن، يلقنون أعداء الوطن دروسا لا تنسى، ويسجلون بطولات لا ينساها التاريخ، أرواح شهدائنا توصينا بالاتحاد ضد كل من تسول له نفسه الإضرار بمصرنا الحبيبة، أرواح الشهداء تنادى من كل حدب أيها المصريون اتحدوا، ولا تودعوا جثاميننا بالبكاء والعويل والحزن المرير، واجعلوا العزيمة والإصرار على مواصلة رسالتنا فى دحر الإرهاب هى مبدأ حياتكم، نعلم أن التراب الذى استشهدنا من أجله لن يفرط فى حقنا، اجعلوا الفخر والعزة مشاعركم عند وداعنا.
أتذكر أننى تعرضت لعتاب شديد اللهجة، عندما كنت أتحدث فى إحدى اللقاءات التثقيفية، والتى كان محور الحديث فيها «الحرب ضد الإرهاب»، وطالبت قبل أن أبدأ كلمتى بالوقوف دقيقة وقلت وقتها «أستأذنكم بالوقوف دقيقة، هى ليست حدادا، إنما هى فخر وعزة واعتزاز بحجم التضحيات والبطولات التى قدمها أبطال الوطن»، وفوجئت بسيل من العتاب لأننى استبعدت من قاموس كلمتى معانى الحداد، وبعد مبادلات فى الرؤى استطعت أن أفرض رؤيتى بأن البطولات والعمليات العسكرية لمواجهة الإرهابيين ومرتزقة جماعات الشر، والدم، تستحق التحية والتقدير، والاعتزاز الكبير.
واليوم .. وإذ تكرر الجماعات الإرهابية، جرائمها رأيت أن أعيد كلماتى وأن أفتخر بحجم بطولات شهداء القوات المسلحة الأبرار، حيث تكشف وقائع استشهاد الأبطال أن الانتماء والوطنية مبادئ تأسس عليها الأبطال الذين أبدعوا فى حب الوطن، ولم يبخلوا عنه بأغلى ما يمتلكون وهى أرواحهم الطاهرة الذكية، حيث إن كل ما يشغل بالهم حماية مصر «الوطن، والمواطن»، من شرور جماعات الشر والتخريب والدم، مهما كلفهم ذلك، ويعلمون أن الأرض الطاهرة التى ارتوت بدمائهم الذكية تجدد الوطنية والانتماء فى شرايين الحياة، وتبعث الأمل لدى المصريين بأن القادم أفضل، وهو ما يزيدهم إصرارا على مواجهة جماعات الشر والدم.
وعلى الرغم مما تتوقع وتحاول الجماعات الإرهابية، فإن محاولاتها الفاشلة والبائسة لن تنال من مصرنا الحبيبة شيئا، ولن تخيف المصريين، وإنما ستزيدهم إصرارا وقوة وعزيمة لرفض سياسة العنف والدم، وسيوحد جهود المصريين لدحر الإرهاب فى كل مكان.
ودعونى أطالب مؤسسات المجتمع المدنى بالتوسع فى اللقاءات والندوات التثقيفية للتأكيد على رفض المجتمع للإرهاب وجماعات الشر والدم، ونشر ثقافة الكشف عن الإرهاب لحماية مصر «الوطن، والمواطن»، من شرور الجماعات الإرهابية التى لا دين لها.
وسأظل أطالب مرارا، وتكرارا، أهل القوى الناعمة، بالتوسع فى أعمالهم التى تعالج أهم القضايا المجتمعية والتى يأتى على رأسها «قضية الإرهاب الغاشم الذى لا يدن له»، وأن يتم الكشف عن جرائم هذا الإرهاب بصورة تزيد من رفض المجتمع له، وأن يتم الترويج الأمثل لهذه الأعمال الفنية لكشف الحقائق الغائبة لدى المجتمع الدولى ليكتشف أن ما روجته جماعات الشر والدم عبارة عن شائعات لا أساس لها من الصحة.
وفى النهاية لا يسعنى إلا أن أوجه التحية إلى أرواح شهداء مصر الأبطال الأبرار، وأوجه عناية مؤسسات الدولة بضرورة التكاتف لدحر الإرهاب بما يحقق الأمن والاستقرار لمصر.
حفظ الله مصر «الوطن، والمواطن»، ورحم شهداءنا الأبرار الأبطال، ومنحنا القوة والعزيمة والاتحاد لمواجهة الأشرار.