اليوم الإحتفال بيوم الشرطة العربية
تحتفل الدول العربية في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام بكل فخر وإعتزاز بيوم الشرطة العربية تخليدا لحدث عظيم في مسيرة العمل الأمني العربي المشترك، هو انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب بمدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1972م، الذي مثل رمزا وعنوانا لمسيرة التعاون الخيرة التي جمعت المسؤولين عن الأمن العربي على طريق الخير والمحبة، وتقديرا للدور الوطني الكبير الذي يقوم به رجال الشرطة والأمن العرب الذين يقدمون أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية قربانا لرخاء الوطن ونمائه، وفي سبيل أمن المواطن وسلامته، إيماناً منهم بأهمية الرسالة التي يؤدونها، والواجب الوطني الذي يقومون به.
لذا لابد لنا اليوم أن نتذكر هذه التضحيات بكل إكبار وتقدير، خاصة أن احتفالنا هذا العام يأتي في ظروف أمنية دقيقة تتميز باستفحال الجريمة والإرهاب وانتشار السلاح والمخدرات والقرصنة الإلكترونية التي فرضت تحديات أمنية متنوعة، وتحولا متسارعا في مجالات الإجرام وأدواته، وكذلك التحالفات التي تشكلها عصابات الإجرام المنظم والتي تحاول بشتى السبل تقويض أمن بلداننا العربية، واستهداف رجال الشرطة وهم يؤدون واجبهم الوطني، وخلق حالة من الفوضى الملائمة لأنشطتهم الإجرامية.
كما يأتي الاحتفال بيوم الشرطة العربية هذا العام - أيضاً - بالتزامن مع التحضيرات الجارية للاحتفال باليوبيل الذهبي لمؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب، لنقف من خلال هذه المناسبة العظيمة على مسيرة نفاخر بها، ونعتز أيما اعتزاز بما زخرت به من محبة وإخاء ووئام، وما حفلت به من عطاءات وإنجازات متميزة في مجال التعاون الأمني العربي، وتطوير مؤسساته وأجهزته وموارده البشرية التي باتت على درجة عالية من التدريب والتأهيل والمهنية والاحتراف، وما حققته أجهزة الشرطة والأمن العربية خلال هذه المسيرة من نتائج ملموسة، هي موضع إعجاب وتقدير كل المعنيين والمهتمين والمتابعين ومجال فخر لكل منتسبي هذه الأجهزة.
إن احتفالنا بيوم الشرطة العربية بقدر ما يعكس تقديرنا للجهود العظيمة والانجازات الكبيرة التي تحققت منذ خمسة عقود من التعاون الأمني العربي، فإنه يشكل بالنسبة لنا في الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب فرصة سانحة للدعوة إلى مزيد من تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين أجهزة الشرطة والأمن العربية من أجل التصدي بشكل أكثر فاعلية للتهديدات الأمنية التي تواجه مجتمعاتنا كافة، وخلق شراكة مجتمعية فعالة في مواجهة الجريمة، انطلاقا من الوعي التام بأننا معنيون جميعا لا بمساندة رجال الشرطة والأمن العرب، ودعمهم في جهودهم لمكافحة كافة أشكال الجرائم فحسب، بل أيضا البحث عن سبل تعزيز دورهم، لتمكينهم من حماية أنفسهم ومواطنيهم وبلدانهم ، والقيام برسالتهم النبيلة على أكمل وجه.
و إذ نتطلع إلى أن يكون هذا اليوم فرصة لتعزيز العلاقة وتدعيم الثقة بين الشرطة والمجتمع، نؤكد على ضرورة تقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي لأجهزة الشرطة والأمن وإحاطتها بالرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة.
كما نترحم على أرواح كل رجال الشرطة والأمن الذين قضوا في سبيل أداء واجبهم المقدس في مواجهة الإرهاب والإجرام، لينعم المواطنون والأوطان بالأمن والسكينة والاطمئنان.