خلافات أسرية تنتهي بجريمة مروعة.. زوج يقتل زوجته خنقًا في الوادي الجديد

شهدت محافظة الوادي الجديد، وبالتحديد مدينة الخارجة، حادثًا أليمًا راح ضحيته ربة منزل على يد زوجها، الذي أقدم على قتلها خنقًا إثر مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة حادة داخل المنزل.
ووفقًا لبيان أمني صادر عن مديرية أمن الوادي الجديد، تلقى اللواء محمد حامد، مدير الأمن، إخطارًا من مستشفى الخارجة التخصصي، يُفيد بوصول جثة سيدة ثلاثينية، ووجود شبهة جنائية في الوفاة.
الزوج يعترف بجريمته: "خنقتها عشان فقدت أعصابي"
أفادت التحقيقات الأولية أن الزوج، الذي تم التحفظ عليه فورًا من قبل الأجهزة الأمنية، أقر خلال استجوابه بأنه دخل في خلاف حاد مع زوجته بسبب مشاكل أسرية متكررة، تطورت إلى شجار لفظي ثم بدني، ليفقد السيطرة على أعصابه ويُقدم على خنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وقال في التحقيقات:
"ماكنتش أقصد أموتها.. بس هي كانت بتستفزني ورفعت صوتها، ومرة واحدة لقيت نفسي ماسك رقبتها وخلصت."
التحفظ على الجثمان.. والنيابة تباشر التحقيق
تم نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى الخارجة التخصصي، تحت تصرف النيابة العامة، التي بدأت على الفور في التحقيق بالواقعة. كما أمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لإجراء تشريح للجثة وتحديد سبب الوفاة بدقة.
في الوقت ذاته، حررت الشرطة محضرًا رسميًا بالواقعة، وتم قيد الجريمة على أنها "قتل عمد"، مع حجز الزوج على ذمة التحقيقات لحين صدور قرار قضائي بشأنه.
صدمة بين الجيران.. "كانوا ناس هادية!"
أثار الحادث حالة من الذهول والصدمة بين أهالي المنطقة، حيث أكد الجيران أن الزوجين كانا يبدوان "هادئين ولا مشاكل لهما"، مشيرين إلى أن الخلافات الزوجية "كانت طبيعية، مثل أي بيت"، دون أن يتخيل أحد أن النهاية ستكون بهذه القسوة والدموية.
وقالت إحدى الجارات:
"كانت ست طيبة وأم لأطفال.. الله يكون في عيالها، ضاعوا بين يوم وليلة."
الجانب القانوني: القتل العمد يُواجه بالمؤبد أو الإعدام
بحسب القانون المصري، وتحديدًا المادة 230 من قانون العقوبات، فإن المتهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار أو الترصد يُواجه عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد، وذلك إذا ثبت ارتكابه الجريمة مع نية مسبقة أو باستخدام وسيلة تؤدي إلى الوفاة المباشرة مثل الخنق.
وفي هذه الحالة، قد تعتمد المحكمة على الاعتراف الصريح للمتهم، وتقارير الطب الشرعي، وتحقيقات النيابة لتحديد توصيف الجريمة وحجم العقوبة المحتملة.
جريمة أسرية أخرى.. إلى متى؟
تُعد هذه الجريمة حلقة جديدة في سلسلة الجرائم الأسرية المتصاعدة في مصر، والتي أصبح معظمها يدور في إطار الخلافات الزوجية والعنف المنزلي، ما يثير تساؤلات عديدة حول العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تُحوّل الخلافات الطبيعية إلى جرائم مأساوية.
ويرى مختصون في علم النفس أن غياب التواصل الصحي، وضغوط المعيشة، وعدم اللجوء إلى حلول سلمية مثل الاستشارات الأسرية، تُعد من أبرز مسببات هذا النوع من الجرائم.
جريمة خنق قاسية بدافع الغضب
في مدينة كانت هادئة، داخل بيت يفترض أنه ملاذ آمن، وقعت جريمة خنق قاسية بدافع الغضب. وانتهت حياة زوجة على يد من أقسم على حمايتها، ليظل السؤال معلقًا:
"هل أصبح المنزل مكانًا للخطر لا الأمان؟"