زغاريد على سُلَّم المحكمة.. أم تحتفل بعودة حق ابنتها بعد سنة من الظلم في المحلة الكبرى

في مشهد لا يُنسى، شهد مجمع محاكم المحلة الكبرى اليوم لحظة إنسانية نادرة اختلطت فيها الدموع بالزغاريد، عندما أطلقت سيدة بسيطة الزغاريد أمام المحكمة احتفالًا بعودة حق ابنتها التي تعرضت للظلم وسُرقت ممتلكاتها دون أن تجد من ينصفها... حتى تدخلت العدالة.
القصة من البداية.. جهد السنين ضاع في لحظة
تعود تفاصيل الواقعة إلى إحدى قرى مركز المحلة، وتحديدًا قرية القيصرية، حيث كانت أسرة بسيطة مكونة من أب وأم يعملان في مصنع، تبذل كل جهد ممكن لتجهيز ابنتهم للزواج.
لكن لأن منزلهم ضيق ولا يتسع لتخزين الجهاز، اضطروا إلى تخزينه لدى أحد الجيران المحترمين، دون أن يتخيلوا أن هناك من يتربص بهم من فوق الأسطح.
سرقة منظمة من فوق السطح
جار آخر لاحظ دخول الأجهزة الكهربائية إلى منزل الجار، فبدأ في تنفيذ سرقة منظمة للأجهزة الصغيرة، مثل الخلاطات والمكواة وأجهزة المطبخ، حيث كان يأخذ الأجهزة من داخل الكراتين ويعيد تغطيتها بحرفية ليُوهم الجميع أن كل شيء في مكانه.
وفي يوم، وبعد أن اشترت الأسرة أجهزة جديدة، عادت الأم لتجد أن الكراتين فارغة تقريبًا. الصدمة كانت مروعة، وانهارت الأم بالدموع والصراخ... فجهد السنين ضاع في غفلة.
لا دليل.. والحق ضائع
لم يكن هناك دليل مباشر على السارق، إلى أن جاءت الصدفة الإلهية.
زوجة أخ السارق أثناء ذهابها إلى مخزن ملحق بالمنزل، وجدت جزءًا من المسروقات مخفية، وأبلغت الأسرة المنكوبة.
لكن السارق سبق الشرطة ونقل المسروقات إلى مكان آخر، ولما حضرت القوة، لم تجد شيئًا، وأخذ السارق البراءة، بعد أن رفضت الزوجة الشهادة خوفًا من تهديدها بالطلاق.
تشهير وأذى نفسي.. والظلم مستمر
السارق لم يكتفِ بالبراءة، بل أنشأ حسابات وهمية وبدأ ينشر الشائعات عن الفتاة وأهلها، متهمًا إياهم بأنهم اتهموه زورًا بدافع الطمع، وساعده في ذلك بعض المثقفين في القرية، الذين خذلوا الأسرة البسيطة.
المحامية الشجاعة.. اسمها "حنان بصل"
في ظل هذا الظلم، ظهرت المحامية الشجاعة حنان بصل، من أبناء المحلة، والتي قررت إعادة فتح القضية بعد أن علمت بالتفاصيل الكاملة، وسعت إلى استخراج قرار ضبط وإحضار بحق زوجة أخ السارق، التي حضرت أخيرًا إلى المحكمة وشهدت بالحقيقة كاملة.
وبالفعل، استجابت المحكمة، وتم إدانة السارق بالسجن لمدة عام كامل، ليُرفع الظلم عن الفتاة وتعود الكرامة للأسرة.
الزغاريد تُدوّي في مجمع المحاكم
ما إن نُطق بالحكم، حتى أطلقت الأم الزغاريد من أعماق قلبها داخل المحكمة، وسط دهشة الحاضرين.
مشهد نادر من الفرح الممزوج بالدموع، لخص سنوات من التعب، والخذلان، والأمل الذي لم ينكسر.
"الحق لا يضيع ما دام وراءه مطالب"
القصة ليست فقط عن سرقة جهاز عروسة، بل عن صمود أسرة مصرية، وامرأة لم تيأس، ومحامية قررت أن تقاتل من أجل العدالة.
وفي النهاية، أكدت العدالة أنها وإن تأخرت، لا تموت.
شكرًا لقضاء مصر الشامخ، وشكرًا لكل من لا يخشى قول الحق.