رغم ارتفاع أسعار الذهب.. ”شبكة عروسة” تثير الجدل في أسيوط بـ كميات ضخمة من الذهب والسيولة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وتحديدًا في صعيد البلاد، حالة من الجدل الواسع بعد تداول صورة من حفل خطوبة في محافظة أسيوط، تظهر فيها "شبكة عروس" ضخمة مكونة من كميات كبيرة من الذهب، إلى جانب رُزم من الأموال الورقية المكدّسة بعناية على طاولة العرض، وسط حالة من الدهشة والتعليقات المتباينة بين المواطنين.
الصورة التي أشعلت المنصات
تُظهر الصورة، التي التُقطت داخل إحدى محلات الذهب، العروس وخلفها أفراد من العائلتين، بينما تتوسط المشهد كميات كبيرة من الذهب الخالص المرصوص داخل علبتين أنيقتين، من بينها أطقم كاملة من الأساور والقلادات والخواتم، إلى جانب أكوام من النقود الورقية، ما يشير إلى قيمة مادية مرتفعة لشبكة العروس.
ولم يُعرف بعد المبلغ الكامل الذي جُهّز كمهر أو شبكة، لكن بحسب تقديرات نشطاء على "فيسبوك"، فإن القيمة قد تتجاوز مئات الآلاف من الجنيهات، مما أثار ردود فعل متفاوتة بين من رأى أن ما حدث هو "مفخرة للعائلة" ومن اعتبره "مبالغة غير مبررة".
توقيت غير عادي.. أسعار الذهب تحلّق
تأتي هذه الواقعة في وقت تشهد فيه أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا قياسيًا، حيث تجاوز سعر غرام الذهب من عيار 21 حاجز الـ4800 جنيه، ما يجعل الإقدام على شراء هذه الكمية الكبيرة من الذهب أمرًا استثنائيًا حتى في محافظات الصعيد المعروفة بتقاليد الكرم والمبالغة في تجهيز العرائس.
آراء متباينة.. فخر اجتماعي أم ضغط اقتصادي؟
تفاوتت تعليقات المتابعين بين من رأى في الصورة تعبيرًا عن أصالة وكرم أهل الصعيد، وحرصهم على "ستر البنات"، وبين من انتقد الظاهرة باعتبارها سببًا في زيادة الضغط المجتمعي على الشباب المقبلين على الزواج، الذين أصبحوا غير قادرين على مجاراة مثل هذه التكاليف الخيالية.
وكتب أحد المتابعين:
"الناس بقت تتباهى بالشبكة والفلوس أكتر من الزواج نفسه.. ده مش فرح، دي منافسة مالية!"
بينما كتب آخر من أبناء الصعيد:
"اللي يقدر يجيب، يجيب.. مفيش حاجة غلط، دي عادات وتقاليد عندنا، والعروسة تستاهل كل خير."
هل تؤدي مثل هذه الصور إلى تغيّر اجتماعي؟
يرى خبراء في علم الاجتماع أن مثل هذه الظواهر قد تعزز التفاوت الطبقي داخل المجتمع المصري، خصوصًا في المناطق الريفية التي بدأت تنتقل من الرمزية البسيطة في الزواج إلى استعراض الثروات.
كما يحذّر آخرون من انعكاسات نفسية واقتصادية سلبية على الشباب المقبلين على الزواج، خاصة مع ارتفاع الأسعار، وتزايد معدلات العنوسة نتيجة التكاليف الباهظة.
قيمة الزواج ومعاييره في مصر
سواء كانت الصورة تعبيرًا عن "فرحة حقيقية" أم جزءًا من "سباق اجتماعي للاستعراض"، فإنها بلا شك أعادت فتح النقاش حول قيمة الزواج ومعاييره في مصر، وخصوصًا في صعيدها، حيث تمتزج التقاليد بالعادات الاقتصادية والاجتماعية في تركيبة شديدة الحساسية.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه بعض العائلات تكتفي بـ"دبلة ومحبّة"، يختار البعض الآخر أن يجعل من الشبكة حدثًا يستحق أن يُروى... ويُشارك.