سمية بنت خياط .. ( أول شهيدة في الإسلام ) من العبودية .. إلى السيادة .
يخرج ياسر بن عامر والد عمار من بلده اليمن فيطيب له العيش في مكة محالفا حذيفة بن المغيرة .
يزوجه حذيفة إحدى إيمائه ( سمية بنت خياط ) ..
ومن هذا الزواج يرزقه الله ( عمارا ) ..
ينال ضعفاء مكة وفقراؤها وعبيدها وإيمائها عذابا وسعيرا بسبب إسلامهم .. وكان لآل ياسر من هذا نصيبا ..
يوكل سادة قريش أمر تعذيبهم لبني مخزوم ..
يخرجون بهم جميعا .. ( ياسر .. سمية .. عمار ) ..
كل يوم إلى صحراء مكة الملتهبة ..
يصبون عليهم من العذاب ألوانا ..
تحظى ( سمية ) من هذا العذاب بنصيبا فادحا رهيبا ..
تقف ( سمية ) .. ( الشهيدة ) ...
موقفا يمنح الأمة كلها شرفا وكرامة ..
يجعل منها أما للمؤمنين في كل زمان ..
( سمية .. ياسر .. عمار ) .. أسرة عظيمة مباركة ..
اختارت من الإسلام قدرا تصيغ منه وثيقة عظيمة للخلود ..
يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم
إلى أسرة ياسر ..
( ياسر .. سمية .. عمار ) ..
محييا صمودهم وإصرارهم ..
يذوب قلبه رحمة لمشهدهم تحت وطأة العذاب ..
يعودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
فيكلمه عمار :
يا رسول الله .. لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ ..
فناداه رسول الله ..
صبرا أبا اليقظان ..
صبرا آل ياسر ..
فإن الموعد الجنة ..
( كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول ) ..
سمية ترى المشهد .. فيذوب قلبها ..
ولا تملك من أمرها شيئا ..
يحرق آل ياسر بالنار ..
يمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
يضع يده على رأس عمار ..
يقول : ( يا نار كوني بردا وسلاما عليهم ..
كما كنتي بردا وسلاما على إبراهيم ) ..
يستخدمون مع سمية وزوجها وأبنها ..
كل أصناف القمع والجريمة ..
كي بالنار ..
صلب على رمضاء مكة ..
يضعون الحجارة الملتهبة فوق صدورهم ..
يغطون رؤسهم في الماء حتى تختنق أنفاسهم ..
يسحبون على الرمال حتى تنسلخ أجسادهم ..
يقيدون بالحبال في حرارة الشمس .. حتى تتقرح جلودهم ..
ينال آل ياسر الجزاء الأكبر
من تعذيب قريش للمستضعفين ..
تربط ( سمية ) وتضرب في موضع عفتها ..
يقال لها : أسلمني من أجل الرجال ..
وهي مثال العفة والشرف ..
( سمية ) أول شهيدة في الإسلام ..
( سمية ) سابع من أسلم مع رسول الله ..
يدخل أبو جهل على ( سمية ) أم عمار ..
يرفسها .. يركلها .. وهي تقول : أحد .. أحد ..
يقوم كالثور الهائج كلما سمع منها هذه الكلمة ..
يضربها .. يدعوها أن تكف عن هذه الكلمة ..
يدعوها .. أن تسب محمدا .. لكنها لا تسمع إليه ..
لا تجيبه ..
تستمر في ترديد كلمتها المحببة لها ولأسرتها ..
أحد .. أحد ..
يطعنها أبو جهل في قبلها وموضع عفتها طعنة قاتلة ..
تستسلم لقضاء الله وقدره ..
تفارق روحها جسدها ..
تسقط أول شهيدة في الإسلام ..
سمية بنت خياط .. زوجة ياسر .. أم عمار ..
يرفع الإسلام ذكرها .. يسيرها أما للمؤمنين ..
يجعلها قدوة في الصبر وتحمل البلاء ..
ينقلها الإسلام .. ( من العبودية إلى السيادة ) ...