حوادث اليوم
الإثنين 25 نوفمبر 2024 02:29 مـ 24 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

قصة أستدراج مواطن بفخ شراء سيارة في الصعيد والاسيلاء علي اموالة

الضحية
الضحية

كانت الشمس تشرق ببطء في سماء الصعيد، وكانت قرية نجع البركة في محافظة قنا تستعد ليوم جديد. كان المواطن الشاب، الذي يعيش حياة بسيطة، يحمل حلمًا بسيطًا: اقتناء سيارة Suzuki ليسهل بها تنقلاته وتحسين ظروف حياته. كان لديه مبلغ 150 ألف جنيه مدخرة، يأمل في أن تكفي لشراء السيارة المرغوبة.

رافقه صديقه المخلص في هذه الرحلة، وانطلقا بالدراجة النارية باتجاه مركز نقاده بقنا. كانت مشاعرهما متباينة بين الحماس والتوتر، ولكن لم يكن يعلمان ما ينتظرهما في طريقهما.

بعد قطع مسافة من بوابة نجع البركة، لم ينتبها الشابان إلى أربعة أشخاص يقتربون منهم. للأسف، كانوا يحملون أسلحة نارية: اثنان منهم بنادق خرطوش وآخر بمسدس، والشخص الرابع كان يحمل فردًا.

تعرضا لاستدراج محكم، وفجأة اقتربوا منهم بعد أن تم تحديد هدفهم. لم يكن لديهم فرصة للتفكير أو الهروب. قام اللصوص بنزع المبلغ المالي من الشاب، وكذلك بطاقته الشخصية وهاتفه المحمول. بعدما تأكدوا من أنهم قد حصلوا على كل شيء، أطلق أحدهم ضربة عنيفة على وجهه باستخدام طرف الطبنجة، ما تسبب في جرح قاتل تحت عينيه.

تركوهم في ذلك المكان، وكأنهم متجاهلون لأرواح البشر. فرحلوا وتركوا الشاب وصديقه يعانيان وحيدين. لم يجدا سوى اليأس والخوف يحيط بهما، وفي تلك اللحظة، أدركا أن حياتهما تغيرت إلى الأبد.

عاود الشاب الذهاب إلى قسم الشرطة في مركز نقاده وأبلغ عن الحادث. قاموا بتحرير محضر رسمي للواقعة، ولكن حتى ذلك الوقت، لم يتلق أي دعم أو تواصل من الجهات المعنية، واستمر في معاناته بلا حماية.

كل يوم يمر بتلك القرية، يكون يومًا آخر من القلق والتوتر، وليس هناك من يتحدث عن هذه المأساة التي يعيشها الأهالي. الشاب المسكين ما زال يبحث عن العدالة والأمان، ولكن يبدو أنه ضائع في غياهب النسيان واللامبالاة.

إلى أين ستأخذنا هذه القصة؟ هل ستظل الظلم والفساد يسودان، أم أن هناك أملًا في أن يتدخل القانون والسلطات لحماية المواطنين والحد من هذه الظواهر المروعة؟ لا يمكننا سوى الانتظار ومراقبة الأحداث المستقبلية، بينما يحاول الشاب وأمثاله النجاة بحياتهم وكرامتهم في مواجهة الظروف القاسية التي تحيط بهم.

في هذه الأثناء، مع تصاعد حالات السرقة والتعديات في قرية نجع البركة بمحافظة قنا، أصبح المحضر الذي تم تحريره في قسم نقاده، هو مجرد رقم عابر لا يزيد عن تجميد الواقع المرير الذي يعيشه الناس يومًا بعد يوم.

لا يتوفر وصف.

الأهالي في تلك القرية يرفعون أصواتهم ويناشدون الجهات المختصة بالتدخل واتخاذ إجراءات لوقف هذه الجرائم العنيفة التي باتت تحدث بشكل يومي. ومع ذلك، يبدو أن مشاكلهم لا تجد من يصغي لها أو يتحمل مسؤوليتها.

تتساءل القرية بأكملها عن مصير المحضر وما إذا كان سيحقق في الواقع أم سينسحب في المكتبات الرسمية كأوراق لا قيمة لها. قد يكون هذا المحضر الوحيد الذي قام الشاب المسكين بتحريره في محاولة للحصول على العدالة، ولكنه أصبح مفتاحًا يمكن أن يفتح أبواب الأمل والتغيير إذا تم التعامل معه بجدية.

لا يتوفر وصف.

رقم المحضر بخط يد الضحية

ولا يزال المحضر ينتظر الأنظار القلقة للجهات المسؤولة، وهو يعكس واقعًا مريرًا يعيشه المواطنون في الصعيد، وما يتطلبه من اهتمام وتدخل فوري لوقف هذه الجرائم وتحقيق العدالة والأمان للمواطنين.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found