حوادث اليوم
السبت 12 أبريل 2025 09:36 مـ 14 شوال 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

رضيعة تودع الحياة في شبرا بسبب ”قطعة حشيش” سقطت من خالها

جثة طفلة
جثة طفلة

لقيت طفلة رضيعة لم تُكمل عامها الثاني مصرعها بعد تناولها قطعة حشيش بطريق الخطأ، كانت قد سقطت من حقيبة خالها المدمن الذي زار منزل شقيقته دون أن يتخلى عن عاداته المظلمة.

القصة التي بدأت بضحكة بريئة لطفلة اعتادت اللعب بحرية، تحوّلت في لحظة خاطفة إلى فاجعة تقشعر لها الأبدان، بعدما عثرت الصغيرة على قطعة داكنة اللون بين أركان المنزل، وظنتها قطعة شوكولاتة، لتهرع بتلقائية الأطفال إلى تذوقها، دون أن تدرك أنها تمسك بمفتاح موتها.

الرضيعة.. ضحية البراءة واللامبالاة

تفاصيل الواقعة كشفت أن الخال العشريني كان في زيارة عائلية معتادة، حاملاً حقيبة بداخلها كمية من مخدر الحشيش بغرض التعاطي. وأثناء انشغاله بالحديث مع أسرته، سقطت منه قطعة صغيرة من الحشيش دون أن ينتبه.

لم تمضِ دقائق حتى عُثر على الطفلة فاقدة للوعي، تتنفس بصعوبة، لتبدأ حالة من الذعر داخل المنزل، نُقلت على إثرها إلى المستشفى على وجه السرعة. حاول الأطباء إنعاشها وإسعافها، لكن المادة السامة كانت قد تغلغلت في جسدها الصغير، لتنتهي حياتها في غرفة الطوارئ وسط صدمة عائلتها.

الطب الشرعي يحسم: "مادة مخدرة وراء الوفاة"

وبحسب التقرير الطبي الصادر عن المستشفى، فإن الرضيعة توفيت نتيجة تناول مادة مخدرة أثّرت بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي، ما أدى إلى هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية وانتهى بالوفاة الفورية.

هذا التقرير كان بمثابة المفتاح لكشف الحقيقة، حيث بدأت الأجهزة الأمنية بالقاهرة تحقيقًا موسعًا حول مصدر المادة المخدرة، ليتم تضييق دائرة الشك حتى وصلت إلى الخال، الذي أقرّ لاحقًا أنه مدمن حشيش ويحمل المادة المخدرة معه باستمرار.

سقوط المتهم.. وعدالة الطفلة تبدأ

ألقت أجهزة مباحث قسم شرطة روض الفرج القبض على المتهم، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة. وخلال التحقيقات، اعترف الشاب بحيازته الحشيش بقصد التعاطي، مؤكدًا أنه لم يكن يقصد إيذاء الطفلة، لكنه لم ينتبه إلى سقوط القطعة داخل المنزل.

النيابة العامة أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع توجيه تهمة القتل الخطأ بسبب الإهمال الجسيم، وتعريض حياة قاصر للخطر، وتعاطي المواد المخدرة، لحين استكمال التحريات وعرض القضية على محكمة الجنايات.

دموع لا تجف.. وطفولة انتهت مبكرًا

الجيران في شبرا مصر وقفوا في صدمة أمام تفاصيل الجريمة، مؤكدين أن الطفلة كانت "شعلة حياة" في الشارع، تضحك وتلعب كل يوم، ولم يتوقع أحد أن تكون نهايتها بهذه الطريقة المؤلمة، لا سيما على يد أحد أقربائها.

رحلت الطفلة الصغيرة دون أن تنطق حتى بكلمة "ماما"، في جريمة عبثية تدفع ثمنها البراءة، وتُسلّط الضوء على الكوارث الصامتة لتعاطي المخدرات داخل البيوت، حيث يتحوّل الإهمال إلى جريمة، ويغدو الأقرباء أخطر من الغرباء.

مأساة المدمنين كارثة تهدد البيوت

لم تكن هذه الطفلة سوى ضحية مجتمع يُغضّ الطرف عن المدمنين داخل المنازل، وضحية لثقافة الصمت والخوف من الفضيحة. مأساة صغيرة، لكنها ناقوس خطر يقرع بشدة، فهل ننتبه قبل أن تُزهق أرواح أخرى بريئة؟

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found