حوادث اليوم
السبت 12 أبريل 2025 09:26 مـ 14 شوال 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

تحويل جثمان ”ريان المنيا الجديد” إلى الطب الشرعي بعد 96 ساعة من أعمال الحفر في بئر الموت

الاهال في أنتظار تقرير الطب الشرعي
الاهال في أنتظار تقرير الطب الشرعي

في واقعة مأساوية أعادت للأذهان تفاصيل حادث الطفل المغربي "ريان"، قررت النيابة العامة بمركز أبو قرقاص، جنوب محافظة المنيا، تحت إشراف المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، عرض جثمان الشاب "إسلام إبراهيم"، البالغ من العمر 27 عامًا، والمقيم بقرية منشأة زعفرانة، على مصلحة الطب الشرعي، وذلك بعد تعذر مفتش الصحة عن إجراء الكشف الظاهري على الجثمان بسبب الحالة التي وُجد عليها بعد انتشاله من بئر عميقة في الظهير الصحراوي الغربي.

وكانت قوات الشرطة والحماية المدنية التابعة لمركز أبو قرقاص، وبإشراف مباشر من اللواء مجدي سالم، مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، قد تمكنت من العثور على جثمان الفقيد، بعد عملية إنقاذ صعبة استمرت 96 ساعة متواصلة، تخللها الحفر العميق في تربة صخرية للوصول إلى عمق البئر الذي سقط فيه الشاب أثناء عمله في إحدى الأراضي الزراعية الواقعة بالقرب من قرية بلنصورة.

اختفاء شاب في ظروف غامضة أثناء وجوده في منطقة صحراوية زراعية غرب مركز أبو قرقاص

وبدأت القصة عندما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا يفيد باختفاء شاب في ظروف غامضة أثناء وجوده في منطقة صحراوية زراعية غرب مركز أبو قرقاص، وتحديدًا بالقرب من حدود قرية بلنصورة. ومع انطلاق عمليات البحث، توافدت فرق الحماية المدنية إلى المكان، واستخدمت معدات متخصصة للحفر في تربة صعبة، حيث استمرت الجهود على مدار أربعة أيام متواصلة في محاولة للوصول إلى مكان الجثة داخل البئر.

استخراج الجثمان، ليتم نقله على الفور إلى مستشفى أبو قرقاص المركزي

وبعد جهود مكثفة، تمكنت فرق الإنقاذ أخيرًا من استخراج الجثمان، ليتم نقله على الفور إلى مستشفى أبو قرقاص المركزي وسط حضور أمني مكثف وحالة من الحزن الشديد بين الأهالي. وقد حاول مفتش الصحة إجراء الكشف الظاهري لتحديد سبب الوفاة، إلا أن الحالة المتدهورة للجثمان بعد بقائه لأيام داخل البئر حالت دون الوصول إلى نتائج قاطعة، ما استدعى تدخل النيابة العامة وإصدار قرار بتحويل الجثمان إلى مصلحة الطب الشرعي لتشريحه وتحديد ملابسات الوفاة بدقة.

القرار الذي أصدرته النيابة جاء استنادًا إلى الأهمية البالغة لتحديد السبب الفعلي للوفاة، لا سيما في ظل التكهنات التي أحاطت بالحادث، وسط مخاوف الأهالي من وجود شبهة جنائية، رغم أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الحادث قد يكون عرضيًا ناتجًا عن سقوط مفاجئ.

سرعة إنجاز التقرير النهائي للطب الشرعي لمعرفة تفاصيل ما حدث

وقد أعرب أهالي قرية منشأة زعفرانة عن حزنهم الشديد لفقدان الشاب إسلام، المعروف بين سكان القرية بحسن خلقه وسعيه الدؤوب لتأمين لقمة العيش من خلال العمل في الزراعة. فيما طالبت أسرته بسرعة إنجاز التقرير النهائي للطب الشرعي لمعرفة تفاصيل ما حدث لابنهم خلال الأيام التي اختفى فيها.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحادث على نطاق واسع، موجهين دعوات لتكثيف الرقابة على الآبار المهجورة والمناطق الزراعية الصحراوية غير المؤمنة، والتي تحولت إلى مصائد موت حقيقية في غياب الحماية والتأمين المناسب.

وفي انتظار تقرير مصلحة الطب الشرعي، تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها وجمع أقوال الشهود من سكان المنطقة المجاورة لموقع الحادث، في محاولة لرسم صورة دقيقة للحادث من بدايته حتى لحظة العثور على الجثمان، وذلك لضمان تحقيق العدالة الكاملة وإغلاق هذا الملف الذي هزّ مشاعر أهالي المنيا، وأعاد إلى السطح التساؤلات حول أمن وسلامة العمال في مناطق العمل المعزولة.

وتبقى قصة "ريان المنيا الجديد" جرس إنذار لكل الجهات المعنية بضرورة التحرك الفوري لحماية أرواح الأبرياء، وتأمين المناطق التي تشهد أعمالًا زراعية أو صناعية في نطاق الصحراء، حتى لا يتكرر هذا السيناريو المأساوي مع شاب آخر.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found