حزب سياسي يتسبب في تأجيل فعالية لذوي الهمم بقصر ثقافة طنطا
حينما نتحدث عن مفهوم الثقافة، فإننا نتحدث عن مجموعة من السلوكيات البشرية التي يتعامل بها كل فرد وفقاً لبيئته وثقافته ومدى إدراكه للمعايير التي من خلالها يتم التعامل، لذا فإن الثقافة في حد ذاتها أمر مهم لتنظيم العلاقة بين البشر لأنه لو لم تكن هناك ثقافة لطغت الغوغائية والعشوائية ونجد أنفسنا جميعاً في مجتمع يفتقد لأبسط أساليب التعامل وبالتالي يؤثر ذلك على السلوكيات العامة، وتنتشر الفوضى في كل شيء ، الأمر الذي جعلني أفكر كثيراً وأتساءل هل الثقافة ترفيه أم من أساسيات الحياة لا سيما وأن هناك وزارة كبيرة تسمى وزارة الثقافة وتعمل تحت عباءتها قصور الثقافة، كانت هذه المقدمة ضرورية ومدخلًا للموضوع الذي استوقفني كثيراً وقررت أن أتناوله، القصة تتلخص في أن التعامل مع الثقافة من جانب بعض المسؤولين أو السياسيين هو مجرد تعامل سطحي سواء في المفهوم أو السلوك، فإذا كان بعض الناس يجهلون أهمية الثقافة ودورها في المجتمع فربما يكون لديهم عذرهم، لكن إذا كان الرجل السياسي و المسؤول التنفيذي نفسه يتعامل مع الثقافة كأمر هامشي إذًا هذه هي الكارثة، وخير مثال لذلك المهزلة التي شهدها قصر ثقافة طنطا العريق، والذي يعاني من التجاهل واللامبالاة والسلبية والروتين في التعامل من جانب بعض المسؤولين متجاهلين أزمته الحقيقية التي تهدد بتوقف نشاطه لأجل غير مسمى بسبب عدم وجود مكان مناسب يتسع لإقامة الفعاليات وممارسة الأنشطة بعد تسليم إحدى الشقق المؤجرة للقصر إلى مالكها، وتتبقى شقة واحدة وصالة عرض صغيرة ومع ذلك انشغل الجميع في أمور أخرى والغريب أن الحلول التي تم تقديمها لحل الأزمة لا تتناسب مطلقاً ولا تليق، منها مثلاً تخصيص شقتين لا تتعدى مساحتهما ٤٠٠ متر ؛ لتكون مقراً لقصر ثقافة العاصمة، وكذلك تخصيص ثلاثة أيام في مقر المجلس المحلي لمحافظة الغربية المجاور للقصر لاستغلاله في ممارسة أنشطة القصر بقرار رسمي من المحافظ الدكتور طارق رحمي، وكما يقول المثل "رضينا بالهم والهم مش راضي بينا"، فقد أبى أحد الأحزاب الكبرى ألا ينعم القصر بالثلاثة أيام بمفرده وكأنه استكثر عليه الأيام الثلاثة فقرر مقاسمته فيها، فهل يعقل أن يكون اجتماع حزبي لأمانة هذا الحزب السياسي ، أهم من فعالية خاصة بذوي الهمم ينظمها قصر ثقافة طنطا في المجلس المحلي بطنطا بعنوان صالون (قادرون باختلاف) للفنون التشكيلية حتى يتم تأجيلها ونقلها لمكان آخر بعيداً عن مقر المجلس المحلي المخصص للقصر ثلاثة أيام في الأسبوع بقرار رسمي، بدعوى انعقاد لقاء هام للحزب في نفس التوقيت وبتعليمات من المحافظ !! علي الرغم من تحديد الفعالية من قبل دعماً لذوي الاحتياجات الخاصة!! ، والسؤال هنا هل يعلم المحافظ بهذا الأمر؟ أم أن مسؤولي الحزب أقحموه وصدروه في المشهد حتى لا يتكلم أحد أو يعلق رغم وجود قرار من المحافظ نفسه بتخصيص ٣ أيام لإقامة أنشطة وفعاليات القصر؟ والغريب أن هذا الحزب السياسي لديه كوادر كبيرة ذات نفوذ مالي ويستطيعون تأجير أكثر من مكان فلماذا مقر المجلس المحلي؟ ولماذا ذلك اليوم بالتحديد؟ فبدلاً من أن يتبنى الحزب قضية قصر ثقافة طنطا وتتحرك كوادره لتخصيص مكان لائق به راحوا يزاحمونه في مكانه المؤقت، بل ويتم إلغاء فعالية كبيرة من أجل عيون هذا الحزب السياسي .
وأخيراً أتذكر مقولة الفنان الراحل يوسف بك وهبى الشهيرة يا للمهزلة الإنسانية!!