تدمير لواءين مدرعين ومقتل نحو الف عسكري اسرائيلي.. خبير عسكري يكشف مفاجآت الليلة الملحمية في غزة
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن ما جرى مساء أمس الجمعة كان ملحمة عسكرية، وإن حديث المقاومة عن تدمير أكثر من 160 دبابة وآلية إسرائيلية يعني أن جيش الاحتلال خسر قرابة لواءين مدرعين، ونحو 900 من أفراده، خلال شهر بينما المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد.
وكان أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قد أعلن اليوم عن صد الهجوم الإسرائيلي في كل محاور غزة، مؤكدا توثيق تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية بينها 25 تم تدميرها خلال اليومين الماضيين.
وقال الدويري للجزيرة إن حديث "أبو عبيدة" يؤكد أن ما جرى في غزة خلال الساعات الـ30 الماضية هو ملحمة عسكرية بكل المقاييس لأن جنود المقاومة تمكنوا بأسلحة بسيطة من صد هجوم كم هائل من المعدات العسكرية المتقدمة.
ووفقا للخبير العسكري، فإن الناطق باسم كتائب القسام أراد من خلال كلمته إعطاء صورة للمعركة التي جرت مساء أمس الجمعة، والتأكيد أن قوات الاحتلال لم تتقدم أكثر من 10 أمتار على الأرض خلال يوم كامل من القتال.
ليس هذا وحسب -يضيف الدويري- فإن حديث القسام يؤكد أيضا أن المقاومة ما تزال تتعامل مع القوات الإسرائيلية في مسافة تتراوح بين 800 و900 متر في مداخل قطاع غزة، وتمنعها من تجاوزها بعد أسبوعين من الهجوم البري و36 يوما من هجوم شامل وعنيف بكل أنواع الأسلحة.
وبالقياس على كلام "أبو عبيدة"، فإن خسائر إسرائيل -برأي الدويري- تقدر بنحو لواءين مدرعين لأن اللواء الإسرائيلي يتكون من 95 إلى 103 آليات، وهذا يعني أيضا مقتل من 800 إلى 900 فرد.
وجدد الخبير العسكري التأكيد على أن خسائر المقاومة لن تكون أبدا على نفس درجة خسائر إسرائيل لأن الخسارة تقدر في الحروب المتناظرة بـ1 إلى 3 لصالح المدافع، في حين تقدر في الحروب غير المتناظرة بـ1 إلى 8 وربما إلى 10 لصالح المدافع أيضا.
وبناء على ذلك -يقول الدويري- فإن إسرائيل تكبدت هذا الكم الهائل فعليا من الخسائر في مسافة لا تتجاوز كيلومترا واحدا من غلاف غزة، مما يعني أنها ستواجه خسائر أكبر عندما تبدأ معركة مدينة غزة، في حال تمكنت من دخولها.
وقال الدويري إن معركة مدينة غزة هي المعركة الحقيقية التي لم تبدأ بعد، لأن إسرائيل ما تزال تتقدم في مناطق زراعية رخوة ثم تعاود التراجع بسبب المقاومة، مؤكدا أن الأنفاق تغطي جغرافية غزة بشكل مدروس يجعلها قادرة على الخروج للخصم من كل اتجاه.
ونشرت القسام مقاطع مصورة أظهرت 3 من مقاتليها يستهدفون دبابات ميركافا الإسرائيلية من بين البيوت المهدمة.
وقال الدويري إن هذه العملية تؤكد حقيقة أن المقاومة تقاتل من فوق وتحت الأرض وأن إسرائيل -التي مارست تدميرا ممنهجا لتسطيح ساحة المعركة- تقاتل أشباحا وأسماك صحراء تخرج في توقيت ومكان مناسبين لقنص الهدف.
وإلى جانب ذلك -يقول الدويري- فإن خروج 3 مقاتلين بلباس مدني عادي لا يضعون حتى خوذ حرب يؤكد فرضية أن أعداد الخسائر في صفوف المقاومة لا تقارن بنظيرتها في صفوف قوات الاحتلال.
وختم الدويري بالتأكيد على أهمية عنصر التوثيق الذي يعطي بيانات المقاومة مصداقية لا يمكن دحضها بينما جيش الاحتلال ما زال يخرج بحديث عن نجاحات على الأرض لا يقدم دليلا واحدا عليها.