تصرفات المسحور مع أهله كيف نتعامل معها؟.. وهل يُحاسب على تقصيره في العبادة؟
تعبر تصرفات المسحور مع أهله على مدى التغير وحجم الضرر الذي أصابه بحسب قوة وهدف السحر، وقد تظهر على الشخص دون أن يعرف أنه مسحور ولا يتعامل الأهل معه من هذا المنطلق بل تزيد المشاكل الأسرية وتسود الكراهية ضده رغم أنه لا يتصرف بوعيه بل يُجبر على تلك التصرفات السيئة، ونتحدث عن التغيرات التي تطرأ على الإنسان المسحور وكيف يتعامل مع أهله وزوجته، وكيف يتأكد أنه مسحور، وما علاج ذلك، وكيف يجب أن يتعامل الأهل؟.
تصرفات المسحور مع أهله
تصرفات المسحور مع أهله ليست دربُا من الخيال أو ضمن أعمال الشعوذة والدجل، بل هي حقيقة ظاهرة وتضح للجميع وقد ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم إحدى تلك التصرفات والتأثير القوي للسحر على عقل الإنسان وجسده، حيث ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت "سَحَرَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ له لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، حتَّى كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه كانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَهُ"، وفي رواية "كانَ يَرَى أنَّه يَأْتي النِّسَاءَ ولَا يَأْتِيهِنَّ، قَالَ سُفْيَانُ: وهذا أشَدُّ ما يَكونُ مِنَ السِّحْرِ، إذَا كانَ كَذَا".
وتنقسم تصرفات المسحور بعد الإصابة بالفعل وبداية مفعوله عليه إلى قسمين؛ الأول تأثره النفسي على الشخص نفسه، والثاني تأثيره على علاقاته بالأهل والمعارف وفي عمله.
التأثير النفسي للسحر على المسحور
يكمن التأثير النفسي للسحر على المسحور في تحوله واضطرابه النفسي بعدما كان طبيعيًا وسويًا، وحول ذلك قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أكثر تأثير يظهر على المسحور هو شعوره بالتثاقل والإحباط والتعب والإرهاق، وهذا يزول بالهمة، والصلاة، وذكر الله كثيرا والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيما يلي تأثيرات السحر النفسية على المسحور:
الميل في العزلة وكثرة الشك في كل الأمور.حديث النفس المستمر واللوم الشديد للنفس.كثرة السرحان والشعور بالضيق دون سبب.النسيان وعدم التركيز والوسواس القهري.الميل إلى كراهية الآخرين دون مبرر.الحزن المستمر وعدم الشعور بالرضا.الاكتئاب وتقلب في المزاج والتفكير في الانتحار.كراهية الزوج أو الزوجة وعدم الرغبة في العلاقة الحميمة.
تأثير السحر على تصرفات المسحور مع الآخرين
أما التأثير الأكثر ملاحظة يكون من خلال تتبع تصرفات المسحور مع أهله وأصدقائه وخلال عمله، حيث تؤدي المشاكل النفسية التي تؤثر عليه مباشرة في تغيرات واضحة في تعامله مع الآخرين ومنها:
عصبية زائدة وردود فعل انفعالية ومتسرعة.عدم الرغبة في حضور المناسبات الاجتماعية.الصوت العالي.عدم الفهم من المرة الأولى والتسرع في الحكم.انخفاض القدرة على الإنجاز ما يضر عمله.كثرة الفشل والتعثر في علاقاته الاجتماعية.تجنب زيارات الأهل والتفاعل معهم.كثرة إلقاء الاتهامات وعدم التماس الأعذار.تصرفات المسحور مع أهله
وهناك تصرفت أخرى تظهر بشكل غير معتاد على الإنسان تدل على تعرضه للسحر ومنها:
التثاؤب المتكرر أثناء الصلاة أو قراءة القرآن. دوخة دون سبب أو صرع مفاجئ.قيء أسود دون سبب عضوي.زغللة في العين وصداع متنقل.صفير في الأذن متكرر.بكاء شديد لا إرادي ودون سبب واضح.رعشة أو قشعريرة أو ضيق تنفس أثناء الصلاة أو قراءة القرآن.رؤية الزوج أو الزوجة بشكل قبيح.ألم أسفل الظهر بدون سبب.
وجدير بالذكر أن تلك التصرفات ناتجة عن التجارب وروايات الرقاة والمرضى بالسحر، حيث يشعر الإنسان خلال فترة إصابته أنه شخص آخر ويكون في بعض الأوقات متعجبًا من تصرفاته إن تذكرها، فقد لا يدرك أو يتذكر بعضها، كما أنه يعلم جيدًا إن كان قد طرأت عليه ميول لم تكن موجودة وتكون لديه الرغبة في التخلص منها مع عدم استطاعته ذلك، ما يسبب التشتت الفكري والحزن المستمر.
ويتوجب على الأهل والزوجة/الزوج عند ملاحظة التغير المفاجئ للزوجة/للزوج، تجاهل تلك التصرفات والتأكد من أنها ليست خارجة عن إرادته، والحرص على علاجه ورقيته، وعدم الوقوف عند بعض الأمور التي تتسبب في المشاكل الأسرية والزوجية، كذلك الصبر خلال فترة العلاج ومساعدة المصاب على تخطي الشعور بالإحباط والحزن وعدم تركه لنفسه بل تدعيمه بالتشجيع ومساعدته على إنجاز عمله أو حل مشكلاته.
تصرفات المسحور مع أهله
هل المسحور يصلي
يتعجب البعض كيف يسحر إنسان يصلي، فهل المسحور يصلي؟، الإجابة نعم المسحور يصلي ويذكر الله ولكنه يتصرف تصرفات غريبة عن شخصيته ويميل إلى بعض الأمور السلبية، إلا أنه قد يمنعه السحر من الصلاة تمامًا إذا كان الهدف التأثير على عقله، كمن يصاب بـ سحر الجنون.
وقد اتفق الأئمة على أن المسحور إن أصيب في عقله لدرجة أنه لا يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب، "فلا تكليف عليه ولا يلحقه الإثم ولا يطالب بقضاء الصلاة والصوم"، وذلك لما رواه أبو داود والترمذي عن علي رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المعتوه حتى يعقل".
والسحر الذي يستهدف العقل يجعل صاحبه لا يشعر بما يفعله أو يقوله، كما لا يتذكر تصرفاته وأقواله، فبعد علاج السحر بالقرآن يستعيد عقله ويتمكن من أداء الصلاة والتعبد ويدخل مرة ثانية في دائرة التكليف والحساب.
وتأثير السحر على المسحور يكون كتأثير الشيطان على الإنسان عند إغوائه، فيزيد تأثير الشيطان ووسوسته للإنسان بتأجيل الصلاة أو يشغل فكره بما لم يكن يفكر فيه قبل الصلاة وتتكالب عليه الذكريات والأفكار، وينسى عدد الركعات التي صلاها، وهو حال أي إنسان ينشغل فكره عن الصلاة ولا يخشع ويرك في الصلاة، ويذهب هذا التأثير بالهمة والإرادة والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
تصرفات المسحور مع أهله
مهم أعرف أني مسحور بالقرآن؟
ويكون أبرز سؤال الآن، هو كيف أعرف أني مسحور بالقرآن؟، فمن شأن الرقية الشرعية أن تكشف تعرض الإنسان للسحر، فتقرأ الإنسان الرقية الشرعية وآياتها وأدعيتها التي يمكن الاطلاع عليها بالضغط هــــــنـــــا عقب صلاة الفريضة وبوجود أحد المقربين معه حتى يتفقد تأثير الرقية عليه، فإن صُرع أو ضاق صدره بشدة أو غُشي عليه، فيكون ذلك دليلًا على السحر.
كما أكد الدكتور عمر عبد الكافي، الداعية الإسلامي المعروف، أن من تعرض للسحر يشعر بضيق شديد وعدم الرغبة في استكمال الرقية عند قراءة الرقية الشرعية عليه، كما يُبدي لا مبالاة بالراقي ويستخف به وينظر إليه نظرات حادة.
ويمكن للإنسان تشغيل الرقية الشرعية المسجلة على أحد الهاتف عبر سماعة الأذن مباشرة، وتكرارها للتأكد من الأعراض التي قد تظهر عليه، وتوجد أكثر من طريقة شرعية لـ علاج السحر بالقرآن سواء بالماء المقروء عليه آيات الرقية الشرعية أو اللجوء إلى راقي ثقة غير متاجر أو مشعوذ.