خنقوة ورموه من فوق الجبل : التحقيقات تكشف أسرار مقتل سائق أوبر

كشفت التحقيقات التي تجريها النيابة العامة اسرار الجريمة البشعة التي راح ضحيها سائق اوبر في مصر في منطقة حلوانبمحافظة القاهرة -عقب العثور على جثة سائق أوبر ملقاة من فوق جبل في مدينة 15 مايو. الجريمة، التي بدأت بتغيب السائق "هاني طه"، تحولت إلى قضية رأي عام عندما قام أهلة بتفجير مسالة غيابة واختفائه وغلق هاتفة المحمول مما دفع الاحهزة الأمنية لتكثيف البحث والتحري عن مصير السائق المختفي لتكشف احهزة الأمن عن تفاصيل مروعة تتعلق بتخطيط القتلة وخداعهم، وانتحال أحدهم لصفة ضابط شرطة، وانتهت بجريمة قتل بدافع السرقة.
دفاع المجني عليه يكشف مفاجآت.. "المتهمون جيران الضحية"
وقال المستشار القانوني المحامي أحمد سامي، دفاع أسرة سائق أوبر المقتول، أن المتهمين الرئيسيين في القضية هما شقيقان يقطنان بنفس المنطقة التي يقيم بها المجني عليه، ما يشير إلى علاقة معرفة مسبقة بين الطرفين.
انتحل أحدهم صفة ضابط شرطة، وارتدى كابًا بوليسيًا لتفادي الاشتباه أثناء عبوره الأكمنة الأمنية
وأضاف المحامي أحمد سامي: أن أحد "المتهمون انتحل أحدهم صفة ضابط شرطة، وارتدى كابًا بوليسيًا لتفادي الاشتباه أثناء عبوره الأكمنة الأمنية، ثم قاما بخنق المجني عليه وإلقاء جثته من أعلى جبل في مدينة 15 مايو. وبعدها، استقلوا سيارته وتوجهوا بها إلى الإسكندرية للاستمتاع برحلة، في تصرف لا إنساني، وباعوا هاتفه المحمول لشخص ثالث".
تفاصيل الواقعة.. رحلة الموت من القاهرة إلى الإسكندرية
بداية الجريمة كانت بلاغ من الأبن تلقته أجهزة الأمن في القاهرة، من نجل المجني عليه، أفاد فيه بتغيب والده "هاني طه" سائق أوبر، في 30 مارس 2025، وقال في البلاغ إن والده أخبره بأنه ذاهب إلى الإسكندرية لتوصيل أحد الركاب.
من خلال التحريات واستخدام تقنيات التتبع الحديثة، تمكن رجال المباحث من تحديد آخر شخص تواصل مع السائق، وهو شاب يُدعى "أمير.ي"، يبلغ من العمر 27 عامًا، ويقيم في منطقة مجاورة.
ألقت قوات الأمن القبض على المتهم، وبالتحقيق معه، اعترف أنه خطط للجريمة بمساعدة شقيقه. حيث استدرج المجني عليه إلى شقة بمحافظة الإسكندرية، وهناك قام بخنقه بيديه، مستغلًا إصابة السائق في قدمه اليسرى التي أعاقت مقاومته.
ألقو الجثة في جبل بالقرب من 15 مايو وباعوا تليفونة لأخر
عقب تنفيذ الجريمة البشعة ، استعان المتهم الأول بشقيقه للتخلص من الجثة، ووضعاها في حقيبة السيارة الخاصة بالضحية، ثم توجهوا بها إلى منطقة جبلية في 15 مايو وألقوا الجثمان. وفي الوقت نفسه، باع المتهمان الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه إلى شاب ثالث، تم التحقيق معه وأُخلي سبيله لاحقًا لعدم علمه بالجريمة.
وتمكنت أجهزة الأمن من استعادة السيارة والهاتف، بعد جهود مكثفة من البحث والتحري، فيما تولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة.
الوفاة جاءت نتيجة كتم النفس، وليس السقوط من مكان مرتفع
أوضح تقرير الطب الشرعي أن جثمان المجني عليه لم يظهر عليه إصابات ظاهرة من الخارج، لكن وُجدت آثار خنق على الرقبة، مما يؤكد أن الوفاة جاءت نتيجة كتم النفس، وليس السقوط من مكان مرتفع كما حاول الجناة الترويج لذلك.