شاهد فيديو متداول يثير الجدل في مصر.. اتهام عامل مخبوزات بالتحرش وسيدة تدّعي صلتها بجهة أمنية -

أثار مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حالة من الجدل والانقسام بين المستخدمين، بعدما ظهرت فيه سيدة تتهم عامل مخبوزات بالتحرش بها داخل أحد الفروع بمدينة 6 أكتوبر، قبل أن تقوم بتوجيه السب والصفع العلني له أمام الزبائن.
الواقعة.. من زبونة إلى مشاجرة
وبحسب ما تم تداوله، ظهرت السيدة وهي تصور العامل بهاتفها المحمول، وتصرخ بصوت عالٍ متهمة إياه بأنه قام بـ"لمس يدها بطريقة غير لائقة"، أثناء تواجده في منطقة الكاشير.
لكن العامل نفى الأمر جملة وتفصيلًا في تصريحات لوسائل إعلام محلية، قائلاً:
"دخلت السيدة المحل كأي زبونة، وأخذت بعض المخبوزات. فجأة بدأت في تصويري، وصرخت قائلة: أنت تحرشت بيا، ولمست إيدي، وأنا والله ما عملتش حاجة!"
وأضاف العامل، الذي يعمل في المنفذ منذ سنوات:
"تفاجأت بصفعة على وجهي أمام الزبائن، وتهديد منها أنها تشتغل في جهة أمنية، وقالتلي بالحرف: أنا هعلمك الأدب!"
العامل يحرر محضرًا.. والسوشيال ميديا تنفجر
العامل أوضح أنه توجه لتحرير محضر رسمي ضد السيدة في قسم الشرطة للحفاظ على حقه وكرامته ومصدر رزقه، مشيرًا إلى أنه لم يسبق له الوقوع في أي موقف مشابه خلال فترة عمله الطويلة.
وبمجرد انتشار الفيديو، اندلعت موجة من الجدل على مواقع التواصل، حيث انقسمت الآراء بين من تعاطف مع العامل ورأى أن الواقعة "كيدية"، خاصة في ظل عدم وجود أدلة على التحرش، وبين من طالب بـ"التحقيق الشامل لكشف الحقيقة"، وضرورة احترام القانون دون الانحياز لأي طرف.
المطالبات بالتحقيق العادل
ودعا نشطاء ومتابعون إلى ضرورة انتظار نتائج التحقيق الرسمي، وعدم إصدار الأحكام المسبقة، خصوصًا أن الفيديو لم يُظهر واقعة التحرش المزعومة بوضوح، بل أظهر فقط لحظة الصراخ والاتهام والاعتداء.
كما أعرب عدد من المعلقين عن قلقهم من استغلال النفوذ أو ادعائه، في إشارة إلى تهديد السيدة بأنها تنتمي لجهة أمنية، وهو ما يُعد جريمة إذا ثبتت كذبه، وقد يعرضها للمساءلة القانونية.
تحقيقًا نزيهًا وفحصًا دقيقًا لكاميرات المراقبة
وأكد محامون وخبراء قانونيون أن مثل هذه الوقائع تتطلب تحقيقًا نزيهًا وفحصًا دقيقًا لكاميرات المراقبة، لأن اتهام شخص بالتحرش دون دليل يعتبر بلاغًا كاذبًا يُعاقب عليه القانون المصري.
كما حذروا من ظاهرة التشهير العلني أو تصوير الأشخاص دون إذن داخل الأماكن الخاصة، والتي قد تُعرض من يقوم بها للمساءلة، خاصة إذا أدت إلى إيذاء معنوي أو مادي للطرف الآخر.
منح الفرصة للعدالة والقانون لأداء دورهما الكامل.
تظل الواقعة محل جدل واسع، وتؤكد أهمية التحقق من الوقائع قبل تداولها على المنصات الاجتماعية، مع ضرورة منح الفرصة للعدالة والقانون لأداء دورهما الكامل. وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، تبقى "واقعة عامل المخبوزات" نموذجًا جديدًا يعكس تحديات التعامل مع قضايا التحرش والادعاء الكاذب في عصر السوشيال ميديا.