سعيد محمد أحمد يكتب :اجتياح ”رفح”..وغطرسة ”نتنياهو” إلى أين ؟
المؤكد ان إصرار نتنياهو على الاستمرار فى مخططة الشيطانى المدفوع من قبل حكومتة المتطرفة على اجراء اجتياح ثان فى غزة من الجنوب باتجاه "رفح" الفلسطينية، ويجرى الاعداد له وبشكل معلن، ولايعلم أحدا مداه، ربما يشكل خطرا داهما على الامن والاستقرار فى "منطقة" مرشحة للانفجار نتيجة رعونة وغطرسة نتنياهو الذى أشتد عوده "بصواريخ ومسيرات" ايران، وكان "قاب قوسين" مهددا وحكومتة باجراء انتخابات مبكرة تحت ضغط الشارع الاسرائيلي.
وحقيقة الامر ان العدوان الاسرائيلى المتكرر ألذى تعرضت له غزة وللمره الخامسه فى السابق كان يجرى وفق قواعد اشتباك محدده مع جماعة "حماس" لا تتجاوز فى مداها الزمنى أو العسكرى لتنتهى باجراء مفاوضات وتفاهمات، ومعها خراب غزة والاف الضحايا والمصابين ذهبوا سدى ، شريطة توظيف تلك "القواعد"، وفقا لمصالح الطرفين" حماس وإسرائيل " فى الداخل.
حقيقة الامر أيضا ان ماجرى فى السابع من اكتوبر كسر كل تلك القواعد بل واخترق كل الحواجز ورفع سقف التصعيد من قبل حماس تجاه إسرائيل فى تحد صارخ متجاهلة عمدا رده الفعل الاسرائيلي كما غاب عنها أيضا سوء التقدير فى "توازن القوى" وحجمة عسكريا ودوليًا .
حماس رسمت فى السابع من اكتوبر وبيدها لوحة "دراماتيكية " مخضبة بالدماء والخراب مهموره بما يزيد عن ٤٠ الف قتيل وقرابة المائة ألف مصاب
لقد رسمت حماس فى السابع من اكتوبر وبيدها لوحة "دراماتيكية " مخضبة بالدماء والخراب مهموره بما يزيد عن ٤٠ الف قتيل وقرابة المائة ألف مصاب، كما حددت فى تلك اللوحة السوداء خطوط النهاية المجهولة، ووضعت إسرائيل ونتنياهو وحكومتة المتطرفة، على نهاية الطريق فى عدم التراجع عن حربة الوحشية المدمرة على الابرياء بحثا عن قاده حماس فى "أنفاق رفح" الفلسطينية، بل وإصرار نتنياهو على تنفيذ كافة النقاط والقرارات الواجبة على حماس سواء من تفكيك جناحها العسكرى ولكافة الفصائل المنضوية تحت قيادتها وخروجها من المشهد السياسي الفلسطيني والدولى .
ومع غياب الأفق السياسي للأزمة الناشئة التى يمر بها الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة، فى ظل غياب بل وتجاهل الترتيبات القديمة المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومستقبلها، والتى اصبحت بشكلٍ مؤقت فى مهب الريح ، مثلما غاب عنها حالة التوافق الفلسطيني برفضها القبول بالقرار السياسي الفلسطيني الموحد للخروج بحلول ناجزة، وإعطاء نتنياهو وحكومتة الزريعة بعدم تراجعه عن التصعيد ليحقق أهدافه المعلنه، والذى عجز حتى الآن فى مجرد الوصول لاهدافه او تحقيقها مما سبب له إشكاليه معقدة ومركبة فى الداخل الاسرائيلي.
أيضا اشكالية الأزمة وتعقيداتها زادت الوضع سوءًا على سوء فى ظل تنامى جناح التيار الدينى المتطرف " بن غفير وسموتريتش" وهما يمثلان أقصى التطرف فى إسرائيل وقادا "نتنياهو " ليحققوا مصالحهم علما انهم لايعترفون بالشعب الفلسطيني بل ويطالبوا بإبادتهم وتهجيرهم ، بل وتمدد نشاطهم المتطرف من غزة إلى الضفة والقدس والأقصى، عبر ممارسات استفزازية ودعم امريكى غربى مما زاد من حجم التوتر أملأ فى توسيع نطاق الحرب فى المنطقة، وتوريط بعض الدول فى أزمات كبيرة خاصة فيما يتعلق بالمخاطر التى تهدد وجود لبنان الممزق والواقع تحت "مطرقة" حزب الله " وسندان "طهران .
وأعتقد آن من يتصور ان المنطقة قد تشهد خلال الفترة المقبلة قدرا من الاستقرار أو الهدوء ،واهم، وان التراجع عن كل تلك الصراعات ونقاط التوتر المنتشرة فى العديد من مناطق النزاع تكاد تكون مستحيلة بسبب الحافظ على مصالح القوى الدولية فى المنطقة، والتحكم فى مقدرات شعوبها مع غياب ايه مؤشرات للاستقرار والامن يغذيها تجاهل المجتمع الدولى فى تفعيل قوانين العدالة الدولية وازدواجيه معاييرها المختلة واختلاق وصناعة الازمات العالمية الاقتصادية للتضييق على دول المنطقة .