فيش وتشبيه| مهدى عبدالحليم يكتب.. «الدواء» الغائب فى المؤسسات العلاجية
بقلم - مهدى محمد عبدالحليم
رئيس جمعية الإعلاميين العرب
«الإنسانية»، هى «الدواء» الذى نفتقده فى المؤسسات الطبية والعلاجية، لمعالجة «الداء»، فالمريض يئن من المعاملات غير الإنسانية التى يفاجئه بها بعض أعضاء هيئة التمريض تارة، وبعض الأطباء تارة أخرى، حتى يجد المريض نفسه عاجزا بين جمود المشاعر، يتمنى المريض أن تنشق الأرض وتبتلعه وألا يرى نفسه ذليلا بين أصحاب القلوب القاسية.
أظن ويتفق معى الكثير من العقلاء أن أهم الدروس التى يجب أن يتعلمها النسبة الغالبة من الأطباء هى «معاملة المرضى بشىء من الإنسانية»، فهناك أطباء يتلذذون بمنظر المريض، وهو يتوسل إليه، ويطلب منه حقه الذى كفله له القانون والدستور، وكثير من أعضاء هيئة التمريض بالمستشفيات، فى حاجة إلى التعامل بـ«إنسانية»، فهناك تمريض يجد سعادته البالغة فى توسلات أهل المريض، ولا يتم الالتفات إلى صرخات واستغاثات المرضى، وهناك أطباء وممرضين لا يهتمون بالمريض، وينشغلون بـ«الموبايل» إما باللعب أو بالحديث عبر المكالمات التليفونية.
وليعلم الطبيب أو الممرض أو الممرضة، ممن يفتقدون معانى الإنسانية، أن رسالتهم خالصة لوجه الوطن، وتحمل بكل تفاصيلها أقصى درجات الإنسانية، فهم جنود تعلموا ودرسوا الطب والتمريض، لتخفيف أوجاع المرضى، وأولى دروس التخفيف هو التعامل بإنسانية مع المريض، وحسن استقباله ورعايته، وهذه رسالة سيحاسبكم عليها رب العزة سبحانه وتعالى يوم الحساب.
نفتقد أيضا داخل العديد من المؤسسات الطبية والعلاجية، الأمانة، والمتابعة الحثيثة، فلو أن كل مسئول عرض على مديره احتياجات القسم الذى يديره من الممكن أن تدبر الحكومة احتياجات المؤسسات الطبية، لكن ما يحدث أن هناك الكثير من المسئولين يبعدون «الدوشة» عنهم خاصة إذا كانوا ممن تخيفهم الأمور المالية، ويلتزمون بكلمة «كله تمام يا فندم»، و«كل حاجة موجودة بوفرة، ولا نحتاج أى شىء».
ولا جدال فى أننا لازلنا نواجه الأزمات داخل المؤسسات الطبية، ففى الوقت الذى نعلن فيه أن الخدمة الصحية بـ«عافية»، يكتشف المواطن البسيط أن الخدمة الصحية لا تزال فى حاجة لـ«العافية»، خاصة أن هناك مرضى يفاجئهم الموت لعدم توفير أسرة بالرعاية المركزة، ويواجه أهل المرضى الأمرين فى التواصل مع الخط الساخن، الذى أحيانا ما يكون «باردا».
وليعلم الطبيب والممرض أنه بدون المريض فلا حاجة لهم فى المؤسسات الطبية، ولن يكون لهم أى دور فى الحياة.