حوادث اليوم
الخميس 19 ديسمبر 2024 05:27 مـ 18 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

الكاتب الصحفي سعيد محمد أحمد يكتب :هل ينجح بايدن فى إنجاز مسار التطبيع قبل الانتخابات الرئاسية ؟

الكاتب الصحفي  سعيد محمد أحمد
الكاتب الصحفي سعيد محمد أحمد

٦ أشهر على بدء السباق الرئاسي بين جناح الديمقراطيين يقوده الرئيس جو بايدن وجناح الجمهوريين ويقوده الرئيس السابق دونالد ترامب ، وهل تلك الفترة كافية لإدارة بايدن لإنجاز مسار التطبيع بين الرياض وتل ابيب؟!!! .

المؤكد ان إدارة بايدن تسعى جاهدة وعبر دبلوماسيتها المكوكية فى المنطقة فى إثناء الرياض عن التراخى أو التباطؤ فى إنجاز مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل قبيل اجراء الانتخابات الرئاسية، وهو الامر الذى يفسر حقيقة الهجوم على المحكمة الجنائية الدولية وقرارها بإصدار مذكرات اعتقال لرئيس حكومة نتنياهو ووزير دفاعه وثلاث قيادات من حركة حماس "هنية والسنوار وضيف".

كما يفسر أيضا حجم الارتباك الامريكى وهوس الرئيس الامريكى جو بايدن فى أن يقدم إنجازًا يساعده فى الوصول به إلى البيت الابيض…أقل ما يوصف بآنه سيكون إنجازًا تاريخيا لو تحقق بإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بحل الدولتين،وأن يصبح للشعب الفلسطيني أرضا ووطنا يحيا علية بقدر كبير من الامن والاستقرار وبدعم جهود دولية واقليمية وعربية فى العمل على تحقيق ذلك المسار إن نجح !!!.

على جانب أخر تسعى الإدارة الامريكية بعد أن وضعت لها قدما فى المياه الاقليمية الفلسطينية أمام شواطىء غزة، للتواجد العسكرى لأول مرة فى تاريخ المنطقة، وفرض تواجدها عسكريا لتوفير الحماية والامن لإسرائيل لتبدأ على الفور فى نشر مخططها وتنفيذه عقب اليوم التالى لإنهاء الحرب فى غزة عبر الإعلان عن تعيين مسؤولًا أمريكيا كبير المستشارين لقوة معظمها من الفلسطينين لإدارة قطاع غزة ورفح، وبما يذكرنا بما جرى فى العراق " أحمد جلبى اخر "، ولتؤكد كل تلك التصرفات حقيقة اصرار البعض عربيا، والجميع ربما اقليميا ودوليا وبالطبع امريكا وإسرائيل على استبعاد وخروج حركة حماس من المشهد السياسي الفلسطيني والعربى والدولى.

وأعتقد أن من يحمل ضميرا وطنيا واخلاقيا للحفاظ على شعبه وارضه ووطنه بالطرق السلمية والشرعية الدولية فى مقاومة شريفة لاتحمل أيه مقاصد آخرى سوى مقاومة الاحتلال بعيدا عن استهداف المدنيين الابرياء، يؤكد أن حركة حماس تتحمل كامل المسؤولية عما وصلت اليه الاوضاع فى قطاع غزة بعد تدميرة بالكامل وتدمير شعبه وتمزيقة فى شتات كافة مناطق غزة محاصرا ومدمرا بخلاف الضحايا الابرياء الذين راحوا سدى دون شىء يستر عوراتهم، وهو الامر الذى أكده محمود عباس فى قمة المنامة العربية بأن حماس أعطت إسرائيل كل الذرائع على "طبق من ذهب" لتحقيق مقاصد حكومة نتنياهو المتطرفة علاوة على اختطاف حماس القرار الفلسطيني منفرده رغم آنها حركة لا تمثل الا نفسها، ولا تمثل الشعب الفلسطيني سوى السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطيني والمعترف بها دوليا .

حقيقة الآمر أن الشعب الفلسطيني سيبقى خاضعا للادارة الامريكية عبر ممثلا لها ربما قد يكون مقيما فى المنطقة ما بين غزة والاردن ليحيا منزوعا من السلطة فى ظل السلطات التى سيتمتع بها ذلك المستشار الامريكى بدعوى انتشال غزة من الفوضى البائسة واليائسة، وهو ما يعنى ان تفرض الادارة الامريكية سلطتها كاملة على قطاع غزة وبمزاعم كاذبة لتحسين حياة ٢،٢ مليون فلسطيني ممن يعانون من الدمار الرهيب الذى الحقته الالة العسكرية الاسرائيلية الوحشية، وعوضا عن ان تقوم الادارة الامريكية بكبح جماح الاحتلال الاسرائيلى تقوم الادارة الامريكية بتوفير كل سبل الامن والأمان لحماية أمن إسرائيل.

وتتضمن خطة الادارة الامريكية والتى يقودها بايدن بتشكيل قوة حفظ سلام عبر محاولته اقناع مصر والامارات والمغرب بالانضمام الى قوة حفظ السلام ، وفقا لاتفاق بين الادارة الامريكية وإسرائيل فى المساعدة فى تشكيل مجلس فلسطينى يضم فلسطينيين من غزة ليكون بمثابه هيئة حكم مؤقتة، فيما تخطط اسبانيا وايرلندا والنرويج للاعتراف بتلك الدولة فى الاسبوع الاول لتشكيل تلك الهيئة.

ويبقى السؤال الأكثر أهمية هل تستطيع الادارة الامريكية ووفق مخططها وربما ما يمكن أن تمارسه من ضغوط على دول المنطقة سيؤدى الى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ؟

حقيقةً الامر المؤلمة والشديدة القسوة ان ما فعلته واقدمت علية حركة حماس ذات الايدولوجية الدينية أنها اوصلت فكرة الدولة والوطن والشعب الفلسطيني الى هذا المنحدر ، والذى ربما قد يستغرق اجيالا واجيال لتصويب ما افسدته تلك الحركة العمياء لمجرد تحقيق مصالحها والقفز على السلطة مرة اخرى وهو أمر قد يكون من سابع المستحيلات .. شكرا حماس على دورك المقاوم الذى هدم معبد المواطنة على الجميع .

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found