الأيام الأخيرة لعلي الكسار: من رائد المسرح الكوميدي إلى كومبارس في نصف حجرة بطنطا
يعتبر علي الكسار واحدًا من أعلام المسرح الكوميدي المصري، الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم الفن. في فترة ذهبية شهدت تألق نجوم مثل نجيب الريحاني وجورج أبيض وبديعة مصابني، نجح الكسار في كسب قلوب الجماهير وتحقيق شهرة واسعة. ورغم التحديات المجتمعية التي واجهها الممثلون في ذلك الوقت، أثبت الكسار موهبته وقدم إسهامات كبيرة للمسرح المصري. لكن القصة لم تنته كما بدأت، حيث عانى في سنواته الأخيرة من خيانة الشركاء والفقر، مما أدى إلى نهاية مأساوية لم تكن متوقعة لهذا الفنان العظيم.
. بدأ حياته المهنية كـ"سروجي" قبل أن يتحول إلى المسرح، حيث سرعان ما أثبت نفسه كممثل موهوب
علي الكسار، الذي ولد في حي السيدة زينب بالقاهرة باسم علي خليل سالم، اختار اسم عائلة والدته "الكسار" ليكون اسمه الفني. بدأ حياته المهنية كـ"سروجي" قبل أن يتحول إلى المسرح، حيث سرعان ما أثبت نفسه كممثل موهوب. اشتدت المنافسة بينه وبين نجيب الريحاني، وأصبح لكل منهما مسرحه الخاص وجمهوره الواسع.
استثمر الكسار كل مدخراته في إنتاج فيلم "بواب العمارة"، حيث شارك في كتابة السيناريو وقام بالبطولة دون أجر. للأسف، تعرض لخيانة الشركاء
في أواخر مسيرته، استثمر الكسار كل مدخراته في إنتاج فيلم "بواب العمارة"، حيث شارك في كتابة السيناريو وقام بالبطولة دون أجر. للأسف، تعرض لخيانة الشركاء، مما جعله يغرق في الديون ويمضي سنوات في سدادها لبنك مصر. تم نبذه من قبل المخرجين، ولم يُطلب منه إلا أدوار ثانوية وكومبارس في أفلام مثل "أمير الانتقام"، و"قسمة ونصيب"، و"جزيرة الأحلام".
أرسل الكسار طلبًا لوزارة الشئون الاجتماعية يعرض فيها ظروفه الصعبة. استجابت الوزارة وقدمت له عملًا في المسرح الشعبي بطنطا
في عام 1950، وبعد بلوغه سن 62، أرسل الكسار طلبًا لوزارة الشئون الاجتماعية يعرض فيها ظروفه الصعبة. استجابت الوزارة وقدمت له عملًا في المسرح الشعبي بطنطا، حيث قضى بقية أيامه. عاش الكسار في نصف حجرة مشتركة بشارع أحمد ماهر، مكتفيًا بالقليل لتغطية احتياجاته اليومية.
توفي الكسار عام 1957 في مستشفى القصر العيني، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيمًا وشخصية "عثمان عبدالباسط" التي بقيت شاهدة على زمن الفن الجميل وعصر الرواد
توفي علي الكسار فقيرًا في عام 1957 في مستشفى القصر العيني، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيمًا وشخصية "عثمان عبدالباسط" التي بقيت شاهدة على زمن الفن الجميل وعصر الرواد. قصته تظل تذكيرًا بمسيرة فنية ملهمة انتهت بنهاية حزينة، لكنها تحمل دروسًا في الإصرار والشغف بالفن.