مصر ترفع درجة التأهب لمواجهة تفشي الكوليرا في السودان: تشديد الإجراءات بالمنافذ البرية والجوية
في ظل تصاعد المخاوف من انتشار وباء الكوليرا الذي تفشى في السودان، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن رفع درجة التأهب والترصد المكثّف بالمنافذ البرية مع السودان، وتشديد الإجراءات الاحترازية بالمطارات. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المبذولة لمنع دخول المرض إلى الأراضي المصرية، وضمان الحفاظ على الصحة العامة في البلاد.
مصر تشدد اجرات في المنافذ البرية المرتبطة مع السودان
أكد مساعد وزير الصحة المصري، حسام عبد الغفار،"، أن قطاع الطب الوقائي بدأ بتشديد إجراءاته منذ بداية الأزمة السودانية. ومع تفاقم الوضع في السودان، زادت مصر من استعداداتها لمواجهة أي طارئ صحي قد يهدد البلاد. وأشار عبد الغفار إلى أن مصر خالية تمامًا من الكوليرا، ولكن تم رفع درجة الاستعداد في المنافذ البرية المرتبطة مع السودان، وخاصة في ميناءي أرقين وقسطل البريين، مع متابعة دقيقة لكافة الوافدين.
الوضع الصحي في السودان
يشهد السودان أزمة صحية حادة نتيجة لتفشي وباء الكوليرا، خاصة في ولايتي كسلا والقضارف، حيث أُبلغ عن وفاة ما يزيد عن 300 شخص بسبب المرض. يأتي ذلك في سياق الظروف الإنسانية المتدهورة الناتجة عن الحرب الأهلية المستمرة منذ أبريل 2023. وتفاقم الأمطار الغزيرة الوضع الصحي في السودان، ما أدى إلى انتشار أمراض أخرى مثل الملاريا، الحصبة، والتهاب السحايا، وحمى الضنك.
تأكيد منظمة الصحة العالمية
قالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، إن الأزمة الإنسانية في السودان تزيد من تفاقم انتشار الأمراض، مشيرة إلى تسجيل 11327 حالة إصابة بالكوليرا و316 حالة وفاة حتى الآن. وسبق أن كشف ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، شبل صحباني، عن تفشي 5 أمراض رئيسية، حيث بلغ عدد حالات الملاريا 1.6 مليون، بينما وصلت حالات الإصابة بحمى الضنك إلى حوالي 95 ألف.
الاستجابة الدولية والمحلية
تعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع السلطات المحلية في السودان على مواجهة تفشي الأمراض من خلال توفير الإمدادات الضرورية ومشورة الخبراء، كما تم تخزين الإمدادات في المناطق المعرضة للفاشيات والفيضانات لمنع تفاقم الوضع الصحي بسبب الأمطار الغزيرة.
تعكس الإجراءات المصرية استباقية وحرصًا كبيرين على حماية البلاد من أي تهديد صحي قادم من السودان، في وقت يشهد فيه الأخير أزمة صحية خطيرة. تظل المراقبة المستمرة والتعاون الدولي عنصرين أساسيين في مواجهة هذه التحديات الصحية، وضمان عدم انتقال الأمراض إلى الدول المجاورة.