إسرائيل تصعّد قصفها جنوب لبنان حتى نهر الليطاني
تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث عمقت إسرائيل قصفها الجوي في جنوب لبنان، مستهدفة مناطق تمتد حتى تخوم نهر الليطاني. هذا التحرك العسكري يمثل مرحلة جديدة من العمليات التي تسعى إسرائيل من خلالها إلى تحقيق أهداف استراتيجية ضد حزب الله، بما في ذلك تراجع قواته شمالًا.
تفاصيل التصعيد الإسرائيلي:
لليوم الثاني على التوالي، شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على مواقع تابعة لحزب الله، حيث استهدفت منصات إطلاق الصواريخ ومناطق أخرى قريبة من نهر الليطاني، الذي يُعتبر خطًا فاصلًا بين لبنان الجنوبي والشمال. وذكرت القناة الإخبارية الإسرائيلية "12" أن الهجمات وصلت إلى عمق 30 كيلومترًا داخل لبنان، وهو ما يعتبر تحركًا غير اعتيادي حيث كانت هذه المناطق تُستهدف فقط في حالات استثنائية، مثل عمليات الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت.
أهداف العمليات العسكرية الإسرائيلية:
تسعى إسرائيل من خلال هذه العمليات إلى إجبار حزب الله على الانسحاب من مناطق الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني، حيث اقترح قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، تنفيذ عملية برية لإخلاء المنطقة من قوات حزب الله وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة. الغارات الإسرائيلية تأتي في وقت يعتقد فيه المسؤولون الإسرائيليون أن الكثير من سكان الجنوب اللبناني غادروا منازلهم بسبب القصف المستمر.
حزب الله يرد بقصف صاروخي:
في المقابل، رد حزب الله على القصف الإسرائيلي بإطلاق 85 صاروخًا استهدف البلدات الإسرائيلية الحدودية، بما في ذلك مدينة صفد. ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، تسببت الصواريخ باندلاع حرائق في عدة مناطق، أبرزها كاديتا وبريا، حيث تعمل فرق الإطفاء على إخمادها.
التأهب في شمال إسرائيل:
مع بدء الهجمات، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في عدة تجمعات سكانية شمال إسرائيل، بما في ذلك الجليل الأعلى، حرمون، صفد، وكريات شمونة. وشملت الإرشادات تقليل الحركة وتجنب التجمعات، مع البقاء بالقرب من الأماكن المحمية.
الضربات الإسرائيلية المستمرة:
استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية 100 موقع في جنوب لبنان خلال ساعات النهار، في محاولة لتقويض قدرات حزب الله الهجومية. وتعتبر منطقة نهر الليطاني حيوية لإسرائيل، حيث تأمل أن يؤدي الضغط العسكري إلى انسحاب حزب الله منها، ما يسمح بعودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين هجّروا من منازلهم شمال البلاد منذ بدء الحرب.