انغمس بطريق الشيطان وانتهك حرمة ضحاياه.. حيثيات المحكمة في إعدام سفاح التجمع
أودعت الدائرة 27 جنوب بمحكمة جنايات القاهرة حيثيات الحكم بالإعدام شنقا على المتهم كريم محمد سليم المعروف بـ «سفاح التجمع» في القضية رقم 3962 لسنة 2024 جنايات القطامية المقيدة برقم 1279 لسنة 2024 كلي القاهرة الجديدة.
بحث عن الشهوة الحرام
صدرت الحيثيات برئاسة المستشار ياسر الأحمداوي وعضوية المستشارين عمرو علي كساب وأحمد رضون ابازيد، وبحضور مصطفى عبدالغني محمد وكيل النائب العام وأمانة سر ممدوح غريب.
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم، بعد سماع المرافعة ومطالعة الأوراق والمداولة قانونًا حيث إن واقعات الدعوى حسبما استقرت في عقيدة المحكمة واستخلاصًا من أوراقها والتحقيقات التي تمت فيها وما دار بشأنها في جلسات المحاكمة تتحصل في أن المتهم كريم محمد سليم عبد الحميد نصر مصري نشأ صغيرًا مع والديه - في مجتمع غربي غلبت فيه حب المادة على القيم النبيلة والفضيلة - فبات باحثًا منذ نعومة أظافره عن الشهوة الجنسية الحرام ومرافقة الساقطات واشتهر بين أخلائه بذلك وبات المعين لهم في تدبير تجمعاتهم التي يتعاطون فيها المواد المخدرة ويحتسون الخمر، وارتكب هناك العديد من الجرائم منها التعدي بالضرب على آخرين وإتلاف ممتلكات الغير فنبذ من هذا المجتمع الغربي، ولاذ بالفرار إلى المجتمع المصري هربًا من توقيع العقاب، فتقبله هذا البلد الأمين قبولًا حسنًا وحباه الله بالرزق الوفير في الصحة والمال والزوج والولد، وامتهن تدريس اللغة الإنجليزية التي يتقنها فالتحق وتنقل بين المدارس الخاصة بمرتبات مجزية ما بين محافظات القاهرة والدقهلية وآخرهم محافظة بورسعيد، ومارس الاعمال التجارية، غير أنه كفر ولم يحمد الله على ما أنعم عليه به.
انغمس بطريق الشيطان
وتابعت المحكمة في حيثيات الحكم أن المتهم انغمس في طريق الشيطان، فتعاطي المواد المخدرة وعاشر الساقطات، غير عابئ بزوجته وابنه، وخسر زوجته التي هرعت هربا خارج البلاد لتنجو بنفسها من بوائقه، فأضمر في نفسه الشر المتقد للنساء جميعًا، وأخذ يتعاطي المواد المخدرة ويجامع العديد من النساء ليؤكد لذاته قدرته الجامحة على معاشرتهن، وإذ سولت له نفسه الأمارة بالسوء الدخول على العديد من المواقع الخادشة على الانترنت فقد وجد ضالته في أحد المواقع التي تنشر وتبيح معاشرة الأموات من النساء عقب وفاتهن، وهو ما استشعر فيه قمة المتعة والنشوة المقيتة، لما اعتقد فيها خضوع جثامينهن وسكونهن وعدم مقاومتهن واستسلامهن حال معاشرتهن، ورخاوة أجسادهن عقب وفاتهن قبات يفكر ويقدر، ويخطط ويدبر في هدوء وروية، كيف له أن يتخير من النساء لاسيما - الساقطات منهن لمعاشرتهن، ثم يقتلهن بطريق الخنق غيلة وغدرًا، بقصد معاشرتهن.
دله شيطانه على تخير مسكنه الكائن بالدور الأرضي بالعقار رقم ۲۷۹ بكومباوند دار مصر / الأندلس / دائرة قسم شرطة القطامية البعيد عن الأعين والذي يقيم فيه بمفرده مع نجله زين البالغ من العمر تسع سنوات مسرحًا لجرائمه، وعقد العزم المصمم عليه على قتل فريسته الأولى المجني عليها نورا مجهولة الهوية، إذ تواصل هاتفيًا - في يوم مشئوم هو يوم مولده بتاريخ ٢٠٢٣/٩/١٤ - مع القوادة حنان منسي عبد الفتاح عبد الحليم المتمرسة في الأعمال المنافية للآداب والسابق تعامله معها - إذ قدمت له من قبل نجلتها شهد الناجية من بوائقه - فقد استحضرت له المجني عليها المذكورة نورا وهي فتاة صغيرة البنية، فقيرة الحال، مغلوبة على أمرها، هاربة من ذويها، غير معلوم لها أهل ولا تحمل تحقيق شخصية، فتوافرت فيها بذلك كافة المواصفات التي يبتغيها منها، فتلقفها من القوادة المذكورة في الساعات الأولى من يوم ۲۰۲۳/۹/۱٥ ليلًا بسيارته لتحقيق مآربه، وانتقل بها إلى حيث مسكنه مار البيان، وانفرد بها في غرفة نومه، وتعاطيا مخدر الآيس - الميثامفيتامين، وتحيل عليها لتجريعها عقار الكويتابكس ليضعف من مقاومتها ثم قام بمعاشرتها بوحشية، مما دعاها إلى طلب الانصراف، وهنا طوعت له نفسه الآثمة تنفيذ ما صمم عليه مسبقًا وعقد عليه العزم وهو إزهاق روحها فأحضر رباط ملابس أعده سلفًا مباغتًا لها من خلفها واعتصر عنقها بذلك الرباط بلا شفقة أو رحمة غير عابئ بتوسلاتها، قاصدًا قتلها، وإذ قاومته فأخذت من خلاياه البشرية أثرًا بأظافرها.
واستكملت المحكمة في حيثيات الحكم بقضية سفاح التجمع، سالت دمائها على ملابسها، فعاجلها بصدم رأسها غير مرة وظل يعتصر عنقها حتى سالت دماءها على الفراش - مرتبة السرير - وفاضت روحها إلى بارئها، وما انفك من قتلها حتى قام بمعاشرة جثمانها محققًا نشوته التي عزم على بلوغها من قتلها، وما انتهى من غايته المنشودة حتى وضع جثمانها بدون ملابس داخل حقيبة قماشية وحملها إلى سيارته الملاكي ليلًا في غفلة عن أعين الجيران ووضعها داخل صندوق السيارة الخلفي وقادها إلى مكان منعزل بمنطقة رملية صحراوية قريبة من مسكنه (خلف سور النادي الأهلي بالتجمع الخامس وألقي بها بدون ملابس في الخلاء)، منتهكًا لحرمة الموتى في خسة وخبث منقطع النظير وأخفى ملابسها بدفنها بالرمال بجوارها ثم عاد إلى منزله يتعاطى مخدر الآيس.