قصة الابن البار بأمه: درس في البر والوفاء.. امة لاتعرفة لكنة يعرفها
هذة قصة حقيقية تحمل كل معاني الوفاء والبر بالوالدين ففي عيادة صغيرة دخل رجل في الثلاثين من عمره، يحتضن والدته التي كانت تحاول الهرب منه. كانت الأم تظهر علامات الاضطراب النفسي، ترمي خمارها وتضحك ضحك المجانين، تعض يد ابنها وتخدشها، ومع ذلك، كان يبتسم برقة ويمسح على يدها بحنان. هذه الأم، التي بدت في حالة لا تعرف فيها ابنها، كانت محور حياة هذا الرجل الذي لم يتوانَ لحظة في خدمتها ورعايتها.
الأب طلقها بعد عام من الزواج. حينها كانت الأم حاملًا بالابن، الذي أصبح منذ عمر العشر سنوات هو المسؤول الوحيد عنها
عندما سألت الطبيبة عن حالها، أجاب الابن بكل هدوء: "هذه أمي، ولدت بلا عقل". قصة ولادته كانت عجيبة أيضًا، فقد تزوجها والده بعد أن رغب جده أن تنجب ولدًا، لكن الأب طلقها بعد عام من الزواج. حينها كانت الأم حاملًا بالابن، الذي أصبح منذ عمر العشر سنوات هو المسؤول الوحيد عنها.
تبثق علي وجهه وهو يبتسم وينفذ كل ماتطلبة منة
يعتني بها كطفلته، يطهو لها، يربط قدمه بقدمها ليلًا حتى لا تهرب، وفي كل مرة تسأله طلبًا غريبًا أو تبصق عليه، كان يبتسم ويفي بوعده لها. حتى عندما تسأله عن الذهاب إلى مكة، يعدها بالذهاب يوم الخميس، رغم أنها لا تعي الواقع بشكل واضح.
عندما تساءلت الطبيبة عن سبب اصطحابه لأمه إلى مكة وهي فاقدة للتكليف، أجاب ابنها بكل حب: "كلما أرادت شيئًا أذهب بها. لا أريد أن تتمنى شيئًا وأنا قادر على تحقيقه ولا أفعله لها".
شابًا يخدم أمه المجنونة التي لا تعرف حتى من هو، كان مشهدًا مؤثرًا جعلها تدرك معنى البر الحقيقي
خرج الابن من العيادة وهو يمسك بيد والدته، وانهارت الطبيبة بالبكاء بعد أن شاهدت تلك الصورة النقية من البر والوفاء. كانت تعلم عن بر الوالدين، لكن أن ترى شابًا يخدم أمه المجنونة التي لا تعرف حتى من هو، كان مشهدًا مؤثرًا جعلها تدرك معنى البر الحقيقي.
هذا الابن كان بإمكانه أن يضع والدته في مصحة عقلية ويعيش حياته بشكل طبيعي، لكنه اختار رفقتها، اختار أن يبقى بجانبها وأن يحافظ على باب الجنة مفتوحًا في حياته.