تلعثم موسى وفصاحة هارون: هل يمكن التغلب على التلعثم؟
ورد في القرآن الكريم أن نبي الله موسى عليه السلام عانى من مشكلة في الكلام وثقل في اللسان، وهو ما أشار إليه في دعائه كما جاء في سورة طه:
(رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي).
هذه العقدة اللغوية التي أصابت موسى كانت نتيجة حادثة في صغره، عندما تناول جمرة بدلًا من تمرة أثناء وجوده في قصر فرعون. ومع ذلك، لم تمنع هذه الصعوبة اللغوية موسى من أداء رسالته النبوية، بل جعله الله كليمَه وأمره بالتبليغ.
هل التلعثم إعاقة يمكن التغلب عليها؟
التلعثم أو ما يُعرف بـ"التهتهة" هو اضطراب في الكلام يتسبب في تقطيع الحديث وعسر النطق. على الرغم من ذلك، يمكن التغلب عليه من خلال التدريبات العلاجية والاهتمام المستمر، وهو ما يثبت أن التلعثم ليس نهاية المطاف، بل يمكن لصاحبه تحقيق إنجازات كبيرة.
أسباب التلعثم
-
أسباب وراثية وجينية:
- ترتبط بوجود عوامل وراثية تؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن الكلام.
-
إصابات جسدية:
- نتيجة حادث في منطقة الرأس أو تلف في الأعصاب المسؤولة عن النطق.
-
أسباب نفسية:
- القلق، التوتر، والخجل الزائد.
-
عوامل بيئية:
- تأخر النمو اللغوي أو غياب التفاعل الأسري الكافي.
الأعراض الشائعة للتلعثم
- تقطيع الكلمات أثناء الحديث.
- نطق غير واضح أو مشوه للحروف.
- التحدث بسرعة مع تمتمة.
- إصدار صوت منخفض أو التحدث من الأنف.
طرق العلاج
- التدخل المبكر:
عند ملاحظة أعراض التلعثم، يجب التوجه فورًا إلى مراكز التخاطب لتقييم الحالة. - التدريبات الصوتية والحركية:
تُستخدم لتطوير طلاقة اللسان وتدريب المخ على التحكم في تدفق الكلام. - الدعم الأسري:
توفير بيئة إيجابية خالية من التوتر ومساعدة الطفل على التعبير عن نفسه دون خوف. - التقنيات الحديثة:
مثل الأجهزة المساعدة التي تعمل على تحسين تدفق الحديث.
دروس من قصة موسى
قصة نبي الله موسى تؤكد أن الإعاقة، سواء كانت في الكلام أو غيره، ليست عائقًا أمام تحقيق النجاح والتميز. فبإرادة الإنسان وإيمانه بقدراته، يمكن تجاوز أصعب التحديات.
لذا، إذا كان طفلك يعاني من التلعثم، فلا تدعه يشعر بالإحباط. توجه إلى المتخصصين وابدأ رحلة العلاج التي ستُحدث فرقًا في حياته.
حفظ الله أبناءنا من كل سوء ووفقهم لما فيه الخير.