مأساة ”كاملة” في بولاق الدكرور.. «جارها السابق» قتلها وسرق معاشها وهرب

في قلب بولاق الدكرور، وتحديدًا داخل شقة بسيطة في الطابق الأول من عقار قديم بشارع عزت السويفي، وقعت جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها سيدة مسنة تُدعى كاملة أحمد مصطفى، عن عمر ناهز الـ88 عامًا، في واقعة هزت الرأي العام المصري مساء يوم سبت، أول أيام عيد الفطر.
جريمة بدأت بصمت.. وانتهت بصدمة!
كان الوقت قد اقترب من الثامنة مساء، حين عاد محمد، نجل المجني عليها، من عمله على الطريق الصحراوي، ليقضي ليلته كالعادة مع والدته. لكنه فوجئ حين دخل المنزل أن الأضواء مطفأة، على غير عادة والدته التي كانت تُبقي المصابيح مضاءة دائمًا.
يقول محمد في التحقيقات: "ناديت على أمي، مفيش رد.. دخلت أوضتها لقيتها نايمة على جنبها، ووشها كله كدمات، وقفت مكاني مصدوم.. عرفت ساعتها إنها ماتت".
من قتل كاملة أحمد؟ ولماذا؟
بدأت نيابة جنوب الجيزة تحقيقاتها، وتولت فرق البحث الجنائي تفريغ الكاميرات وتحليل محيط الجريمة. وبحسب رواية ابنها، لم تكن هناك آثار كسر أو عنف على باب الشقة، ما يشير إلى أن الجاني قد دخل بطريقة مألوفة للضحية.
المفاجأة الكبرى كانت في ظهور سجادة غريبة داخل الشقة لا تعود للمجني عليها، ما قاد الشكوك إلى إحدى الشقق المهجورة بالدور الثالث، والتي تبين أن سكانها المستأجرين غادروها قبل الحادث بأسبوع فقط.
وبعد التحريات، تم تحديد هوية المشتبه به الرئيسي، وهو جار سابق للمجني عليها يُدعى سيد حسنين، وشهرته "سيد اللبان"، تبين لاحقًا أنه باع سجادة مماثلة لتلك التي عثر عليها في شقة الضحية، وسحب مبلغًا نقديًا في نفس يوم وقوع الجريمة.
هدف الجريمة: سرقة معاش وسداد "تذكرة بودرة"
بحسب مصادر أمنية، اتضح أن القاتل كان يعلم أن المجني عليها تحتفظ بمبلغ من المال في علبة داخل دولابها، وهو ما أكده ابنها خلال التحقيقات بقوله: "كانت بتحط فلوسها في علبة مخصوصة بالدولاب، وأنا الوحيد اللي كنت أعرف مكانها".
القاتل لم يكتفِ بسرقة الأموال، بل قام بقتل السيدة بطريقة عنيفة. تقارير الطب الشرعي أظهرت وجود كدمات وكسور، تؤكد تعرضها للضرب حتى الموت.
وبحسب المصادر، اعترف الجاني لاحقًا أن دافعه وراء الجريمة كان شراء تذكرة "بودرة"، بعدما ضاقت به السبل ولم يجد مالًا.
كبار السن وجرائم السرقة.. خطر يتزايد
تكشف هذه الواقعة المؤلمة عن خطر يواجه كبار السن، خصوصًا أولئك الذين يعيشون بمفردهم، ويحتفظون بأموال نقدية داخل منازلهم. "كاملة" كانت تتقاضى معاشًا قدره 12 ألف جنيه شهريًا، ولا تمتلك حسابًا بنكيًا، ما جعلها فريسة سهلة لطمع المجرم.
وتطرح الحادثة تساؤلات مهمة:
-
هل تكفي المعاشات لحياة آمنة لكبار السن؟
-
ما دور الجيران والمجتمع في حماية المسنين؟
-
كيف نحمي منازلنا من جرائم السرقة والعنف؟
-
هل آن الأوان لتفعيل أنظمة مراقبة إلزامية للمساكن الفردية؟
مأساة إنسانية ورسالة تحذير
قصة "كاملة أحمد" لم تكن مجرد جريمة قتل تقليدية، بل تحولت إلى صرخة ضد الإهمال المجتمعي وضعف آليات الحماية للفئات الضعيفة في المجتمع.
ابنها محمد أنهى أقواله أمام النيابة بعبارة موجعة:
"نفسي اللي عمل كده يتجاب.. عشان يبرد النار اللي في قلبي".