حوادث اليوم
الإثنين 25 نوفمبر 2024 10:53 صـ 24 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

«بنت الذوات» تعلن التوبة بعد خروجها من السجن وتبحث عن عريس

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بحياة ضائعة أنهيت كل ما هو جميل بعدما كنت يوما من الأيام بنت الأصول التى تربت على الغالى .. تقلبت بين أشواط عديدة بحثت خلالها عن شخص أرتبط به ويكون لى ملجئا من طريق الوحل وأتزوجه ويخلصنى من تلك المشاعر التى كادت تقتلنى قطعة تلو الآخرى .. ولأننى كنت عنيدة جدا فلم تكن لدى أى بوادر للإستماع لنصائح أحد ممن حولى وفى النهاية حصدت نتيجة ذلك كله بأن أوقعنى حظى البائس فى شباك شخص خدعنى بمسميات كثيرة مستخدما ستار الحب حيث راح يوهمنى بحبه وعشقه الشديدين لى مؤكدا لى عدم قدرته على الفراق والإبتعاد عنى .. وتحت تأثير كلماته الخادعة والزائفة أفقدنى أعز ما كنت أمتلكه بين ضحكاته التى ظهر خلالها وكأنه شيطان رجيم وبين جنبات الحياة الضائعة معه أفقت من غفوتى بعدما تركنى وحدى أواجه من الفضيحة والعار ما يكفى لعشرات البنات .

 

 

 

وقررت بعدها الهروب بعيدا عمن يعرفنى وكلى آمالا واضحة أن أجد مخرجا لى من مصيبتى وأن أبدأ حياة جديدة تتسم بشئ من الصواب على عكس ما اقترفته من ذنوب وخطيئة فى حق نفسى وعائلتى الكريمة .. وقررت أن أتناسى الماضى المؤلم والذى تجرعت خلاله الأمرين وفقدت كل شئ حتى مجرد الأحلام السعيدة التى استيقظت منها على كارثة لم أستطع الخروج منها .. وبين حيرتى وأفكارى الشاردة لم أستطع أن أفعل شيئا أو حتى أحرك ساكنا .. وأقنعت نفسى بأن أهجر منزل أسرتى وحاولت جاهدة البحث عن عمل يدر على من النقود ما يجعلنى فى حالة اكتفاء ذاتى وتام عن أسرتى التى لم تحصد منى إلا الفضيحة التى تسببت بها أن تصبح سيرتهم كاللبانة على كل لسان بالقرية .. وبعد مشوار طويل ومرير متلاطم عشت فيه أشواطا متقلبة.

 

 

 

اسمى شيماء والدلع (شوشو) .. نشأتى كانت فى أسرة غنية لا تعرف طريقا واحدا للفقر حيث ورث والدى عن أجدادى عدد من الأراضى الزراعية والعقارات السكنية ما كان يجمع من ورائها المبالغ الطائلة شهريا .. لم أتذوق طعما للألام ولم أشعر بالحرمان يوما من الأيام .. ألحقنى والدى بأحد المدارس الأجنبية .. وكانت أكثر أوقاتى التى أقضيها مع والدتى تحثنى على القيم والمبادئ خاصة بعدما راحت معالم الأنوثة تحفر أماكنها على جسدى الذى جعلت منه ممشوقا .. وكانت تطالبنى أكثر من مرة بضرورة الحفاظ على غشاء بكارتى حتى أرفع رأس والدى والعائلة وسط الأهالى بالقرية وألا ألحق بهم العار .. كنت أشعر بالضيق عندما أتعرض للمعاكسات والمضايقات من شباب المنطقة التى كنت أقيم فيها مع أسرتى .. والتى كانت تتزايد يوما بعد الآخر .. وكانت سعادتى تبلغ ذروتها عندما كنت أستمع لكلمات الشباب التى كانت تنقلنى بدورها من الواقع إلى عالم الأحلام حتى لفت نظرى أحدهم والذى يدرس فى إحدى كليات التربية .. ومنذ اليوم الأول الذى تعرفت عليه فيه بدأ يسمعنى الكلمات العاطفية التى كنت أتقن أحاسيسها ومعانيها من خلال المسلسلات والأفلام السينمائية والتى راحت بدورها تدغدغ قواى العاطفية والحسية وشيئا فشيئا بدأت أتجاوب معها بأحاسيسى الجياشة .. لكننى كنت أتظاهر أمامه بالثبات والتماسك .. وعلى الرغم من موقفى معه لم يكل أو حتى يفكر فى إنهاء محاولاته الجادة التى حاول بها إسقاطى معه فى براثن الغى والخطيئة.. ولأنه من أسرة فقيرة خدعنى.. ولم يدر بخلدى أنه كان ينوى فقط إشفاء غليله منى لأننى أنتمى لأسرة غنية .

 

 

وتحت كلماته الخادعة بأحاسيسه الزائفة انسقت فى تياره بسرعة لم أكن أتوقعها حتى حقق مراده من تلك العلاقة التى جمعت بينى وبينه و أفقدنى أعز ما كنت أمتلكه .. بدأت العلاقة عندما طلب منى الخروج بصحبته للتنزه فى الحدائق العامة وسط مناظر الخضرة والأشجار .. ووجدتنى أوافقه فى تلبية مطلبه ورغبتى أنا الأخرى التى كنت أخفيها بعقلى الرومانسى .. وكنت قد قررت أن اقتحم عالم الحب والعواطف بكل ما فيه من مخاطر .. ولأن خبرتى فى الحياة وقتها كانت معدومة تماما تركت نفسى وهرولت زحفا وراء السراب وخرجت معه بعدما شعرت بالإرتياح لكلماته ورحت أخدع نفسى بأنه الشخص الوحيد الذى يحبنى .. ورحت أتخيله فتى لأحلامى الوردية وكأنه يحملنى على جواده الأبيض ويحلق بى فى عالم الخيال ويجيب لى كل مطالبى وكنت أنا الأخرى أنفذ له كل مطالبه بلا مناقشة أو جدال آملة إرضائه حتى يحقق لى ما كنت أتمناه .. وداخل إحدى الحدائق العامة جلس ينتقى من قاموسه الإسقاطى كلماته التى لم تجد حاجزا للوصول إلى قلبى .. وتحت تأثير كلماته المعسولة فوجئت به يقبلنى فى خدى .. وشيئا فشيئا بدأت أتجاوب معه حتى بادلته بقبلة مماثلة .. وداعبنى بأفكاره الشيطانية واصطحبنى معه إلى منزله ووعدنى بقضاء وقت ممتع بين أحضانه مؤكدا لى بعدما راح يؤكد لى أنه لن يستطيع العيش بدونى .. وبين أحضانه سلمته نفسى وضاع على يديه كل شئ فى لحظة انكسار وضعف .. وتكررت بيننا تلك اللحظات الجميلة .. وشيئا فشيئا بدأت أشعر أنه يتهرب منى وأننى وقعت فريسة سهلة بين أنياب شيطان رجيم .. ورحت أفكر فى طريقة للتخلص من العار والفضيحة اللذين وعدنى بهما الحبيب النذل سوى الإنتحار .. وحاولت أكثر من مرة لكن باءت محاولتى فى الإنتحار بالفشل .. ولما ضاقت حياتى فى أن أجد بارقة أمل للخروج من هذا المأزق الذى وضعت فيه رأس العائلة فى الوحل قررت الهروب من القرية و الاختفاء وسط زحام القاهرة التى لا يعرف أحدا فيها شيئا عنى .

 

 

 

 

وساقتنى قدماى إلى أحد الشوارع الواسعة بها .. ومكثت أياما كثيرة للبحث عن فرصة للعمل داخل أحد المصانع أو المحلات المختلفة .. ولأول مرة فى حياتى تذوقت طعما للنجاح فى العثور على وظيفة فى مصنع للأدوات الكهربائية والذى كان يمتلكه أحد الرجال الأثرياء الذى كانت تختفى حقيقته وراء ملامح وجهه الغامضة التى تؤكد أنه من أبناء المجتمع الراقى .. وبعد مرور الأيام الطويلة وجدته يغدق على بالهدايا .. وشيئا فشيئا اقترب منى محاولا أن يعرف أدق التفاصيل فى حياتى .. وتحت تأثير كلماته الخادعة بحت له بسرى الدفين الذى أخذت عهدا على نفسى بأن أنساه للأبد بعد الفضيحة التى تركتها لأسرتى.. وراح يهدئ من روعى وأخبرنى بأنه يتمنى الارتباط بى .. تدفقت كلماته واحدة تلو الآخرى داخل قلبى وأعلنت موافقتى لمطلبه الذى سيعيدنى مرة آخرى إلى حياة العز مرة آخرى .. لكنه فاجأنى بأنه سيتزوجنى بعقد عرفى متحججا بأنه لن يستطيع إعلان زواجه فى الوقت الراهن خوفا على حياته الأسرية من التفكك .. وطلب منى وقتا لترتيب أوراقه وإعلان زواجه منى .. المهم أننى وافقت وداخل شقته اكتشفت أنه يستخدمها وكرا لممارسة كل ما هو محرم .. وأرغمنى على الاشتراك معه على أن يقدمنى وجبة على مائدة زواره مقابل حصولى منه على ما يكفينى من النقود .. وأمام إغراءاته عجزت تماما عن مقاومته وانسقت معه فى تيار الرذيلة .. وفى إحدى المرات فوجئنا برجال مباحث الآداب يداهمون وكر الملذات ويلقون القبض علينا أثناء ممارسة الرذيلة مع راغبى المتعة الحرام من زبائن ليالى الفرفشة .

 

 

 

 

وتم تحرير المحضر اللازم بالقبض علينا .. وبعرضنا على النيابة أمرت بإحالتنا إلى المحكمة بتهمة ممارسةالفحشاء .. وقضت المحكمة بحبسنا 5 سنوات .. قضيتها فى ألم و حسرة بين أربعة جدران داخل سجن النساء .. وتمنيت أن تنتهى فترة عقوبتى وأن أخرج إلى الحياة وأبدأ فيها من جديد .. وبعدما خرجت وجدت نفسى وحيدة لا أعرف كيف أبدأ ومع من .. حيث راح يداعبنى الشيطان بإغراءاته التى تذوقتها خلال الليالى الحمراء .. إلا أننى ما زالت لدى رغبة أكيدة فى العودة إلى صوابى .. وها أنا أبحث عن شخص يرغب فى بناء عش للزوجية يحتوينى أنسى بين أحضانه قسوة الأقدار.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found