ترك الوظيفة من أجل التمثيل وعزف عن الزواج بعدما رفضت ”ماجدة” الارتباط به ومات من الخوف فى الطائره .. معلومات لا يعرفها الكثيرون عن شيبوب الفنان ” سعيد أبو بكر ”
فنان من الزمن الجميل، خفيف الظل، وطيب القلب، وصاحب طلة متواضعة، لقبه الجمهور بشيبوب السينما المصرية، وبالرغم من أنه يمتلك موهبة جبارة فى التمثيل إلا أنه لم يحصل على أدوار البطولة إلا مرة واحدة طوال فترة حياته الفنية، كان ملخصا فى حبه لدرجة انه حرم الزواج على نفسه بعد فشل ارتباطه بالفنانة التى أحبها وتمنى الزواج منها، ولم تستمر خطبتها إلا ثلاثة أشهر فقط، عاش حياة بايسة يابسة فى البداية وانتهت حياته نهاية مأساوية عندما مات فى الجو إثر تعرضه لازمة قلبية داخل الطائرة، بطل هذه السطور هو الفنان المبدع "سعيد أبو بكر "، الذى اشتهر بدور” شيبوب” في فيلم “عنترة بن شداد ” وكان له جملة شهيرة يعرفها الجميع حتي يومنا هذا وهي “أفقع لك عين وتفقعيلي عين ونعيش عور أحنا الاتنين ”،" حوادث اليوم " تستعرض خلال السطور التالية أبرز المحطات فى حياة الفنانة الكوميدي " سعيد أبو بكر " .
ولد الفنان سعيد أبو بكر فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية يوم 20 نوفمبر عام 1913، وتلقى تعليمه الإبتدائى والأعدادي فى طنطا وحصل على البكالوريا في 1933، بدأ حياته الفنية فى المدرسة الثانوية حيث اشترك الفنان سعيد أبو بكر في فريق التمثيل، وتصادف ميعاد أحد عروض الفرقة المدرسية مع تواجد فرقة رمسيس الخاصة بـ “يوسف بك وهبى” فى زيارة لطنطا، وشاهده الممثل “مختار عثمان” وهو يمثل وأعجب بأدائه وموهبته ووعده أن يضمه لفرقتهم بعد حصوله على البكالوريا.
بعد ذلك قرر الفنان سعيد أبو بكر السفر إلى القاهرة ليلتحق بفرقة رمسيس، التي كان يملكها “يوسف بك وهبي ” بأجر شهري ثلاثة جنيهات، لكنه ترك الفرقة بعد وقت قصير بسبب قلة العائد المادي.
سافر الفنان سعيد أبو بكر إلى السويس ليبحث عن عمل براتب أفضل، وبالفعل حصل على وظيفة أمين مخازن المجلس المحلي في المحافظة خلال الفترة من عام 1933م وحتى العام 1936م، لكن العمل الحكومي لم يكن طموحه ولا هدفه فترك العمل وسافر للقاهرة مرة أخرى والتحق بأكثر من فرقة مسرحية منهم “فرقة أنصار التمثيل، فرقة فاطمة رشدي، فرقة ملك، فرقة فؤاد الجزايرلي”.
وعندما أفتتح المعهد العالي للمسرح عام 1945 كان الفنان سعيد أبو بكر من أول الملتحقين به، ونال إعجاب و إشادة مؤسسه الفنان الراحل “زكي طليمات” عندما قدم جزءًا من مسرحية “البخيل” ضمن اختبارات التقديم للمعهد، ليحصل على دبلوم المعهد العالي لفن التمثيل عام 1947، وعمل بعدها بالتفتيش على المسرح المدرسي، وإلى جانب ذلك كان عضوًا ممثلًا في فرقة المسرح الحديث.
كما ترشح الفنان سعيد أبو بكر لإدارة فرقة المسرح الكوميدي عام 1963 و أصبح مديرًا للفرقة الاستعراضية الغنائية، وقدم مسرحيات منها “بنت بحري”، “حمدان وبهانة”، “فى ألف عام “وغيرهم ، كما شارك بالتمثيل فى عدة مسرحيات مثل “مسمار جحا ، مريض بالوهم ، كوبرى الناموس، قهوة الملوك، المحروسة .
عمل الفنان سعيد أبو بكر بالإخراج المسرحي في بداية الخمسينات وأخرج عدداً من المسرحيات منها “صندوق الدنيا ،بابا عايز يتجوز ، الناس اللى فوق، الزوجة أخر من يعلم ، حركة ترقيات”.
أحب شيبوب الفنانة الجميلة ماجدة الصباح، وبالرغم من عدم وسامته إلا أنها وافقت على الارتباط به عندما تقدم لطلب يدها للزواج وتمت الخطوبة خطبة عام 1950 ولكنهم سرعان ما فسخوا الخطوبة بعد ثلاثة أشهر فقط و لم يتم الزواج، دون الكشف عن الأسباب، وعزف سعيد أبو بكر عن الزواج حتى نهاية حياته .
والجدير بالذكر أن مجلة الكواكب نشرت فى عددها الصادر فى ابريل من عام 1950 تكذيب لخبر خطوبة سعيد أبو بكر وماجدة، وكتبوا في التكذيب أن الصورة المنشورة للفنان سعيد أبو بكر وهو يضع خاتم الخطوبة في يد ماجدة ما هي صورة التقطت لهم عن طريق الصدفة التي جمعتهم معا فى استوديو دار الهلال فى وقت واحد ،فأخذت لهم هذه الصورة.
كان شيبوب السينما المصرية يعنى من مرض القلب سنوات طويلة حتى تقرر سفره إلى لندن لإجراء جراحة بالقلب، ولكن أثناء رحلته، لم تتمكن الطائرة من الهبوط في مطار لندن نتيجة تكاثف الضباب، فتابعت سيرها لتهبط في مطار اسكتلندا، ثم عادت إلى مطار لندن بعد اختفاء الضباب ووضوح مسار الرحلة، وبقيت الطائرة فى الجو مدة 17 ساعة، وخلال تلك المدة الطويلة تعرض الفنان سعيد أبو بكر لنوبة قلبية شديدة ففارق الحياة بالطائرة.
