700 حالة يوميا.. استشاري نفسي يفسر زيادة معدلات الطلاق في مصر
في الفترة الأخيرة لاحظنا زيادة معدلات الطلاق في مصر لتصل إلى 739 حالة طلاق في اليوم وما يقرب من 22 ألف حالة في الشهر، طبقا لأحدث تقرير حكومي صادر عن الجهار المركزي للإحصاء والتعبئة عام 2022، حيث تشهد أروقة محاكم الأسرة الكثير من هذه الحالات، باعتبار أنه في أغلبها لم تتم إجراءات الطلاق بشكل ودي، فيضطر أصحاب هذه الحالات للجوء إلى محاكم الأسرة ومكاتب تسوية المنازعات الأسرية، كحل لفض الخلافات، ولتفكير كل من الطرفين في الانتصار على الآخر واسترداد حقوقه.
قضايا الطلاق
أسباب الطلاق أو الخلع كثيرة ومختلفة، ومنها الغريب الذي يجعلك تصاب بالذهول من غرابة روايتها، فنحن نرى حالات طلاق بسبب البخل أو الخيانة أو الإهانة أو الهجر، وأخرى طلب أصحابها الطلاق بسبب النظافة الشخصية ونظافة الفم والأسنان، أو العناد أو عدم تحمل الطرف الآخر المسؤولية، هذه الأسباب وغيرها تدفع الطرفين للتوجه إلى محاكم الأسرة، وذلك بعد فشل فض النزاعات وديا.
قضايا الطلاق في محكمة الأسرة
وهناك أسباب تحول الزوج إلى الطرف المظلوم، خاصة أن قرار الطلاق يكون أحيانا خارجا عن إرادته، مثل الأعباء المالية وعدم قدرته على سد متطلبات الأسرة، وتراكم الديون والعجز عن سدادها، هذه الأسباب وغيرها تدفع الطرفين لأخذ قرار الانفصال إما وديا أو بالتوجه إلى محاكم الأسرة وأقسام الشرطة.
كما أن الاختلاف في الميول والمستوى التعليمي والاجتماعي يعد سببا من الأسباب التي تنهي العلاقة الزوجية وخاصة في السنوات الأولى، بالإضافة إلى أن عدم تحمل المسؤولية في بداية الزواج ومساعدة الأسر في ذلك جعل المتزوجين حديثا يفقدون القدرة على التضحية من أجل استمرار الأسرة واستقرارها.
محكمة الأسرة
وهناك رجال أيضا شهدت عليهم محاكم الأسرة، تنحوا عن مفهوم الرجولة، وتمسكوا فقط بالذكورة، ما جعل الزوجات تنظر لهم كعبء عليهن يضاف لعبء الأطفال، وهنا تفكر وتدبر الزوجة للتخلص من هذا العبء والعمل على الاستفادة من الطلاق بالشكل الأمثل وأخذ جميع حقوقها الشرعية المالية ونفقاتها بالكامل.
من جانبه يرى الدكتور محمد العجمي استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى الخانكة سابقا، أنه من أسباب زيادة معدلات الطلاق في مصر، العوامل الاقتصادية أولا، سواء كان الزواج مبنيا على الحب والعاطفة أو تقليديا، مشيرا أن نسبة نجاح الزواج التقليدي أعلى من نسبة نجاح الزواج عن حب.
وقال العجمي في تصريحات صحفية، إن زيادة حالات طلاق الأزواج عقب قصة حب، يأتي بسبب أن كلا من الطرفين يبحث عن الحياة غير الطبيعية وغير الواقعية عقب الزواج، وبانتقالهم للحياة الفعلية الطبيعية، يكتشف كل منهما أن ما يحدث عكس تصوره، مما يتسبب في حدوث الطلاق بشكل متسرع بأول عامين من الزواج.
وأشار إلى أن أحد أسباب فشل الزواج، عدم وجود الثقافة الجنسية بين الزوجين وتلبية المتطلبات الأساسية في العلاقة الزوجية سواء كانت العلاقة عن حب أو تقليدية، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الفشل.
واستكمل استشاري الطب النفسي تعليقه عن زيادة معدلات الطلاق، بأن اختلاف الطباع ليس سببا في الانفصال، موضحا أنه في الأغلب يكون السبب هو أن كلا الطرفين لا يريد التغيير في شخصيته.
وأضاف: في الزواج لا بد من التضحيات ببعض الأمور من أجل استكمال الحياة الزوجية، موضحا أن قرار الطلاق يجب أن يأتي عقب مرور عامين من الزواج، لكي يتأكد كل من الطرفين من فشل العلاقة بعد استنفاد جميع المحاولات لبقائها، لكننا نرى في محاكم الأسرة قضايا طلاق أتت عقب أيام وأسابيع وأشهر من الزواج، لتفشل التجربة قبل أخذ الوقت الكافي لمحاولة إنجاحها.
وطالب العجمي في نهاية حديثه، بضرورة وجود اختبارات تأهيل للمقبلين على الزواج، كنوع من التوعية بطبيعة الحياة الزوجية، ومواجهة المصاعب وتخطيها أو على الأقل اللجوء إلى متخصصين.