تربي اشترك في الجريمة.. عاطلان يقتلان صديقهما ويضعان جثمانه بـ شنطة سفر
16 يومًا من الاختفاء الغامض لـ«محمود»، السائق بإحدى شركات التوصيل الشهيرة، الذي ذاق والده المر خلالها، إذ لم يترك بابًا إلا وطرقه من المستشفيات إلى أقسام الشرطة ومديريات الأمن إلى الشوارع والميادين الكبرى هنا وهناك في المحافظات، وأخيرًا كانت فاجعته بالعثور على جثمانه داخل حقيبة سفر في مقابر منطقة الخليفة بالقاهرة، حيث قتل على يد 3 من أصدقائه رميًا بالرصاص، لوجود خلافات مالية بينهم، بمعاونة 5 آخرين بينهم «تربي».
خافوا افتضاح أمرهم لجأوا إلى «تربى»
«محمود» كان يجوب شوارع البساتين محل سكنه بـ«الموتوسيكل» بحثًا عن «أورود»، فاستوقفه شابان ومن بعدها اختفى عن الأنظار، هكذا رآه والده لآخر مرة، في 6 فبراير الجاري، والذى انتظر 48 ساعة ليحرر محضرًا بتغيب الابن صاحب الـ20 عامًا، قال: «ابنى معندوش عداوات مع حد، مكانش بيحكى لىّ عن حاجة بالشكل ده، واشتريت له دراجة نارية قبل أيام للعمل عليها لمساعدتى في تدبير نفقات البيت».
كاميرات المراقبة رصدت آخر ظهور لـ«محمود» رفقة شخص، قال والده إنه أحد أصدقائه، ومع تكثيف أجهزة الأمن جهودها لكشف غموض اختفاء السائق، عُثر على جثمانه بعد نحو أسبوعين داخل «شنطة سفر» وسط المقابر في منطقة الخليفة، لتأمر النيابة العامة بنقله إلى مشرحة زينهم ليفحصها الطب الشرعى لبيان أسباب الوفاة وكيفية حدوثها.
تحريات الشرطة توصلت إلى أن «أحمد.ع»، وشهرته «شيتوس»، و«حسام»، المعروف بـ«فلانتينو»، وصديقهما «بلال»، وراء قتل صاحبهم «محمود»، إذ أطلق أحدهم عليه الرصاص من بندقية خرطوش داخل شقة في منطقة البساتين، وحين خافوا افتضاح أمرهم لجأوا إلى «تربى» وابنه و3 آخرين في منطقة الخليفة للتخلص من الجثة، فطلب منهم إخفاءه في حقيبة سفر على أن يحضر إليهم لحملها إلى المقابر.
الشرطة ضبطت الأصدقاء الثلاثة لـ«محمود» و5 آخرين بينهم «التربى» الذين حملوا الجثة إلى المقابر، وجميعهم تنصل من الاتهام المنسوب إليهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وعلل المتهمون من «الأول» حتى «الثالث»، سبب قتل السائق لكونه كان يعبث في البندقية وخرجت طلقة بوجهه ولخوفهم فكروا في التخلص من الجثة وسط المقابر حيث عثر عليها.
لسة فيه الروح وحطوه في شنطة
أقارب المجنى عليه قدموا صورة عن حياته: «شغال شغلانتين صباح وليل- في مطعم أحيانًا وآخر النهار على (موتوسيكل) أوبر»، وقبل استلام الأسرة الجثمان حضر المتهمون لتمثيل الجريمة، ليشير أهل المجنى عليه إلى أن المتهم الأول «شيتوس»، يسكن بذات المنطقة ولم يراع «العيش والملح».
خلال تشييع جنازة «محمود»، بكت والدته عندما علمت بأن ابنها تلقى طلقة في الرأس وكان «لسه فيه الروح ولم يمت، لكن المتهمين حطوه في الشنطة»، ليثير ذلك أحزان جيران صاحب الـ20 عامًا أثناء تأكيدهم على مشاهدتهم للمتهمين وهم يمثلون الواقعة «صوت وصورة» ويعترفون بأنه كان بإمكانهم إنقاذه لكنهم خافوا من القبض عليهم.
حسب «التربى» المتهم، فإنه حصل على 40 ألف جنيه من أصدقاء «محمود» مقابل نقل الجثة إلى المقابر فاستعان بسائق «توك توك» وآخرين وأعطاهم جزءًا من المبلغ، ووفق شاهد عيان فإن كاميرات المراقبة رصدت استلام «الحانوتى» المال من أصدقاء الضحية.
أصدقاء المجنى عليه علقوا صوره على «بانرات» في المنطقة، وأطلقوا عليه «شهيد الغدر»، إذ وضعه المتهمون الثلاثة الأِولى حيًا داخل حقيبة السفر.
البداية، كانت بتحرير والد «محمود» بلاغًا بقسم شرطة البساتين، وبالقبض على المتهمين بقتله أرشدوا عن مكان قبره، وقررت النيابة العامة حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.