تخلصا منه خنقًا بسلك ميكروفون.. اعترافات صادمة للمتهمة بمساعدة خطيبها في قتل صديقه
في واحدة من أبشع الجرائم التي تفجرت تفاصيلها داخل جدران التحقيق، تكشفت خيوط مؤامرة دموية شاركت فيها فتاة ووالدتها، ساعدتا شابًا في قتل صديقه المقرب، لا لشيء إلا ليتزوجها.
خطة محكمة، ونية مبيتة، وأداة قتل غريبة... ثلاثتهم اشتركوا في جريمة واحدة عنوانها: "الزواج على جثة صديق"، من هنا تبدأ القصة، ومن اعترافات المتهمين تتكشف المأساة.
كشفت المتهمة الثانية "س.ع" خطيبة المتهم الأول، أنها تربطها علاقة عاطفية فيما بينها وبين المتهم، وأنه عرض عليها فكرة الزواج منها، فطلبت منه إحضار أهله لاتمام الارتباط بها وخطبتها، إلا أن والده رفض ارتباطه بها، كونها سبق لها الزواج "مطلقة" وحاضنة لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وكونه لم يسبق له الزواج.
وطلب منه والده إنهاء العلاقة بها، وإلا سيقوم بمنعه من العمل على السيارة "أتوبيس" ملك والده، إلا أنه لم يستجب لرغبة والده في إنهاء العلاقة بينهما، واستمرت العلاقة، ويرغب في الزواج منها دون موافقة والده، وعندما علم والده باستمرار العلاقة بينهما، قام بمنعه من العمل على السيارة التي يعمل عليها، وهي ملك والده ومصدر رزقه.
وأضافت أن المتهم كان يتردد عليها ويزورها بمسكنها في حضور والدتها، وحال زيارته لها فوجئت بالمتهم يعرض عليها فكرة قتل صديقه "المجني عليه" وسرقة السيارة التي يقودها وتغيير معالمها تمهيدًا للتصرف فيها بالبيع للإنفاق على متطلبات معيشته، والإنفاق على الزواج منها، وأنها على علم بوجود علاقة صداقة بين المتهم والمجني عليه، فرحبت هي ووالدتها بتلك الفكرة.
وعقب إعداد ثلاثتهم خطة محكمة لتنفيذ مآربهم، قامت والدتها – وقبيل الواقعة بثلاثة أيام – بتدبير مبلغ مالي قدره عشرة آلاف جنيه للإنفاق على تغيير معالم السيارة كما طلب المتهم، وقامت والدتها بالتواصل مع سمسارة لإحضار مخزن لتخزين السيارة، وقامت الأخيرة بتجهيز مخزن بمنطقة بشتيل – دائرة مركز شرطة أوسيم (بذات المنطقة محل إقامتهم) – لتخزين السيارة به، إلا أن مالك المخزن اشترط للموافقة على تأجيره ضرورة إحضار ما يفيد ملكية السيارة. وقاموا على أثر ذلك بتزوير عقد بيع ابتدائي للسيارة لصالح المتهم.
وبتاريخ الواقعة، توجه المتهم لانتظار المجني عليه أعلى الطريق الدائري لاستقلال السيارة معه حال توجه المجني عليه لعمله، وعقب تمكن المتهم من قتل المجني عليه، عاد بالسيارة وروى لها ولوالدتها كيفية قيامه بقتل المجني عليه عن طريق خنقه باستخدام (سلك ميكروفون) من صندوق السيارة والتخلص من الجثة بمكان العثور عليها، وقام المتهم بتخزين السيارة بالمخزن الذي تم تدبيره.
وكانت فيتو قد انفردت بنشر أقوال المتهم الأول أمام النيابة حول واقعة قتل صديقه "مصطفى س م" بمدينة 6 أكتوبر، موضحا كيفية تورطه في الجريمة بالتعاون مع خطيبته "سعاد" ووالدتها "نحمده" بهدف سرقة سيارة المجني عليه.
وقال المتهم إنه كان يمتلك أتوبيسًا صغيرًا (كوستر نويتا) يعمل به في شركة "أ" لنقل العمال بين المناشي وأكتوبر، وهناك تعرف على "سعاد" التي كانت تعمل بالشركة، ونشأت بينهما علاقة تطورت إلى خطوبة.
ومع تطور العلاقة، بدأ والد المتهم يعارض ارتباطه بسعاد، خاصة بعد أن علم بأنها مطلقة ولديها طفل، مما تسبب في توتر داخل أسرته ودفع والده لمنعه من استخدام السيارة في ورديات العمل.
ومع تدهور ظروفه المادية، استمرت علاقته بسعاد، التي عرضت عليه العمل بسيارة ورديات جديدة، وأخبرته بأنها ستحصل على قرض لشراء سيارة للعمل عليها. وبعد فترة، بدأ الحديث بينهما عن إمكانية الاستيلاء على سيارة صديقه مصطفى، الذي كان يعمل بنظام الوردية بسيارته الخاصة مع شركة "أ. د".
وأكد المتهم أن سعاد ووالدتها بدأتا تطرحان فكرة التخلص من مصطفى، حتى تطورت المحادثات إلى اتفاق صريح على قتله وسرقة سيارته، وأشار إلى أن والدة سعاد عرضت دفع 10 آلاف جنيه لتغيير ملامح السيارة بعد تنفيذ الجريمة حتى لا تُكتشف.
وأضاف المتهم أنه استغل معرفته بالمجني عليه واستدرجه، وتمكن من سرقة رخصة السيارة وتصويرها لإرسالها إلى سعاد ووالدتها. كما قام بمعاينة مخزن ليكون مكانًا لإخفاء السيارة بعد تنفيذ الجريمة.
واختتم المتهم اعترافه بأن الجريمة كانت مخططة بدقة، وبعلم كامل من خطيبته ووالدتها، بهدف الحصول على السيارة لاستخدامها في العمل وتقاسم العائد منها.
وكان قسم شرطة ثان أكتوبر بمديرية أمن الجيزة تلقى بلاغًا بالعثور على جثة سائق - مقيم بدائرة مركز شرطة أوسيم، بجوار الطريق الدائري الأوسطي بدائرة القسم وبها آثار سحجات، وبسؤال شقيقه عامل - مقيم بذات العنوان أقر بخروج المجنى عليه من منزله بالميكروباص قيادته ولم يقم بتحرير محضر بغيابه، وفي وقت لاحق تم العثور على الميكروباص بدائرة قسم شرطة الوراق.
وبإجراء التحريات تم ضبط مرتكب الواقعة (سائق - مقيم بدائرة مركز شرطة أوسيم) وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بقصد سرقة السيارة "الميكروباص" قيادة المجنى عليه، حيث قام بالاتفاق مع (خطيبته – ووالدتها- مقيمتان بدائرة مركز شرطة أوسيم" تم ضبطهما") على ارتكاب الواقعة وإخفاء الميكروباص وتغيير معالمه إلا أنهم لم يقوموا بذلك وتركوه بمحل العثور عليه وبمواجهة المذكورتين أقرتا بما سبق، وأمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق
