جريمة مروعة .. اب ينهى حياه أبنائه الثلاثه ..مالسبب ؟
في فيلا راقية في إحدى مناطق مدينة الرحاب كان المقاول ع.س.، 56 عامًا، عابسًا حزينًا شاحب الوجه كعادته منذ أسبوع، فقد تفاقمت أزمة ديونه التي يُعانى منها على مدى أكثر من 7 أشهر والتي تجاوزت مليوني جنيه، وبسببها تحررت ضده محاضر عدة من قبل الدائنين لتأخره عن السداد، فأصبح كاهله بالهموم محملًا، وهربت البسمة من وجهه، وازداد عبوسه وحزنه مع مكالمة تلقاها من أحد “الديانة”، يطالبه برد أمواله، ولكن المقاول الذي فاق عجزه المالى المدى، لم يجد ردًا على هذا المطلب، أسقط في يديه، وشعر أن الحلول كلها أصبحت دربًا من دروب المستحيل، فهدد بالانتحار بسبب عجزه عن السداد.
بعد هذه المكالمة التي ضاعفت أحمال هذا المقاول، تغلغل الإحباط وتملك منه اليأس فاستسلم للجانب المظلم من عقله، وترك باب نفسه مفتوحًا للأفكار السوداء لكى تغزوه، فتوهم أن أفضل حل له ولأسرته التي اعتادت حياة الترف والرغد، هو الموت، رأى فيه رحمة وراحة وخلاص له ولشريكة حياته، وفلذات أكباده الثلاثة الذين لا يزالون في ريعان شبابهم.
الاب انهى حياه أبنائه الثلاثه وزوجته خوفا عليهم من كثره الديون وكثره التهديد بخطف أبنائه
سيطرت الأفكار الشيطانية على الأب، وشرع في تنفيذها في اليوم التالى للمكالمة القاتلة، واختار إنهاء حياة الأسرة بمسدس غير مرخص، وكانت 6 طلقات كفيلة بأن تُنهى حياة وأحلام وطموحات الأسرة وأفرادها.
كانت الزوجة، في العقد الثالث من عمرها، والابنة، فتاة عشرينية، تجلسان معًا في صالة الاستقبال، لم تتوقع إحداهن يومًا أن يخرج عليهما الأب بسلاحه شاغرًا إياه فيهن، ولكن الكابوس كان حقيقيًا، وبالفعل أطلق عليهم الأب الرصاص، أصابت إحدى الطلقات أعلي رقبة رفيقة الحياة أما الابنة الجميلة التي كانت تدرس الاقتصاد والعلوم السياسية في إحدى الجامعات الخاصة، فقد أصابها طلق ناري في منتصف الصدر، ففاضت روحاهما إلى البارئ الرحيم، بعدها أتى الدور على أبنية، اخترق الرصاص أجسادهما الفتية، فانتهى مستقبلهما الذي كانا يحلمان أن يحققا فيه كثير من الأحلام، الأصغر منهما كان من ذوى الإعاقة الجسدية، وُجد مُلقى أعلى السلم الأفقي للفيلا، وكأنه كان يحاول وقف نزيف دماء أسرته لكن الرصاصة كانت أسرع منه، أما هو، الأب، فقد وُجد غارقًا في دمائه، في مكتبه وبجانبه أداة الجريمة.
ظلت الجثث على حالها، لمدة يومين، أسرة كاملة اختفت عن الأنظار بدون سابق إنذار، سكن فجأة أي نشاط في فيلتهم التي انتقل إليها الأب هربًا من الديون، ولكن أحدًا لم يتمكن من كشف سر هذا الغياب المفاجئ نظرًا لطبيعة المنطقة التي تتصف علاقة الجيران ببعضهم البعض بأن “كل واحد في حاله”، فقط رائحة الموت الكريهة تسللت من داخل الفيلا لتشى بمجزرة لا تخطر على البال، في البداية اعتقد الجيران أن الرائحة لكلب نافق في إحدى الفيلل المجاورة، ولكن الرائحة السيئة لم تهدأ مع الوقت كما كانوا يظنون، وأصبح الكشف عن مصدرها ضرورة مُلحة لدى الجيران، فأبلغوا مباحث التجمع الخامس بمديرية أمن القاهرة، وبوصول ضباط وقوات الشرطة إلى محل الواقعة كُشف عن السر، أن ثمة مجزرة وقعت هنا.
وقع الخبر كالصاعقة على الجيران الذين كانوا يقرون بأن الأسرة كانت بالفعل سعيدة، فأنكروا في البداية فكرة الانتحار والقتل، ورفض عقلهم فكرة إنهاء أب حياة أحب الناس إلى قلبه لأى ظرف أو سبب، وحاولوا تبرير هذا الحادث بأنه كان بنية السرقة، ولكن مع وصول فريق النيابة العامة لمعاينة مكان الواقعة، تبين أن المصوغات الذهبية وأموال الأسرة بمكانها، مما ينفي احتمال وجود سارق أو مجرم، خاصة بعد معاينة النيابة والتأكد من سلامة مداخل ومخارج الفيلا، وتبين أيضًا أن الأعيرة المستخدمة في قتل الثلاثة أبناء والسيدة وزوجها هي ذاتها الأعيرة المنطلقة من أداة الجريمة بجانب جثة المجنى عليه، كما كشف تفريغ الكاميرات الذي أجرته أجهزة الأمن بالقاهرة، عن عدم تردد أحد على الفيلا خلال الثلاثة أيام وقت وقوع الحادث وعدم تحرك السيارة الخاصة بهم من مكانها، وهنا تأكدت دواعي الصدمة.
بعدما هدأت حدة الصدمة، أكد عدد من شهور العيان من الأهالي والجيران، أن تراكم الديون تسببت في دخول المقاول في حالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة، وأنه ربما خاف على أبنائه من الدائنين وأفعالهم قبل انتحاره فقرر أن يخلصهم معه، وأن أبناء المجني عليه ذو مستوى اجتماعي ومادي عالي، ولم يبتعد رأى أحد أقارب المقاول (عمه) في تفسيره للحادث عما سبق، حيث أكد أنه قد غرق في الديون منذ أكثر من 7 أشهر، واضطر لتغيير مكان مسكنه، وعندما علم أن الدائنين ينوون الانتقام منه ومن أبنائه بخطف أحدهم ومساومته، قرر أن يخلص نفسه وعائلته من تلك الضغوط.