ليلة الرعب في العقار 14 .. لماذا تخلص عماد من صديقه وقطعه 6 أجزاء ؟
في ليلة أقل جمالا من ليلتنا ارتدى "عامر" أفضل الثياب مع رش العطر بغزارة ليبدو في أفضل حُلة كما لو أنه يوم عرسه. دلف الخفير بأحد مواقع مترو الأنفاق إلى بيت صديقه لكن ليس لمقابلته بل لمواعدة زوجته فكان مجلس الدم في انتظاره.
ليلة الرعب في العقار 14 .. لماذا ذبح عماد صديقه وقطعه 6 أجزاء ؟
استقبل ضابط النوبتجية بلاغا من نجار يدعى أشرف علي. الرجل ذو الـ 58 سنة دلف إلى بهو القسم حديث التجديد بأقدام بالكاد تحمل صاحبها ووجوم يكسو وجهه فالحدث جلل.
ابن أخيه تغيب "عامر.ح." 28 سنة، في ظروف غامضة "بقاله يومين مجاش البيت" لينصرف بعد إخباره "لو في حاجة هنبلغك"
أمام العميد أحمد الدسوقي مأمور قسم شرطة العجوزة أفاد النجار بتغيب ابن أخيه "عامر.ح." 28 سنة، في ظروف غامضة "بقاله يومين مجاش البيت" لينصرف بعد إخباره "لو في حاجة هنبلغك".
توجيهات سريعة من اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بتشكيل فريق بحث ترأسه اللواء أحمد الوتيدي مدير المباحث الجنائية بالتنسيق مع قطاع الأمن العام والأدلة الجنائية.
اجتماع مصغر عقده العميد هاني شعراوي رئيس المباحث الجنائية لقطاع الشمال في حضور العقيد مصطفى خليل مفتش فرقة وسط الجيزة وضباط وحدة مباحث العجوزة؛ لمناقشة خطة البحث.
ضابط محنك ودينامو لا يهدأ
صعودا إلى الطابق العلوي -تحديدا وحدة المباحث- عمد المقدم حسام العباسي رئيس مباحث العجوزة إلى توزيع المهام على معاونيه وثمة شئ يحدثه بأنه أمام مغامرة جديدة مع عالم الجريمة.
بخبرة السنوات وحس أمني لا يخطأ ترك "العباسي" مكتبه لجمع التحريات جنبًا إلى الضباط والأفراد وصولا إلى أن آخر مشاهدة للمتغيب مع صديقه "عماد" 34 سنة عامل بمطعم كشري مقيم بنفس منطقة سكنه "ميت عقبة"؛ ليوجه بتنشيط مصادر المعلومات السرية وجمع التحريات حول المشتبه به الرئيسي.
صورة مشوشة افتقدت إلى معلومات حاسمة انطلق معها الرائد أحمد فاروق معاون أول مباحث العجوزة لإنجاز المهمة. "دينامو المباحث"- كما عُرف بين زملائه ورؤسائه- استغل شبكة مصادره للإمساك بطرف خيط كان بداية سقوط الجاني.
معلومة بسيطة للعامة لكنها ذات وزن وقيمة لدى محترفي البحث الجنائي
تفصيلة بسيطة للعامة لكنها ذات وزن وقيمة لدى محترفي البحث الجنائي على أرض المحروسة بإصابة المشتبه به بإصب يده وكسر بأسنان مقدمة الفك في توقيت متزامن لاختفاء الخفير المبلغ بتغيبه.
"هل الأمر محض صدفة أم أن العقدة بصدد الحل؟" التساؤل كان لسان حال ضباط المباحث واضعين ما توصلوا إليه بين يدي صاحب الخبرة بالبحث الجنائي العميد هاني شعراوي ليلهب حماسهم "القضية قربت يا رجالة.. شدوا حيلكم".
القطعة المفقودة في مباراة الشطرنج -الشرطة x المتهم- جاء بها الرائد مصطفى عرفة رئيس مباحث نقطة المهندسين برصد خط سير المشتبه به والضحية ودخوله مسكنه بالطابق الأرضي العقار رقم 14 شارع داير الناحية لتكتمل الصورة ومن ثم ألقت الشرطة القبض عليه واصطحبته إلى القسم.
الصديق الخائن
صديق خائن لم يحفظ شرف صديقه ويصون عرضه وراح يغازل زوجته؛ بحثًا عن إشباع غريزته الشهوانية لكن أمرًا كان يُحاك له في الخفاء سيظل عالقًا في أذهان أهالي ميت عقبة بحي العجوزة وسط الجيزة.
مع شك الزوج في وجود علاقة غير شرعية بين "أم العيال" وصديقه وضع خطة يكسوها الدهاء بدافع الانتقام لشرفه مهما كلفه الأمر.
اتصلت الزوجة على الخفير العشريني تطلب منه الحضور إلى المنزل في غياب الزوج -كما تمنى الصديق الخائن- ومع حضوره وضعت له أقراص منوم في العصير حتى خارت قواه.
المتهم ذو الـ34 سنة سدد طعنات متفرقة بجسد الضحية بعد شجار أصابه بجرح باليد وكسر بالأسنان "مقدمة الفك" ثم أحضر ساطورًا وأخذ يقطع جثته لوضعها في أكياس بلاستيكية وجوالين اثنين.
5 ساعات وسط الأشلاء
العامل البسيط بمطعم الكشري -على مدار 5 ساعات- فصل الرأس عن الجسد تلاها الذراعين ثم الساقين وتبقت منطقة الخصر ثم جاء بدراجة صديق آخر بمدخل العقار سكنه وأحكم ربط الأشلاء وانطلق إلى وجهته.
"عماد" قال في التحقيقات إنه وضع الرأس على قضبان السكة الحديد وألقى باقي الأجزاء في إحدى الترع وعاد إلى المنزل يزيل آثار جريمته قبل أن يُكتشف أمره.
ما جاء على لسان المتهم أيدته الزوجة وبالكاد ينطق لسانها بالحقيقة فمصابها عظيم فقدت للتو بعلها ورفيق دربها وأضحت وأبناءها في مهب الريح تتلقفهم الأمواج المتلاطمة.
أرشد المتهم عن أماكن تخلصه من الأشلاء ونقلها إلى ثلاجة مستشفى إمبابة العام لتصطحبه بعدها قوة أمنية إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينة التمثيلية تحت إشراف اللواء هشام أبو النصر مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة قبل إيداعه غرفة الحجز انتظارًا لإحالته للمحاكمة الجنائة العاجلة من قِبل النيابة العامة.