حوادث اليوم
السبت 16 نوفمبر 2024 11:43 صـ 15 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

سائح بريطاني يحمل رفات جثة والدتة من بريطانيا لدفنها في مصر- لتنفيذ وصية الأم

معبد ابو سمبل
معبد ابو سمبل

تثير الحضارة الفرعونية دهشة العالم، حيث تميزت بتقاليدها المعمارية المدهشة وفنونها العريقة التي تحكي قصصًا عن ملوك وآلهة ومعتقدات استمرت لآلاف السنين. من عجائب الأهرامات إلى تماثيل أبو الهول، سحرت هذه الحضارة خيال البشرية بأسرها، وخصوصًا الغرب. كانت مصر القديمة بالنسبة لهم تجسيدًا للغموض والجلال، مما دفع الكثيرين إلى زيارتها بحثًا عن فهم أعمق لهذا التاريخ المذهل. ليس من المستغرب أن تكون لمصر مكانة خاصة في قلوب محبيها من مختلف أنحاء العالم، إلا أن بعض الزوار يتجاوزون حدود الإعجاب إلى أفعال غريبة قد تصدم أو تُدهش.

سائح بريطاني تنفيذ وصية والدته المتوفية بطريقة غير مألوفة، وذلك من خلال دفن رفاتها في واحد من أكثر المواقع الأثرية شهرة في مص

في حادثة طريفة وغريبة، حاول سائح بريطاني تنفيذ وصية والدته المتوفية بطريقة غير مألوفة، وذلك من خلال دفن رفاتها في واحد من أكثر المواقع الأثرية شهرة في مصر، معبد أبو سمبل بجنوب أسوان.

والدتة توفيت منذ عام وأوصت بدفنها في مصر

كانت وصية والدته التي توفيت في إنجلترا قبل نحو عام واضحة ومباشرة؛ أرادت أن تُدفن رفاتها في مصر، البلد الذي طالما أحبته وأعجبت بحضارته الفرعونية. ورغم غرابة الطلب، قرر السائح البريطاني أن يحقق رغبة والدته، فحمل صندوقًا صغيرًا يحتوي على رفاتها واتجه إلى جنوب مصر، تحديدًا إلى معبد أبو سمبل.

كشف صندوق رفات الام عند البوابة

وصل السائح إلى معبد أبو سمبل، الموقع الذي يعتبر واحدًا من أعظم آثار مصر القديمة والذي يُعد تجسيدًا للمهارة الهندسية والفنية في عصر الفراعنة. كان السائح يحمل الصندوق بعناية، ويأمل في إيجاد موقع مناسب لتنفيذ وصية والدته داخل المعبد الذي يحمل معاني تاريخية وروحية عميقة. ولكن الأمور لم تسر كما توقع.

عندما مر الصندوق عبر جهاز الأشعة عند بوابات المعبد، أثار شكوك أفراد الأمن المسؤولين عن حماية الموقع الأثري. فالصندوق بدا غريبًا وغير مألوف، مما دفع رجال الأمن إلى إجراء تفتيش دقيق.

إبلاغ مسئولي الأثار في محافظة أسوان

عند التفتيش، اكتشف أفراد الأمن أن الصندوق يحتوي على وعاء زجاجي، بداخله رفات بشرية. أصابتهم الدهشة والاستغراب؛ فمن النادر أن يحاول أحدهم دفن رفات داخل موقع أثري عريق مثل معبد أبو سمبل. وسرعان ما تم إبلاغ أحمد مسعود، القائم بأعمال مدير عام آثار أسوان والنوبة، وفهمي الأمين، كبير مفتشي آثار أبو سمبل، بالواقعة.

يحاول فقط تنفيذ وصية والدته

توجه المسؤولون بسرعة إلى الموقع للتعامل مع الوضع. وقد أدركوا أن السائح لم يكن لديه نية تخريب أو إلحاق الضرر بالمعبد، بل كان يحاول فقط تنفيذ وصية والدته. ورغم ذلك، كان من الضروري اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حماية المواقع الأثرية والحفاظ على قدسيتها.

تم التعهد على السائح بعدم تكرار المحاولة مرة أخرى في أي موقع أثري داخل مصر، وتم تحويل الأمر إلى شرطة السياحة والآثار لضمان متابعة الإجراءات بشكل رسمي.

الواقعة تكشف مدى تأثر الأفراد حول العالم بالحضارة الفرعونية المصرية.

رغم أن هذه الحادثة تبدو غريبة ومثيرة للدهشة، إلا أنها تعكس مدى تأثر الأفراد حول العالم بالحضارة الفرعونية المصرية. هذه الحضارة التي ما زالت تحتفظ بجاذبيتها وتأسر قلوب الناس، قد تجعل البعض يلجأون إلى أفعال غير تقليدية في محاولة لربط حياتهم أو حتى نهاياتهم بها.

لقد انتهت هذه القصة بشكل هادئ دون إلحاق أي ضرر بالموقع الأثري، ولكنها تظل تذكرة للجميع بأهمية احترام القوانين والمحافظة على تراث مصر العظيم.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found