كان لسه فيه الروح.. قصة مقتل عامل على يد شقيق زوجته قبل أذان الفجر
واحدة من الجرائم المثيرة التي وقعت أحداثها في شهر رمضان، تلك التي راح ضحيتها شاب على يد شقيق زوجته قبل أذان الفجر في منطقة البدرشين.
كان لسه فيه الروح.. قصة مقتل عامل على يد شقيق زوجته قبل أذان الفجر
فترة ليست بالقصيرة مكثت فيها ابنة الـ18 سنة في منزل أسرتها، بعدما طردها زوجها من عش الزوجية، إلا أن إصرار شقيقها على عودتها في الليالي العشر الأخيرة من رمضان كتب نهاية حزينة بوقوع جريمة قتل تزامنًا مع أذان الفجر.
في منزل الأسرة البسيط نشأت الزوجة الشابة ارتبطت بشقيقها "عبدالرحمن" عن باقي أفراد المنزل الكائن بإحدى قرى مركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة، فكانت تأخذ بمشورته في أمور حياتها حتى بعد تقدم عامل لخطبتها كان أخوها وجهتها الأولى لمعرفة رأيه.
لم تتردد أسرة "هند" في قبول العريس رغم أن ابنتهم لم تكمل عامها الـ18 بعد، وقرروا إتمام الزواج بعقد موثق في الشهر العقاري حتى تبلغ سن الرشد.
طوال فترة الزواج حاولت الفتاة التقرب من زوجها ومعرفة طباعه وكسب ثقته إلا أنها اصطدمت بتعاطيه للأقراص المخدرة التي تتسبب في تبدل تصرفاته معها ظنت أن الأحوال ستتبدل للأفضل مع استقبالهما مولودهما الأول، لكن دون جدوى.
العلاقة بين الزوجين تحولت إلى شجار دائم وتعدي من الزوج على زوحته، لتشكو حالها لأسرتها إلا أن تدخل عقلاء العائلتين كان ينتهي بعودتها لزوجها.
مع حلول شهر رمضان أضحى خلاف الزوجين معلومًا لدى الجميع لاسيما رؤية الفتاة باستمرار في منزل أسرتها فكان الرد صارما "غضبانة من جوزها.. ومش هترجع إلا لما يعرف قيمتها".قرار الأسرة لم يلقَ قبولا لدى شقيق هند وتوءمها الروحي "عبد الرحمن"، وعقد جلسة معها طالبها بضرورة العودة إلى منزلها وعدم التفريط في حقوقها بسهولة "إزاي تخليه يمشيكي بسهولة.. ارجعي بيتك واقعدي براحتك".
أعدت "هند" حقائبها في طريق عودتها إلى منزل الزوجية بدعم قوي من شقيقها دون أن تدري بما يخبأ لها القدر في تلك الليلة.
في وقت متأخر من الليل عاد محمد جمال عبدالحي إلى منزله، فوجئ بعودة زوجته فبادر بسؤالها "إنت بتعملي ايه هنا مين اللي سمح لك تدخلي البيت وأنا مش هنا" فوقعت بينهما مشادة كلامية حامية الوطيس استعاد معها الزوج عادته القديمة اعتدى بالضرب على زوجته بقدر من العنف والوحشية ما بين لكمات في الوجه والصدر وركلات بالرجل في سائر أنحاء جسدها."الحقني يا عبدالرحمن جوزي بهدلني وموتني من الضرب".. مكالمة سريعة لم تمتد لأكثر من دقيقة استنجدت فيها "هند" بشقيقها بعد وصلة ضرب تلقتها من زوجها.دقائق معدودة حضر معها "عبدالرحمن" منزل شقيقته -لقرب المسافة- عاتب زوج شقيقته على فعلته وتطور الأمر إلى مشاجرة، مزق خلالها الزوج "تي شيرت" صهره وطرحه أرضا، وراح ينهال بالضرب على زوجته مرة أخرى.
محاولات "عبد الرحمن" للدفاع عن شقيقته لم تتوقف أملا في حمايتها من عنف زوجها حتى وقعت عيناه على سكين أعلى منضدة قريبة فأمسك بها وطعن زوج شقيقته من الخلف ليسقط غارقا في دمائه لتطلق الزوجة صرخات قطعت صمت المنطقة "إلحقوني.. أخويا قتل جوزي".
بعدها تم إيداع جثة العامل ويدعى محمد. ج 23 سنة، لفظ أنفاسه الأخيرة لدى وصوله؛ إثر إصابته بجرح غائر في الظهر طوله 8 سم.
خلال ساعات قليلة بدت الصورة جلية أمام رئيس المباحث وتبين أن مشادة كلامية وقعت بين المجني عليه وشقيق زوجته، انتهت بمقتل الأول، وتمكنت مأمورية من ضبط المتهم في أحد الأكمنة قبل هروبه.
"أنا كنت بدافع عن أختي مرة واحدة لقيت السكينة قدامي فضربته.. بس كان لسه فيه الروح" بهذه الكلمات أدلى "عبدالرحمن. ر. ر" 18 سنة، عاطل، بتفاصيل جريمته، مرجعا السبب إلى اعتداء المجني عليه الدائم على شقيقته بالضرب وتعمده إهانتها، فيما صدر قرار بحبسه بعد اتهامه بقتل زوج شقيقته.