المعروف لم يشفع لهم.. حيثيات الحكم بإعدام قـاتل المصريين في قطر
أودعت الدائرة 10 جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار معتز علي صديق، وعضوية المستشارين محمد عبد الحميد عبد الجواد ونمير نبيل محمد، وبحضور محمود وجدي، وكيل النائب العام، حيثيات الحكم بإعدام المتهم بقتل 3 مصريين في قطر، في القضية التي حملت رقم 20509 لسنة 2023 جنايات النزهة.
أسباب الحكم على قاتل المصريين في قطر
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم إن الواقعة استقتها المحكمة من مطالعة سائر الأوراق وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها من إجراءات تتحصل في أنه لدى وصول المتهم تامر محمد لمطار حمد الدولي بدولة قطر وحال قيامه بإنهاء إجراءات الوصول، التقى والمجني عليه جمعة محروس القادم معه على ذات الرحلة وتجاذبا أطراف الحديث وعلم المجني عليه من خلال الظروف التي يمر بها المتهم فاصطحبه معه، حيث تقابلا بشقيقه المجني عليه عبدالسلام محروس والذي كان في انتظاره خارج المطار.
وقام الشقيقان المجني عليهما باصطحاب المتهم إلى مسكنهما في قسم الريان وظل المتهم متواجدا برفقتهما والمجني عليه علي شعبان لمدة حوالي 23 يوما منذ وصوله إلى قطر وحتى مغادرته لها، وخلال هذه الفترة شاركهم في مسكنهم وفراشهم وقدموا له كل ما يعينه على الحياة وسبلها من مأكل ومشرب بدون مقابل رأفة منهم بظروفه وإحسانا إليه ونظرا لعدم إيجاد فرصة عمل للمتهم في دولة قطر فاستمرارا لإحسان المجني عليهم في فعل الخير وإسداء المعروف قاموا بحجز تذكرة طيران له للعودة للبلاد وتحدد موعد السفر يوم 15 أبريل 2023.
واتفق المجني عليه عبد السلام محروس معه قبل مغادرته المسكن لارتباطه بظروف عمله بالحضور إليه لتوصيله إلى المطار، بينما ظل المتهم متواجدا مع المجني عليهما جمعة محروس وعلي شعبان، بمسكنهما في اليوم المحدد لسفره، وبرغم ما قدمه المجني عليهم من إحسان فلم يشفع لهم ذلك وقابله بكل خسة ودناءة وخيانة فسولت له نفسه ووسوس له الشيطان وزين له الحرام، وفي نفس اليوم حوالي الساعة 11 صباحا بتوقيت قطر انتهز فرصة استغراق المجني عليهم في النوم وقام بالعبث بمحتويات الغرفة بحثا عن ضالته آنذاك استيقظ المجني عليه علي شعبان وصاح مناديا على المجني عليه الثاني فطلب منه الأخير الخروج من المسكن وخوفا من افتضاح أمره استل سكينا وقام بطعن المجني عليه جمعة محروس الذي فشل في مقاومته ثم توجه للمجني عليه علي شعبان وقام بطعنه بذات السكين وقام بتوجيه عدة طعنات نافذة للمجني عليهم.
وعقب ذلك تلقى اتصالا هاتفيا من المجني عليه عبد السلام محروس وأكد له حضوره لتوصيله للمطار فبقى بمكان الحادث يفكر ويتدبر في هدوء وروية مقررا الخلاص من الثالث حتى لا ينكشف أمره، ورغم قدوم المجني عليه الثالث لمساعدته في عودته لأسرته إلا أن ذلك لم يشفع له ولم يعلم أن المتهم هو من ينتظره لكي يعيده إلى أهله جثة هامدة، وظل المتهم قابعا حتى حضور المجني عليه وباغته بعدة طعنات وقام إلبقاء السكين في المطبخ، وسرق منقولات المجني عليهم ثم غادر السكن، ثم تم توقيف المتهم لكونه مطلوبا للسلطات القطرية في جريمة قتل المجني عليهم، وتم ضبطه في مطار القاهرة.
وحيث إن الواقعة قد توافرت الأدلة على صحتها وثبوتها في حق المتهم أخذا بما شهد به ضباط البحث في المطار، وما ثبت بملاحظات النيابة العامة، وحيث إنه وعما أثاره دفاع المتهم بطلب تقرير البصمات الخاص بمسرح الجريمة لبيان عما إذا كان مطابقا لبصمات المتهم، وضم تقرير الطب الشرعي الخاص بعينات أظافر المجني عليهما لإجراء المطابقة مع المتهم، فمردود عليه بأنه من المقرر أن المحكمة غير ملزمة من بعد بإجابة الدفاع إلى طلباته المذكورة وقد وضحت لديها ولم ترى هي من جانبها خاصة إلى اتخاذ هذا الإجراء.