حوادث اليوم
الأربعاء 23 أكتوبر 2024 03:20 مـ 20 ربيع آخر 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

شاهد فديو الأسرائبين يلطمون بعد هزيمة 1973

غرفة عمليات حرب ااكتوبر
غرفة عمليات حرب ااكتوبر

رغم مرور اكثر من 51 عاما علي هزيمة إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973، أو ما تعرف في العالم العربي بـ "حرب العاشر من رمضان"، واحدة من أصعب الفترات في تاريخها، حيث كانت الحرب ضربة قوية للكيان الإسرائيلي على عدة مستويات، عسكرية، سياسية، واجتماعية. هذه الحرب، التي بدأت في 6 أكتوبر 1973 بهجوم مفاجئ من الجيوش المصرية والسورية على القوات الإسرائيلية في سيناء والجولان، أدت إلى تغيير جذري في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي.

الهجوم المفاجئ في حرب 1973 أصاب الجيش الإسرائيلي بالصدمة

على الرغم من أن إسرائيل حققت انتصارات كبيرة في الحروب السابقة، مثل حرب 1967 (النكسة)، والتي أكسبتها سيطرة على مناطق واسعة مثل سيناء والجولان والضفة الغربية، فإن الهجوم المفاجئ في حرب 1973 أصاب الجيش الإسرائيلي بالصدمة. الجيش المصري اجتاز خط بارليف في سيناء بنجاح، بينما شنت القوات السورية هجوما على مرتفعات الجولان.

هذه النجاحات الأولية أدت إلى حالة من الذعر في صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث وجدوا أنفسهم غير مستعدين لهذا الهجوم المفاجئ والمتزامن. تعرض الجيش الإسرائيلي لخسائر كبيرة في المعدات والأفراد في الأيام الأولى من الحرب، وكان ذلك تحديًا كبيرًا لصورته كجيش "لا يقهر".

توترات داخل إسرائيل، حيث بدأ الشارع الإسرائيلي في التشكيك في قدرة القيادة السياسية والعسكرية على حماية أمن البلاد

الحرب أدت إلى توترات داخل إسرائيل، حيث بدأ الشارع الإسرائيلي في التشكيك في قدرة القيادة السياسية والعسكرية على حماية أمن البلاد. بعد نهاية الحرب، تم تشكيل لجنة أغرانات للتحقيق في الفشل الاستخباراتي والعسكري الإسرائيلي. اللجنة خلصت إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكن جاهزًا بشكل كافٍ لصد الهجوم المفاجئ، وأن القيادة الإسرائيلية ارتكبت أخطاء استراتيجية كبيرة.

تأثير الحرب السلبي على القيادة السياسية في دولة الاحتلال

بسبب هذه الضغوط، قدمت جولدا مائير، رئيسة الوزراء في ذلك الوقت، ووزير الدفاع موشيه دايان، استقالتهما بعد فترة وجيزة من الحرب، ما يعكس تأثير الحرب السلبي على القيادة السياسية.

أثارت الحرب حالة من الخوف والقلق في المجتمع الإسرائيلي. الكثير من الإسرائيليين شعروا بالصدمة لعدم استعداد الجيش لتلك الحرب

من الناحية الاجتماعية، أثارت الحرب حالة من الخوف والقلق في المجتمع الإسرائيلي. الكثير من الإسرائيليين شعروا بالصدمة لعدم استعداد الجيش لتلك الحرب، ورأوا أن القوة العسكرية التي كانوا يفتخرون بها تعرضت لهزة قوية. الأمهات الإسرائيليات اللواتي فقدن أبناءهن في الحرب كن من أبرز الأصوات التي طالبت بمحاسبة القادة العسكريين والمسؤولين السياسيين.

التكلفة المالية العالية للحرب، بالإضافة إلى الخسائر في الأفراد والمعدات، وضعت ضغوطًا كبيرة على الاقتصاد الإسرائيلي

الحرب فرضت تحديات اقتصادية على إسرائيل. التكلفة المالية العالية للحرب، بالإضافة إلى الخسائر في الأفراد والمعدات، وضعت ضغوطًا كبيرة على الاقتصاد الإسرائيلي. كما أن اضطرار الحكومة الإسرائيلية إلى توجيه موارد كبيرة لتعويض تلك الخسائر، أثر بشكل مباشر على البنية التحتية الاقتصادية وأدى إلى تضخم مالي.

تدخلات دولية عديدة لوقف القتال. أدى تدخل الولايات المتحدة لدعم إسرائيل من خلال جسر جوي عسكري إلى تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين البلدين

على المستوى الدولي، أدت الحرب إلى تدخلات دولية عديدة لوقف القتال. أدى تدخل الولايات المتحدة لدعم إسرائيل من خلال جسر جوي عسكري إلى تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين البلدين. في المقابل، الدول العربية، بقيادة مصر وسوريا، حظيت بدعم الاتحاد السوفييتي. هذه الحرب دفعت المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، إلى تكثيف جهودهما لإحلال السلام في الشرق الأوسط.

مسارات جديدة للسلام، كان أبرزها اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978 التي أدت إلى انسحاب إسرائيل من سيناء واستعادة مصر لأراضيها

بعد الحرب، بدأت مسارات جديدة للسلام، كان أبرزها اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978 التي أدت إلى انسحاب إسرائيل من سيناء واستعادة مصر لأراضيها. هذه الاتفاقية كانت بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، ولكنها أيضًا أدت إلى عزلة مصر عن بعض الدول العربية.

حرب أكتوبر 1973 واحدة من أكبر الصدمات في تاريخ إسرائيل، إذ زعزعت الثقة في الجيش والقيادة السياسية

كانت حرب أكتوبر 1973 واحدة من أكبر الصدمات في تاريخ إسرائيل، إذ زعزعت الثقة في الجيش والقيادة السياسية، وأدت إلى إعادة التفكير في استراتيجيات الأمن الوطني. على الرغم من أن إسرائيل استوعبت هذه الهزيمة وعملت على تطوير جيشها واستخباراتها لتجنب تكرار هذه الأخطاء، إلا أن الحرب أظهرت أن القوة العسكرية وحدها ليست ضمانًا للأمن، وأنه لا بد من السعي لتحقيق حلول سياسية ودبلوماسية مع الجيران العرب.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found