سيدة الخير..قصة مقتل عجوز القبة واغتصابها على يد مدمن
كعادتها، انهمكت الحاجة "عيشة ا." في توزيع اللحوم وأموال الزكاة على الفقراء بحدائق القبة في أول أيام عيد الأضحى المبارك. لكن في هذه المرة، كان هناك خطرا يراقبها دون أن تدري، ووقف عاطل على مقربة منها يراقب فريسته عن كثب، مخططًا لاقتحام شقتها بغية سرقتها لينفق على "كيفه" دون أن يدري أن خطته ستنتهي بجريمة قتل بشعة واغتصابه للمجني عليها.
سيدة الخير..قصة مقتل عجوز القبة واغتصابها على يد مدمن
قبل نحو 30 عامًا، انتقلت "الحاجة عيشة" (60 سنة) إلى شارع الشهيد العناني بمنطقة حدائق القبة لتسكن برفقة زوجها، الذي اكتشف بعد فترة من زواجهما عدم قدرتها على الإنجاب، فصبرت ووافقت على زواجه من أخرى دون تطليقها.
"الزوج ميسور الحال وقدر يعدل بينهم"، يصف "م. ن." أحد الجيران لمصراوي كيف سارت أمور الزوجتين، قائلًا: كان الزوج يداوم على زيارة الحاجة عيشة والمبيت معها، ولم يفرق بين الزوجتين في الإنفاق حتى أنجبت الثانية طفلين ربتهما الزوجتان كأم واحدة.
مرّت السنوات على ذاك النحو حتى توفت الزوجة الثانية تاركة الطفلين في رعاية والدهما وزوجته "عائشة" ليعوضاها إحساس الأمومة فكانت سندًا لهما حتى تزوجا، وبقيت بمفردها تعاني الوحدة في منزل الحدائق بعد وفاة زوجها أيضًا بعد بلوغه سن المعاش بأيام قليلة.
قبل يومٍ من الحادث، انهمكت الحاجة عيشة في الاستعداد لذبح الأضحية، فذبحت "عجل" أمام منزلها عقب انتهاء صلاة العيد، وشرعت في توزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين، ومن لم يلحق نصيبه من الأضحية ناله نصيبًا من مالها، يقول "ط. أ." جار السيدة العجوز إنها "فاعلة خيرة" دومًا وتعطف على جميع المساكين بالمنطقة.
في ذاك الوقت، كان المتهم سيد أنور وشهرته "نور الحلاق" يراقب السيدة التي اعتبرها فريسته "ميسورة الحال"، مقررًا سرقتها لتوفير مالًا ينفقه على شراء الهيروين الذي أدمنه؛ فخطط للاختباء في حديقة تقع أمام منزلها حيث يعمّ الهدوء ليلًا.
تناول جرعة من الهيروين، عزم أمره، ومكث حتى الفجر أمام منزل الضحية، ثم صعد إلى شقة المجني عليها متسللًا من نافذة المطبخ وبحوزته سكينا لتهديد الضحية إن لزم الأمر، وشرع في البحث عن الأموال أو أي مقتنيات ثمينة، لتستفيق فجأة ليتغير الحال، بحسب التحقيقات.
اعتدلت "الحاجة عيشة" من نومتها –وفقًا للتحقيقات- وأمسكت به لمنعه من الهروب، حاول أن يشد يدها من رقبته لكنه لم يفلح، فسدد طعنة لم تثنها عن الإمساك به فعاجلها بأخريات أودت بحياتها في الحال.
لم يكتفِ المتهم بقتل العجوز، فعندما سقطت عن سريرها إلى الأرض انكشف سترها، فاعتدى على جثتها جنسيًا وسط دماءها التي تسيل، وفور انتهائه سرق المفاتيح وفتح باب العقار، وفرَّ هاربا.
بعد ساعات من الجريمة، اكتشف الجيران مقتل جارتهم أثناء محاولة أحدهم الاطمئنان عليها، فأبلغ الشرطة التي انتقلت لمحل الواقعة وبدأت في تفريغ الكاميرات وسماع الشهود.
وتوصلت التحريات وتفريغ الكاميرات ومناقشة المشتبه بهم إلى أن المتهم يدعى سيد أنور، دائم التردد على المنطقة، وسبق اتهامه في 5 قضايا سرقة بأسلوب التسلق، وظهر في كاميرات المراقبة يحوم حول منزل الضحية، وتمكنت قوة أمنية من القبض عليه وأرشد عن السكين الذي أخفاه أسفل سلالم العقار، معترفًا بتخلصه من الملابس والمفاتيح في نهر النيل.
وأمرت النيابة بحبس المتهم على ذمة التحقيقات موجهة له تهمة القتل العمد المقترن بالسرقة بالإكراه واغتصاب الضحية والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام بحسب نص المادة 234 من قانون العقوبات.