الغداء الأخير..قصة مقتل زوجة علي يد زوجها أمام أطفالها في الإسكندرية
ضاق الحال بـ "رشيدة" وازدادت معاناتها لعدم وفاء زوجها بطلبات بيته من أجل الإنفاق على ملذاته المحرمة إلى حد بيعه أسطوانة البوتاجاز، ما جعلها غير قادرة على إعداد أي طعام لأطفالها الصغار.
الغداء الأخير..قصة مقتل زوجة علي يد زوجها أمام أطفالها في الإسكندرية
حاولت الزوجة كثيرًا إصلاح حال زوجها لإثنائه عن تعاطي الهيروين والاهتمام بهم، لكن دون جدوى، وازدادت أحواله سوءًا يوما بعد يومًا واعتياده التعاطي داخل المنزل أمام أطفاله.
لم تفقد "رشيدة" الأمل في صلاح زوجها رغم اعتياده التعدي عليها بالضرب بشكل متكرر وواصلت حياتها إذ طلبت من جارتها إحضار بعض متطلبات وجبة الغذاء من السوق.
لم تتأخر الأخيرة وأحضرت لها ما طلبت، وعادت إليها جارتها عصرًا رفقة طفلتها وسألتها إن كان بإمكانها إعداد وجبة الغداء في شقتها لبيع زوجها أسطوانة البوتاجاز خاصتهم.
وافقت جارة "رشيدة" على طلبها، فهي تعلم تفاصيل ما تمر به، وشرعت في إعداد الطعام لأطفالها بمنزل جارتها ثم انصرفت وتوجهت لمسكنها عقب استدعائها من زوجها.
جلست "رشيدة" وزوجها وأطفالهما لتناول وجبة الغداء إلا أنها فوجئت بزوجها يخبرها أنه سيتركهم ويذهب إلى منزل والدته، عندها لم تتمالك الزوجة نفسها واستشاطت غضبًا بعدما فاض بها الكيل.
احتدم الخلاف ونشب مشادة كلامية بين الزوجين طلبت خلالها المجني عليها من زوجها الطلاق وترك مسكن الزوجية بعدما اختار المخدرات والهيروين وحول حياتهم إلى جحيم.
حاول الزوج اثناء زوجته عن رغبتها دون جدوى، وعندما تيقن من إصرارها على الطلاق، أوعز له شيطانه قتلها دون ذنب أو جريرة اقترفتها سوى أنها طلبت الطلاق منه لما دأب عليه من تعاطى المواد المخدرة وتعذره في الوفاء بطلبات بيته للإنفاق على ملذاته المحرمة.
استل المتهم مقصًا وسكينتين ذات نصل حاد وطرف مدبب وسدد لها بقلب متحجر ونفس قاسية عدة طعنات استقرت يمين ويسار العنق محدثًا قطعًا بالأوعية الرئيسية اليسرى للعنق.
خارت قوى المجني عليها وسقطت أرضًا فصرخت لينجدها إلا أنه أبى إلا أن يجهز عليها فسدد ضربات متتالية لها بالصدر والبطن حتى أرداها قتيله وسكت صوتها إلى الأبد.
صرخات أطفال المجني عليها أفزعت جارتها التي تركتها قبل قليل فهرعت إلى مسكنها اعتقادًا منها بوقوع تعدى على المجني عليها فامتنع المتهم عن فتح باب المسكن وأبلغها أن زوجته ستلحق بها بعد قليل.
عادت المذكورة إلى شقتها يساورها الشك على مصير جارتها المسكينة حتى فوجئت بحضور طفلتها وأبلغتها أن والدتها أرسلتها لها تطمئنها وتخبرها أنهم سيغادرون العقار.
أغلق المتهم الشقة مسرح الجريمة بـ"قفل محكم" واصطحب أطفاله فارًا إلى مسكن ذويه وعقب صوله أطلعهم على الأمر، إلا أنهم أرادوا التأكد من وفاتها فأجرت والدته اتصال بأحد الجيران طالبة منه كسر القفل واستبيان حقيقة الأمر إلا أن الأخير رفض.
لم تجد شقيقة المتهم مفرًا من التوجه إلى هناك وكسرت قفل باب الشقة، وكانت الصدمة، حيث فوجئت والجيران بالمجني عليها "رشيدة.م.ف.ع" مسجاة أرضًا غارقة في دمائها.
حضرت الشرطة والإسعاف سريعًا إلى مسرح الجريمة، وألقي القبض على زوجها المدعو "محمد.ش.ج.ال" وشهرته "حبظلم" وتبين إحرازه مخدري "الهيروين" و"ميثامفيتامين" بقصد التعاطي.
وأوضح الجيران أن المتهم كان معتاد التعدي على المجني عليها وتهديدها بالقتل لوجود خلافات دائمة حول تعاطيه المساحيق المخدرة وأنها شكت لهم من قبل أن المتهم هددها بالقتل.
وبتفتيش الشقة عثرت قوات الشرطة على أسلحة الجريمة عدد 2 "سكين" و"مقص" عليها آثار دماء المجني عليها، وجرى نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وأقر المتهم في التحقيقات بارتكابه الواقعة، وقررت النيابة العامة عقب انتهاء التحقيقات بإحالة المتهم إلى محكمة جنايات الإسكندرية لمحاكمتها بتهمة القتل العمد بغير سبق الإصرار والترصد، وأحرز بقصد التعاطي مخدر الهيروين والميثامفيتامين وسلاح أبيض دون مسوغ قانوني.
وقضت محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار سمير سند، رئيس المحكمة وبعضوية كل من المستشار محمد إبراهيم، والمستشار أيمن حفني، وسكرتير المحكمة مختار عبد الحليم مطر، بمعاقبة المتهم بالسجن المؤبد لاتهامه بقتل زوجته في القضية التي حملت رقم 7683 لسنة 2024 جنايات قسم شرطة باب شرقي.