العثور علي جثة شريهان ضحية مكروباص ديروط بعد 10 ايام بحث- القصة الكاملة لتضحية أم وانقاذ ابنائها
بعد 10 أيام من البحث المستمر والمعاناه ، وترقب الأسرة الملكومة عثرت فرق الإنقاذ النهري على جثمان شريهان عثمان، ضحية حادث ميكروباص ديروط، الذي سقط في ترعة الإبراهيمية. وكانت شريهان قد ضحت بحياتها حين ألقت بابنتيها من نافذة الميكروباص خوفًا من غرقهما، بينما بقيت هي عالقة داخله حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
الأسرة استقبلت نبأ العثور على جثمانها ببالغ الحزن والأسى بعد أيام طويلة من الترقب والأمل، حيث يجري الاستعداد لدفنها في مقابر العائلة. ويأتي هذا فيما تواصل فرق الإنقاذ النهري جهودها المكثفة للعثور على سيدة أخرى وطفل لا يزالان مفقودين في الحادث.
من جانبهم، أكد شهود العيان في وقت سابق أن الحادث وقع نتيجة انزلاق الميكروباص وسقوطه من الخلف في ترعة الإبراهيمية، أثناء محاولة السائق الخروج من الموقف. وعلى الفور، هرعت سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ النهري إلى مكان الحادث، حيث تمكنت الفرق من إنقاذ عدد من الركاب وانتشال جثمان أحد الضحايا في اليوم الأول من عمليات البحث.
الحادث المأساوي ترك حالة من الحزن الكبير بين الأهالي الذين توافدوا على موقع الحادث وعلى منازل الضحايا لتقديم واجب العزاء والدعاء لذويهم بالصبر والسلوان.
رحلة البحث عن جثمان شريهان
تضحيات الأم من أجل أبنائها
جسدت شريهان عثمان صدقي لحظة استثنائية من الشجاعة الأمومية، عندما تحولت إلى بطلة حقيقية وسط مأساة حادث ميكروباص ديروط. كانت شريهان تستقل الميكروباص المنكوب برفقة طفلتيها حين شعرت بانزلاق السيارة نحو الخلف باتجاه قاع الترعة الإبراهيمية، فلم تتردد لحظة واحدة في إنقاذ طفلتيها. ألقت بهما خارج السيارة، منقذةً حياتهما، بينما بقيت هي بداخلها لتواجه مصيرها المأساوي غرقًا.
وعلى حافة الترعة، تكررت مشاهد الألم والدموع، حين جلست والدة شريهان المكلومة، ترقب محاولات فرق الإنقاذ النهري للعثور على جثمان ابنتها. بوجه يحمل آثار الحزن العميق، ودموع لم تتوقف، همست الأم بصوت مبحوح يناجي السماء: "اطلعي لولادك يا بنتي... يا رب طلعها." لحظات مؤلمة عاشتها الأسرة التي لم تفقد الأمل رغم قسوة الواقع.
الحادث، الذي وقع منذ عدة أيام، شهد سقوط ميكروباص يحمل ركابًا في ترعة الإبراهيمية بمركز ديروط بمحافظة أسيوط، إثر انزلاق السيارة رقم "6252 ي. ص. ج" من الخلف. وعلى الفور، هرعت الأجهزة الأمنية بقيادة اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، وفرق الإنقاذ النهري إلى موقع الحادث في محاولة لإنقاذ الركاب والبحث عن المفقودين.
من جهته، أعلن اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، خطة عاجلة للتعامل مع الكارثة، شملت صرف تعويضات مالية عاجلة لأسر الضحايا وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للمتضررين. كما وجه كافة الأجهزة المختصة بسرعة إنهاء إجراءات الدفن وتوفير كل أوجه الرعاية للأسر التي فقدت أحباءها في هذا الحادث الأليم.
قصة شريهان ستظل شاهدة على تضحيات الأمهات، إذ جسدت ببطولتها معنى الأمومة الحقيقية التي تضع حياة الأبناء قبل كل شيء، حتى لو كان الثمن حياتها.