حوادث اليوم
الأحد 20 أبريل 2025 01:57 صـ 21 شوال 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق
أزمة ”بلبن”.. بين الخسارة الأخلاقية والاستفادة الدعائية وسط تخوف المستهلكين من المواد الضارة القبض على منتجة وخطيبة لاعب كرة شهير سابق بالأهلي بتهمة الاتجار في المخدرات في ضوء توجيهات الرئيس السيسي.. الصحة تكشف تفاصيل إغلاق ”بلبن” و4 سلاسل غذائية أخرى - فيديو جريمة تهز الوسط الفني التركي.. الممثلة سيفيل أكداغ تقتل صديقتها طعنًا بعد تناول الخمور بإسطنبول مصرع عامل أثناء عمله بماكينة دراسة قمح في مشهد مأساوي يهز قرية بالدلتا القبض على مسن دهس جاره بسبب خلافات بينهما بحلوان بسبب خلافات مالية ..ضبط 3 أشخاص وسلاح ناري في مشاجرة بالمنشاة السجن المؤبد لمسجل خطر أنهى حياة طفل في البحيرة إصابة مسن إثر سقوط أجزاء من مبنى بالقرب من عيادات التأمين الصحي بدسوق بسبب خلافات زوجية بينهم..مقتل تاجر ملابس على يد زوجته بالمحلة صرخة في الملعب.. الطفل مازن يفقد حياته تحت عارضة مركز شباب ببني سويف علاقة غير شرعية مع ابن شقيق زوجها.. كيف تخلصت ربة منزل من زوجها بالشرقية؟

الحاجة نجلاء: موت في عزلة وانتظار بلا مجيب

الطب الشرعي بفحص جتمان الحاجة نجلاء
الطب الشرعي بفحص جتمان الحاجة نجلاء

في زاوية من زوايا الدنيا المزدحمة بالمشاغل والنسيان، عاشت الحاجة نجلاء سنواتها الأخيرة وحيدة في شقتها الصغيرة، تصارع آلام الشيخوخة وضعف الجسد. كانت تعتمد على حمالة قدم للمسنين، تتحرك بها بصعوبة بالغة، وتحاول أن تتكيف مع الأيام التي باتت تفتقر إلى السند والرفقة.

لحظات السقوط

ذات يوم، ربما في لحظة غير متوقعة، اختل توازنها، وسقطت على الأرض. قد يكون السقوط نتيجة انزلاق بسيط أو ضربة لم تستطع تحملها. بقيت ملقاة على الأرض، عاجزة عن النهوض، تنتظر يدًا تمتد لتنتشلها، وصوتًا ينادي باسمها، لكن الوقت كان يمر بلا مجيب.

أيام بلا حياة

مرت الساعات، ثم الأيام، والحاجة نجلاء، التي لم تفقد الأمل في البداية، بدأت تستسلم لحقيقة مريرة: لم يلحظ أحد غيابها. لا الجيران الذين اعتادوا رؤيتها من حين لآخر، ولا أبناؤها الذين شغلتهم الحياة عنها. عاشت آخر لحظاتها في انتظار عون لم يأتِ أبدًا، حتى أزف وقت خروج روحها إلى بارئها.

لا يتوفر وصف للصورة.

جسد بلا روح

شهر ونصف مرّ، وجسد الحاجة نجلاء ظل مكانه، يعاني من التحلل شيئًا فشيئًا، دون أن يطرق بابها أحد. الشقة باتت صامتة، لا حركة فيها سوى زمن يتآكل ببطء.

الاكتشاف الموجع

بعد شهر ونصف، جاءت ابنتها التي طال غيابها للسؤال عن أمها. ربما دافع داخلي أو شعور بالذنب دفعها لتفقد والدتها. طرقت الباب، لكنها لم تتلقَ إجابة. استدعت الجيران، وبعد فتح الباب، كانت الصدمة في انتظار الجميع.

رأت الجثة ملقاة على الأرض، في حالة تحلل كامل. صمت الجميع وهم يستوعبون هول المشهد: امرأة مسنة رحلت عن الدنيا وحدها، دون أن يشعر بها أحد.

لا يتوفر وصف للصورة.

الحقيقة المؤلمة

الطب الشرعي أكد أن الحاجة نجلاء توفيت منذ شهر ونصف. شهر ونصف من الوحدة المطلقة، دون أن يسأل عنها قريب أو جار. رحلت بجسدها وروحها، لكن القصة التي تركتها خلفها تسلط الضوء على قسوة الواقع: كيف يمكن للإنسان أن يعيش ويموت وحيدًا في عالم يفيض بالناس؟

أين نحن من الرحمة؟

رحيل الحاجة نجلاء ليس مجرد خبر، بل رسالة صادمة عن قسوة الانشغال واللامبالاة. كيف يمكن أن يُترك إنسان لهذه الدرجة؟ كيف يمكن أن تُنسى أم أنجبت وربت وسهرت الليالي؟

الدرس القاسي

هذه القصة الموجعة تجعلنا نتساءل:

  • أين الأبناء حين تكون الأم بحاجة إليهم؟
  • كيف أصبحنا نترك من نحبهم عرضة للوحدة والنسيان؟
  • ماذا بقي من الإنسانية إذا كان أقرب الناس لا يسأل عن أحبته؟

رحلت بصمت و تركت خلفها رسالة لا يجب أن نتجاهلها

الحاجة نجلاء رحلت عن الدنيا بصمت، لكنها تركت خلفها رسالة لا يجب أن نتجاهلها: الاهتمام بمن حولنا قد يكون الفرق بين حياة مليئة بالحب، وموت في عزلة مريرة.

رحم الله الحاجة نجلاء، وجعل قصتها جرس إنذار لكل منا لإعادة النظر في أولوياتنا، وللتأكد أن من نحبهم لا يعيشون أو يموتون في عزلة.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found