رِجَالُ الشُّرْطَةِ الْبَوَاسِلُ عَيْنٌ تَسْهَرُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ :-
إِنَّ رِجَالَ الشُّرْطَةِ هُمُ الرُّكْنُ الأَسَاسِيُّ لِأَمْنِ وَاسْتِقْرَارِ أَيِّ مُجْتَمَعٍ، وَهُمْ الأَبْطَالُ الَّذِينَ يَقِفُونَ فِي وَجْهِ الأَخْطَارِ لِيَحْفَظُوا أَمْنَ الْوَطَنِ وَالْمُواطِنِينَ. يَعْمَلُونَ لَيْلَ نَهَارَ، لا يَعْرِفُونَ الْكَلَلَ وَلا الْمَلَلَ، حَامِلِينَ أَرْوَاحَهُمْ عَلَى أَكُفِّهِمْ لِيَبْقَى الْوَطَنُ آمِنًا وَمُحَصَّنًا.
=============
دَوْرُ رِجَالِ الشُّرْطَةِ فِي حِمَايَةِ الْمُجْتَمَعِ:-
دَوْرُ رِجَالِ الشُّرْطَةِ لا يَقْتَصِرُ عَلَى ضَبْطِ الْمُجْرِمِينَ وَتَطْبِيقِ الْقَوَانِينِ، بَلْ يَمْتَدُّ لِيَشْمَلَ تَنْظِيمَ الْحَيَاةِ الْيَوْمِيَّةِ، وَحِمَايَةَ الأَرْوَاحِ وَالْمُمْتَلَكَاتِ، وَالتَّصَدِّي لِلْكَوارِثِ وَالْحَوَادِثِ الطَّارِئَةِ. إِنَّهُمْ يَعْمَلُونَ بِصَمْتٍ وَإِخْلَاصٍ، وَيُوَاجِهُونَ الْمَخَاطِرَ بِشَجَاعَةٍ، دُونَ أَنْ يَنْتَظِرُوا الشُّكْرَ أَوِ الثَّنَاءَ.
رِجَالُ الشُّرْطَةِ فِي الإِسْلَامِ:-
=================
لَقَدْ كَرَّمَ الإِسْلَامُ كُلَّ مَنْ يَسْعَى لِحِمَايَةِ النَّاسِ وَحِفْظِ أَمْنِهِمْ، وَرِجَالُ الشُّرْطَةِ يَنْدَرِجُونَ ضِمْنَ هَذِهِ الْفِئَةِ الَّتِي تَعْمَلُ "فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ).
هَذَا الْحَدِيثُ يُبَيِّنُ مَكَانَةَ رِجَالِ الشُّرْطَةِ الَّذِينَ يَقْضُونَ لَيَالِيهِمْ فِي حِمَايَةِ الأَرْوَاحِ وَالأَعْرَاضِ وَالْمُمْتَلَكَاتِ، فَهُمْ لا يَحْمُونَ الْوَطَنَ فَقَطْ، بَلْ يُؤَدُّونَ رِسَالَةً سَامِيَةً تَحْمِلُ مَعَانِيَ التَّضْحِيَةِ وَالإِخْلَاصِ.
الاِحْتِفَالُ بِعِيدِ الشُّرْطَةِ:-
===============
إِنَّ الاِحْتِفَالَ بِعِيدِ الشُّرْطَةِ يُعَدُّ فُرْصَةً ثَمِينَةً لِتَكْرِيمِ هَؤُلَاءِ الأَبْطَالِ وَإِظْهَارِ الاِمْتِنَانِ لِتَضْحِيَاتِهِمُ الْجَلِيلَةِ. يُقَامُ هَذَا الْيَوْمُ فِي الْعَدِيدِ مِنَ الدُّوَلِ، حَيْثُ يُسْتَذْكَرُ فِيهِ الدَّوْرُ الْعَظِيمُ الَّذِي يَقُومُ بِهِ رِجَالُ الشُّرْطَةِ فِي حِفْظِ الأَمْنِ وَالاِسْتِقْرَارِ، وَيَتِمُّ تَكْرِيمُ الْمُمَيَّزِينَ مِنْهُمْ مِمَّنْ قَدَّمُوا خِدْمَاتٍ جَلِيلَةً لِلْوَطَنِ.
فِي هَذَا الْيَوْمِ، نَتَذَكَّرُ التَّضْحِيَاتِ الَّتِي بَذَلَهَا رِجَالُ الشُّرْطَةِ الَّذِينَ اِسْتُشْهِدُوا وَهُمْ يُدَافِعُونَ عَنْ وَطَنِهِمْ، وَنُسَلِّطُ الضَّوْءَ عَلَى دَوْرِهِمُ الْكَبِيرِ فِي بِنَاءِ مُجْتَمَعٍ آمِنٍ وَمُسْتَقِرٍّ. كَمَا يُعَدُّ هَذَا الْيَوْمُ رِسَالَةً وَاضِحَةً لأَفْرَادِ الشُّرْطَةِ بِأَنَّ جُهُودَهُمْ مَحَلُّ تَقْدِيرٍ وَاحْتِرَامٍ مِنَ الْجَمِيعِ.
رِسَالَةُ شُكْرٍ لِرِجَالِ الشُّرْطَةِ:-
================
إِنَّنَا فِي يَوْمِ الشُّرْطَةِ لا يَسَعُنَا إِلا أَنْ نُقَدِّمَ أَسْمَى عِبَارَاتِ الشُّكْرِ وَالتَّقْدِيرِ لِرِجَالِ الشُّرْطَةِ الْبَوَاسِلِ، الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِإِخْلَاصٍ وَتَفَانٍ مِنْ أَجْلِ رَاحَةِ الآخَرِينَ. نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَحْفَظَهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَأَنْ يَجْعَلَ مَا يُقَدِّمُونَهُ مِنْ أَعْمَالٍ خَالِصَةً فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِمْ، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَهُمْ الَّذِينَ ضَحَّوْا بِأَرْوَاحِهِمْ لِيَبْقَى الْوَطَنُ آمِنًا مُسْتَقِرًّا.
رِجَالُ الشُّرْطَةِ هُمُ أَبْطَالُ الْوَطَنِ الَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ أَنْ نَفْتَخِرَ بِهِمْ، فَهُمْ السَّنَدُ الَّذِي يَحْمِي ظُهُورَنَا، وَالسُّورُ الَّذِي يَحْمِي وَطَنَنَا مِنْ كُلِّ خَطَرٍ.
أَعَدَّهُ/
محمد السيد محمد عبدالعال عابد
المدرس المساعد بجامعة الأزهر الشريف.