«الاستبعاد المبكر من الإذاعة» ليست جديدة على آل الطاروطى| الشيخ عبدالفتاح الطاروطى تم استبعاده يوم «سبوع ابنته» والآن من أهم القراء فى دولة التلاوة
هل تتكرر واقعة الطاروطى الكبير مع الطاروطى الصغير؟، هل يقاوم الطاروطى المستبعد من الإذاعة المصرية، ليكون قارئ جيله الأول؟، أم أنه سيرحل بعيدا وينسى قصة التحاقه بالإذاعة قارئا؟، هل سيعلن عن قارئ جيد قادم، أم أنه لن يقوم من ذاته؟، وتساؤلات أخرى كثيرة، انتشرت منذ الإعلان عن قرار الإذاعة المصرية، باستبعاد الشيخ محمد على الطاروطى لتكرار أخطاءه فى قرآن الفجر خاصة الجمعة الماضية، وإن كان يرى البعض أن مسألة الاستبعاد المبكر من الإذاعة والتليفزيون باتت نصيبا مفروضا لقراء آل الطاروطى حيث سبق، للدكتور عبدالفتاح الطاروطى، وتم استبعاده فى بداية مشواره الإذاعى وبالتحديد بعد تسجيل ربعى لتلاوة من القرآن الكريم، إلا أنه اليوم أصبح من قراء الجيل ويتميز بمنهجه فى التلاوة، على عكس ما قاله رئيس الإذاعة فى قرار فصله من الإذاعة، ويرى أهل هذا الرأى أن الأمر والمشهد يتكرران من جديد مع الشيخ محمد على الطاروطى، وأن هذه القرارات الصادرة مؤخرا والتى تنال منه -مثلما يراها البعض-، ستمر كذوبعة فى فنجان، وستمر مرور الكرام، وسيكافح الطاورطى الصغير، ليكون من أهم قراء جيله فى العالم .. "حوادث اليوم"، تنشر خلال السطور التالية المشهدين اللذين تكررا مع قراء آل الطاروطى.
يؤكد القارئ الدكتور عبدالفتاح الطاروطى، أنه التحق بإذاعة القرآن الكريم، فى عام 1993 وكان أصغر قارئ يلتحق بالإذاعة، حيث كان عمره وقتها 28 سنة، وكان من بين مختبريه بلجنة الإذاعة، الشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ، والشيخ محمود الحصرى، وفاز منذ المرة الأولى.
وأضاف الشيخ الطاروطى، أنه قام بالتسجيل نصف ساعة للإذاعة، وتم الإثناء على أدائه الجيد، مشيرا إلى أن رئيس الإذاعة وقتها عبدالصمد دسوقى، تعرض لهجوم كبير من الكثيرين، مؤكدين له أن إذاعة القرآن الكريم تنهار، وبرروا ذلك بضم قراء جدد، وسيسجلون القرآن مرتلا، وهو ما سيضيع تاريخ عظماء جيل التلاوة والرعيل الأول للقراء، وأكدوا له أن اللجنة اعتمدت أوراق 6 قراء جدد، -وكان الطاروطى أحدهم-، فأصدر رئيس الإذاعة قراره بحرمان الطاروطى من التلاوة فى الإذاعة حيث أصدر له قرارا فى نهاية عام 1993 م، بعدم صلاحيته للتلاوة فى الإذاعة.
وتابع الطاروطى: "حضر إلى ساعى البريد، وأخبرنى بأن لى خطابا كبيرا فى مكتب البريد، ويبدو أنه شهادة تقدير من الإذاعة والتليفزيون، ويجب أن أتوجه إلى مكتب البريد لاستلامه بصفتى، فأسرعت وكلى أمل فى أن تكون شهادة تقدير كما أخبرنى ساعة البريد، وتصادف ذلك مع يوم سبوع ابنتى أسماء، وكنت شغوفا بالاطلاع على شهادت التقدير، امتثالا بسبوع ابنتى، إلا أنها كانت صدجمتى الكبرى، عندما وجدته خطاب فصل من الإذاعة، ومرفق به قرار رئيس الإذاعة يؤكد بعدم صلاحيتى للتلاوة فى إذاعة القرآن الكريم، ومنذ ذلك اليوم، وأخذت على نفسى عهدا بألا أترك فرصة للتقويم من نفسى، ولجأت إلى الله بالدعوات بأن أكون أفضل قراء جيلى مهما كلفنى ذلك، وأحمد الله عز وجل لما وصلت إليه الآن".
وتابع الشيخ: ولدت فى عام 1965م لأب حافظ لكتاب الله، وأم محبة لأهل القرآن.. وفى هذه الأسرة القرآنية نشأت على حب كتاب الله، وتعلق قلبى وعقلى بعشق دراسة وتحصيل علوم القرآن الكريم، وبعد ثمانى سنوات من مولدى حفظت كتاب الله، على يد والدى والشيخ " عبد المقصود السيد النجار" شيخ كتاب القرية الذى اكتشفنى وأثنى على بأنه وجد بعض النغمات القرآنية، تخرج منى، فأرد أن يؤكد موهبتى، وبدأ يتيح لى الفرصة لتلاوة القرآن فى مأتم القرية، والإنطلاقة الحقيقة كانت فى مدينة الزقازيق، وكنت أسكن بمنزل خالى أثناء دراستى بمعهد الزقازيق الأزهرى، قرأت بجوار كبار الكتاب أمثال الشيخ سعيد عبد الصمد والشيخ محمد الليثى والشيخ الشحات أنور، ثم واصلت مشوارى الدراسى وأخذت أنتقل من مرحلة إلى مرحلة، حتى تخرجت من كلية أصول الدين قسم الدعوة الإسلامية، بتقدير جيد جدا وكان ذلك عام.1988. وكان عميد الكلية الدكتور أحمد عمر هاشم وكانت أصول الدين أول كلية بجامعة الأزهر فرع الزقازيق.
وأضاف الطاروطى: بدأت رحلتى مع كتاب الله والدعوة الإسلامية، فى العام التالى بعد تخرجى من كلية أصول الدين، عينت إماما وخطيبا بأوقاف الشرقية، ومنذ أول خطبة، نالت بفضل الله على إعجاب الناس، وتقديرهم لعلمى وعذوبة صوتى وتمكنى من أدوات قراءة القرآن الكريم، وتطلعت إلى إضافة كل جديد لقراءة القرآن، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى زادت شعبيتى، فكان عدد جمهورى يتضاعف يوما بعد يوم، وحصلت على لقب " كروان القراء" ومن هنا كان اختيار وزارة الأوقاف لى لأشارك فى بعثاتها القرآنية إلى دول العالم المختلفة لإحياء ليالى شهر رمضان والاحتفالات الدينية.