الكاتب الصحفي سعيد محمد احمد يكتب :مصر .. والعالم فى ٣٠ يونيو
حقيقة.. " مصر هزمت العالم" ربما قد لا تروق للبعض، وربما ايضا قد يرفضها البعض وهناك ايضا من يعيد قراءتها بطريقة مختلفة .. الا ان المؤكد ان ثورة ٣٠يونيو أوقفت مؤامرة قطار التقسيم فى المنطقة العربية بصفة عامة بوصفه المشروع الأشد خطورة وفتنة ودموية من جماعة الاخوان وتنظيمها الدولى الارهابى ..فتلك حقيقة يقبلها ويتوافق عليها الجميع، وقد لا ترضى البعض لأسباب تتعلق بطبيعة ومنهج وفكر من يتبناها.
فى النهاية المشهد الراهن فى المسرح العالمى الكبير يؤكد أن ما جرى فى أحداث يناير ٢٠١١ من وجه نظر البعض أنها مجرد "زوبعة فى فنجان"،ليفاجأ "مبارك" العالم والمصريين فى خطابه الأخير تخليه عن الحكم ، ولينتفض الشارع المصرى كما انتفضت معظم شوارع العواصم العربية، لتقف شعوبها مصابه بحاله من الصدمة والدهشة والاحلام الوهمية والمزيفة فى ان القادم افضل مما مضى.
الشعوب تتابع فى حالة من الذهول مجريات الأحداث سواء من شاركوا فيها بفاعلية، وكانت لهم أدوارًا محدده للقيام بها دون اى تعديل آو تبديل فيما خطط لهم بامتياز، لتصبح مصر ما بين ليلة وضحاها محط أنظار العالم تراقب وترصد باهتمام شديدين كل ما تبثه القنوات الامريكية مباشره على الهواء من "السى ان ان وفوكس نيوز" وجميع قنوات العالم على مدى الساعة فى ضخ أنهار من الأخبار والتقارير الصحفية الملفق منها والصادق والمكذوب وتطويع تلك الاعلامية الجبارة للتخديم على مشروع الفتنة والتقسيم مع ضخ مليارات الدولات لتحقيق الهدف الاسمى بإسقاط الأوطان وخاصة مصر .
كانت الشفرة الجديدة والمستحدثة فى تقليب الشعوب على بعضها عبر تحريك مجموعة من "دمى مسرح العرائس" وتجنيدهم فى أكبر عمليه خداع للجميع، من قبل بعض الخونة وضعاف النفوس فى الداخل والخارج وتحريكهم ليتم المتاجرة بشعارات مكذوبه بهدف تغيير مسار تلك الاحداث لضرب الوحدة الوطنية فى مقتل فى الداخل ونشر الرعب والفزع والهلع مما هو قادم من قبل من اعتبرهم البعض رموزا أو أيقونة لما سمى "بثورة بلا رأس ولا قدمين"، وتبين ان تلك الرموز فارغة المضمون والمحتوى "البرادعى ..ووائل غنيم " ومن على شاكلتهم ليبقى السؤال الاهم أين هم الان بعد عشر سنوات؟ وبرغم تسويق الاعلام الغربى لهم بشعارات حول الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان وفق المفهوم الغربى وهو ما يتعارض مع المفهوم الوطنى لكل دولة فى المنطقة.
- ثورة ٣٠ يونيو وما حملته من علامات النصر والعزة والكرامة ستظل تشكل جرحا نافذا فى قلوب ونفوس الكارهين من الاخوان والمدافعين عن خطيئة تلك العصابه فى اختطاف الوطن واحراقة بل وتدميرة بنشر الفتنة بين أبناء الوطن لتحقق تلك الجماعة أحلام الغرب الواهية بسقوط الدولة المصرية والوطن بأكمله بدعم ومساندة من قبل جماعة خارجة عن القانون وعن كل القيم الاخلاقية والسياسية والدينية ولا تعترف لا بالاوطان ولا بحدوده ولازالوا على نهجهم عبر لجانهم بنشر الشائعات المشينة والمسيئة للدولة والوطن والشعب .
- المؤكد ان ٣٠ يونيو سببت أذى ضخما ومرعبا ليس لتلك الجماعة وانما للعالم وللغرب معا ما قام به الشعب المصرى عن بكره ابيه فى ثورة عارمة لم تشهدها مصر على مدى تاريخها بصحوه كبرى فى استعادة وعيه المفقود وضميره الحى مدعوما من جيش وطنى حاميا لتلك الثورة ولصرخات الملايين أرادوا ان يسمعوا العالم رفضهم لتلك الجماعة صرخات اصمت اذن وسمع العالم وافقدته البصر والبصيرة وهم يتابعون عبر فضائياتهم الملايين يجوبون احياء المعمورة رافضين كافة اشكال التدخل الاجنبى فى شؤون مصر الداخلية .
٣٠ يونيو ثورة حددت أهدافها ومقاصدها حتى قبل انطلاقها بأسابيع ثورة معلومة الموعد والزمان والمكان، وطالبت برفض الاخوان ورحيلهم ورحيل كل من دعمهم سواء فى الداخل او الخارج ، ثورة اسقطت بحق كافة مشاريع التقسيم ليس فى مصر فقط بل فى المنطقة العربية برغم مرورها بمراحل ومتغيرات ما بين الاحباط والفشل الى نجاحات وصلت الي أهدافها فى دوله قوية صلده سندها الجيش المصرى جيش الشعب، وعبر رسم سياسة رصينة تحافظ على مكتسبات الوطن والدولة من امن واستقرار ومشاريع قومية فى كل مكان تراها ساطعة كالشمس مع فجر كل يوم جديد بجهد وعرق ووعى المصريين ومثابرتهم بإنكار الذات يتحملون بوعى حقيقى عبء وصعوبة الحياة اقتصاديا فى تلك المرحلة الشديدة الخطورة على الجميع فى عالم يغلى من عدم الاستقرار ووسط حروب ونزاعات اقليمية ودولية.