ادّعى نفوذ والده وهدد سائق ميكروباص.. فيديو جديد يفضح البلطجة على الطرق والشرطة تتدخل - شاهد الفيديو

في واقعة جديدة تضاف إلى سلسلة التصرفات الخارجة عن القانون، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر مشادة حادة بين شاب يستقل سيارة ملاكي وسائق سيارة ميكروباص في أحد شوارع محافظة الإسكندرية. إلا أن اللافت في هذه الحادثة كان تهديد الشاب لسائق الميكروباص والتعدي عليه بالسب والشتم، مدّعيًا امتلاكه نفوذًا بسبب منصب والده، في محاولة واضحة لترهيب الطرف الآخر وفرض الهيمنة عليه.
الفيديو، الذي سرعان ما انتشر عبر منصات التواصل، أثار استياءً واسعًا بين المتابعين الذين وصفوه بـ"البلطجة المقنّعة" و"الاستقواء الكاذب"، وطالبوا الجهات الأمنية بسرعة التدخل لردع مثل هذه التصرفات التي تهدد سلم الشارع المصري وتؤثر سلبًا على الثقافة المجتمعية.
وبالفعل، استجابت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الإسكندرية للتحرك السريع، وبعد الفحص والتحري، أمكن تحديد هوية الشخص الظاهر في الفيديو، والذي تبيّن أنه نجل سيدة مقيمة بالإسكندرية، وأن والده – بخلاف ما ادعى – متوفى وكان يعمل فنيًا في إحدى الشركات بالخارج، ما يفنّد تمامًا ادعاء النفوذ.
كما تم ضبط السيارة الملاكي المستخدمة في الواقعة، والتي كان يقودها نجل خالة الشاب المعتدي، حيث تبيّن عدم حيازته لأي تراخيص قيادة، مما يضيف مخالفة مرورية جديدة إلى قائمة التجاوزات.
ابن اللواء المدعي بادر بالهجوم علي السائق
وفقًا لبيان وزارة الداخلية، فقد أقرّ أطراف الواقعة، بمن فيهم سائق الميكروباص، بأن مشادة كلامية نشبت بينهم بسبب الخلاف على أولوية المرور، وأن الشخص الظاهر في الفيديو هو من بادر بالتهجم اللفظي، مستخدمًا ألفاظًا خارجة وادعاءات كاذبة حول نفوذ عائلته، بهدف تخويف سائق الميكروباص ودفعه للرضوخ.
وأشار البيان إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة بحق جميع الأطراف، بما في ذلك التحفظ على السيارة، وتحويل المعتدين إلى الجهات المعنية للتحقيق في الواقعة.
ردود فعل الشارع المصري
لم تمر الحادثة مرور الكرام على رواد مواقع التواصل، حيث انتشر هاشتاغ #بلطجي_السيارة في ساعات قليلة، وانهالت التعليقات المنددة بالسلوك، والمطالبة بتطبيق القانون بصرامة ضد كل من تسوّل له نفسه استخدام الكذب والتهديد لترهيب الآخرين.
وكتب أحد المتابعين: "يعني كدب وتعدي وقيادة بدون رخصة.. عايزين نضرب مثال للعقوبة تكون رادعة لأي حد بيفكر يمشي بنفس الأسلوب".
فيما قالت أخرى: "كفاية الناس الغلابة اللي بيسوقوا ميكروباصات ومكروب يومهم من المرور والركاب، كمان ييجي شاب يفتري عليهم؟ لازم رد حازم".
ظاهرة متكررة طفل يبلغ 12 عامًا يقود سيارة في العاشر من رمضان
تأتي هذه الواقعة بعد أيام قليلة من فيديو آخر أثار الجدل، حيث ظهر طفل يبلغ 12 عامًا يقود سيارة في العاشر من رمضان، وهو ما يعكس ظاهرة متكررة بدأت تطفو على سطح المجتمع، تتمثل في استهانة البعض بقوانين المرور واستغلال المركبات لأغراض مخالفة، سواء عبر تمكين قُصّر من القيادة أو الاستقواء بادعاءات كاذبة.
الردع القانوني ضرورة ملح
يشدد خبراء القانون والمجتمع على ضرورة التصدي الصارم لمثل هذه السلوكيات، التي تفتح الباب أمام تكرار حالات البلطجة على الطرق العامة. ويؤكدون أن تطبيق القانون دون تمييز هو السبيل الوحيد لضمان الأمن والسلامة، والحفاظ على هيبة الدولة ومؤسساتها.
لا أحد فوق القانون، والادعاء بالنفوذ لن يحمي المعتدين
مع ضبط أطراف الواقعة وإحالتهم للتحقيق، تبقى الرسالة الأهم التي وجهتها وزارة الداخلية واضحة: لا أحد فوق القانون، والادعاء بالنفوذ لن يحمي المعتدين. فهل تشكل هذه الحادثة نقطة تحول نحو تشديد الرقابة على الشوارع، ومحاسبة كل من يخلّ بقواعد الاحترام والسلامة العامة؟