لغز صراع فرق الدوري السعودي لشراء اغلي لاعبي كرة القدم في العالم
يعيش دوري المحترفين السعودي، حالة من التحول والتجدد الذي أثار اهتمام العالم بأسره. تتركز الأضواء حاليًا على الرياضة السعودية بشكل لافت. وما يجري في الدوري يتعدى مجرد شراء اللاعبين المعروفين مثل رونالدو، بنزيما، ميسي، كانتي، ودي ماريا.
أشارت مجلة ذا أتليتك الرياضية المعروفة إلى أن هناك مشروعًا ضخمًا لإحداث تغييرات جذرية، وهذا لن يتوقف عند نجاح استضافة السعودية المتوقع لكأس العالم 2030. لنلقِ نظرة على تطورات الرياضة السعودية في الوقت الحالي:
أستحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي
-
في عام 2021، انتشرت أخبار استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) على نادي نيوكاسل يونايتد. تمت تصريحات طموحة من الأطراف الجديدة حول الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، ورغم ذلك وصل الفريق في الموسم الأول إلى دوري أبطال أوروبا بدون تعزيزات كبيرة.
-
بعد بضعة أسابيع من الاستحواذ، تم إطلاق دوري للجولف يحمل اسم "ليف جولف"، وهو تحدٍ كبير لرابطة اللاعبين المحترفين. تمكن ليف جولف من جذب أبرز لاعبي العالم بجوائز مالية ضخمة. بعد حرب تنافسية بين الدوريين، اندمج الاثنان في يونيو 2023، مما منح PIF السيطرة الكاملة على الجولف لعقود طويلة.
-
شهدت مونديال قطر 2022 فوزًا مفاجئًا للمنتخب السعودي على الأرجنتين، وانضم رونالدو بعد ذلك إلى نادي النصر السعودي.
-
في يونيو 2023، أعلن ولي العهد محمد بن سلمان عن مشروع رياضي ضخم يهدف إلى تحسين إدارة كرة القدم في السعودية. تشمل هذه الخطة نقل ملكية أربعة من أكبر أندية الدوري السعودي (الاتحاد، والأهلي، والنصر، والهلال) لصندوق الاستثمارات العامة، مع استثمارات كبيرة وجذب نجوم كرة القدم الشهيرين.
هذه الخطة تهدف إلى تطوير الدوري المحلي وجعله أكثر جذبًا للمواهب العالمية، سواء كانوا من اللاعبين الأكبر سنًا أو الشباب الموهوبين.
بشكل عام، يسعى السعوديون إلى تحقيق تغييرات هيكلية وجذرية في الرياضة من خلال مشاريع ضخمة، مما يشير إلى تطلعات كبيرة لمستقبل الرياضة السعودية.
جري الجهود حاليًا لتحسين تدفق التعاقدات من خلال استقطاب لاعبين كبار، مما سيعمل على تعزيز مستوى اللاعبين المحليين الأقوياء وجذبهم للانضمام إلى أندية تقع في وسط وأسفل جدول الدوري. هذا النهج سيؤدي إلى تعزيز منافسة الفرق بشكل عام.
لماذا تستثمر السعودية ملياراتها في شراء نجوم كرة القدم العالميين؟
السعودية تتبنى هذا النهج كجزء من رؤيتها 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر دخلها الاقتصادية ودعم اقتصادها من جهات مختلفة. إضافة إلى ذلك، يتمحور هذا الأمر أيضًا حول دمج الشباب وتقديم فرص لهم، فضلاً عن تحديث وتطوير القطاع الرياضي بشكل غير مسبوق.
ما هو برنامج تحديث الرياضة السعودية الفريد؟ هذا البرنامج يشمل العديد من الخطوات المبتكرة، حيث يتم نقل ملكية أندية الدوري السعودي الأكبر (الاتحاد، والأهلي، والنصر، والهلال) إلى صندوق الاستثمارات العامة، وذلك لتطوير هذه الأندية وزيادة قيمتها. هذا يهدف إلى تحقيق عائد مالي أكبر عند بيعها لشركات خاصة في المستقبل. كما يهدف البرنامج إلى تحسين جودة الدوري وزيادة جاذبيته، بالإضافة إلى جلب لاعبين كبار لتعزيز المنافسة.
هل تجربة الدوري السعودي مشابهة لتجربة الصين؟
على الرغم من الشبه في بعض الجوانب، إلا أن تجربة دوري روشن تختلف بشكل كبير عن تجربة الدوري الصيني. فالسعودية تسعى إلى بناء أساس قوي للدوري من خلال تحسين الأندية المحلية وتطوير اللاعبين المحليين، بينما كانت الصين تستند بشكل أساسي إلى استقطاب لاعبين أجانب على وشك الاعتزال دون بناء بنية قوية للدوري.
هل ستستمر السعودية في الإنفاق الكبير؟ الاستثمار الحالي يعد مؤقتًا ويستهدف تحسين الوضع الرياضي وتطوير الدوري المحلي. من المتوقع أن ينقلب الوضع مع مرور الوقت ومع تحقيق أهداف البرنامج، حيث ستصبح المنافسة على اللاعبين العالميين الشبان ومدراء الأندية مشابهة للمنافسة الرياضية بنفس القوة. يجب أن يتوازن بين الإنفاق والاستدامة لتحقيق الأهداف المستقبلية للرياضة السعودية.