تشييع جثمان دويدار شيخ المبتهلين بمسقط رأسه بالغربية
ودعت قرية محلة مرحوم إحدى قرى مركز ومدينة طنطا بمحافظة الغربية،منذ قليل جثمان ابن القرية وشيخ المبتهلين الشيخ عبد الرحيم دويدار، والذي توفى أمس بمنزله في مدينة الرحاب، بالقاهرة، عن عمر ناهز الـ86 عاما، وذلك بعد صراع مع المرض.
حيث يعد الراحل آخر أمراء مملكة الابتهال والتواشيح الدينية فى مصر والعالم الإسلامى ، والقارئ والمبتهل الشيخ عبدالرحيم محمد دويدار هو أحد عمالقة الابتهال الديني في جمهورية مصر العربية والعالم العربي والإسلامي والذي واكب الجيل الذهبي من المبتهلين وعلى رأسهم الشيخ النقشبندي ونصر الدين طوبار والشيخ عمران، واستطاع أن يبني لنفسه مكانة وسط هؤلاء العمالقة وغيرهم على الرغم من الظروف العسيرة التي مر بها في بداية حياته بوفاة والده وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره.
قرأ مع مشاهير القراء وعلى رأسهم الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمد صديق المنشاوي، واتجه لتثقيف نفسه من خلال إتقان القراءة حتى أصبح يقتني مكتبة كبرى في منزله، ومن خلال ذلك اقتبس من القصص الديني مثلا لأشعار نظمها ولحنها بنفسه, واخُتيار كنقيب للقراء بمحافظة الغربية.
ولد الشيخ عبد الرحيم محمد دويدار في عام 17 مارس عام 1937م في قرية محلة مرحوم التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، توفى والده ولم يتخطى عمره 5 سنوات، بالإضافة إلى وفاة أخيه الأكبر الشيخ ذكي دويدار بعد أبيه بخمسة سنوات، وأصبح الصبي الذي لم يبلغ من العمر أحد عشر عاما مسئولًا عن اسرته .
حصل على الشهادة الأولية الراقية بعد وفاة والده ولقبه أهل القرية "بالشيخ" لتلاوة القرآن الكريم في المناسبات المختلفة وهو ما ساعده في الإنفاق على الأسرة، وتسابق قراء البلدة بعدها لتحفيظه القرآن الكريم، وقد حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ مغاوري القاضي، واستطاع أن يحفظ القرآن كاملا تلاوة وتجويدًا في عام واحد فقط، ثم بدأ يستمع للقراء الكبار، لكى يتعلم منهم ويكتسب المهارات المختلفة التي تساعده في تحسين أدائه، وقرأ مع معظم القراء المشهورين وقتها وهم من عمالقة التلاوة، وكان يحب تلاوة الشيخ محمود البنا، ولكنه كون لنفسه مدرسة خاصة به في التلاوة، وحتى أصبح يختم القرآن الكريم كل عشرة أيام .
أوضح محمد الشرقاوى نقيب قراء القرآن الكريم بالغربية إن النقابة برئاسة الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية تنعى ببالغ الحزن والأسرة رحيل القارئ والمبتهل الشيخ عبد الرحيم دويدار نقيب قراء محافظة الغربية السابق وعضو مجلس الإدارة.
وأضاف الشرقاوى أن أهل القرآن والإنشاد وقيادات الإذاعة والتليفزيون بجمهورية مصر العربية يودعون اليوم الشيخ عبد الرحيم دويدار، شيخ المبتهلين فى مصر والعالم إلى مثواه الأخير، بمسقط رأسه بقرية محلة مرحوم، مركز طنطا والعزاء مساء اليوم بالسرادق بالقرية.
والفقيد الراحل، أحد المبتهلين الكبار داخل وخارج مصر، تاركا 6 من الأبناء ( 4 ذكور 2 إناث)، وكان فارق الحياة صباح اليوم بعد رحلة عطاء ثرية قضاها فى محراب القرآن والإنشاد الدينى والشعبى لأكثر من 60 عاما، وتوفى عن عمر يناهز الـ 86 عاما.
وأدى أهالي القرية صلاة الجنازة عقب صلاة ظهر اليوم الثلاثاء بمسجد الجمال بقرية محلة مرحوم مركز طنطا بمحافظة الغربية.